لقد قررت اليوم أن أوجه ثلاث رسائل بخصوص الأحداث السابقة في مصلحة الضرائب أرجوا أن تصل كل رسالة إلى صاحبها وأن تعيها أذنٌ واعية :
الرسالة الأولى : إلى الوالد العزيز أحمد غالب
وأنا هنا أخاطب فيك الأب ولا أخاطب فيك المسئول ، أوجه اليوم رسالتي هذه لتعلم أننا لسنا ضدك ، لم تكن صرختي في ذلك الاجتماع المنعقد في يوم السبت 16 من فبراير ، صرخة حاقد أو مرائي ، ولكنها صرخة ثائرٍ قهرته الأيام ، فلا تبالي بها ولا تأخذك إلى أبعد من مرامها الذي قيل فيها ، قد يقول البعض أني تراجعت أو استسلمت نتيجة الضغوط والتحقيقات ، وسوف يتضح في الرسائل التالية عكس ذلك تماماً ، فأنا غير آسفٍ على ما تلا ذلك من إجراءات تحقيق وما سبقها وكان آخرها اليوم ، فليست القضية بالنسبة لي إلا صراع حق ٍ وباطل ، لن ينتهي إلا بانتصار الحق ، والحق هو حصول الموظف على حقوق كاملة دون نقصان ، ولا أقصد بذلك أنك أنت من تمثل الجانب الظالم ، لأننا نعلم أنك محاط بلوبي هو من يقود المعركة ضدنا نحن الموظفين ، فيجعلك أنت فقط من تتصدر الموقف لتظهر للموظفين وكأنك عدوهم الأول ، وهذا ما نسعى إلى إفشاله . فنحن معك ضد هذا اللوبي الذي يحاول أن يصور لك أننا ضدك ، نحن نعلم أن الظروف السياسية التي تمر بها البلاد ربما تفرض تغييرك في خلال السنتين المقبلتين ، لهذا ندعوك أن تختم حياتك الضريبية بعمل ٍ تاريخي يردده الناس عبر الأيام ، ويسجل لك في ميزان حسناتك عند الديان ، قف إلى جانب موظفيك ، وتأكد أننا سنكون أوفياء معك ، وتأكد أن الله سيكون معنا ، هذا ما أردت أن أقوله لك ، أعرف أن من يحيطون بك سيزينون لك عكس مراد هذا الكلام ، ولكنني أثق في ذكائك .
الرسالة الثانية : إلى اللوبي
نحن نعلم خططكم وقادرون على مواجهتكم فالتاريخ مليء بأمثالكم ومليء بمعارك أمثالنا نحن المظلومين مع أمثالكم أنتم الظالمون ، ولا بد للمعركة من نهاية ، فلتعلموا أننا منتصرون لأننا نملك الحق ولأنكم أنتم الباطل ، لأننا نحن المظلومون ، ولأنكم أنتم الظالمون ، لأننا نؤمن بالله ونؤمن أنه لا بد أن يأتي الله بيوم ٍ ننتصر فيه عليكم ، وليس على الله ببعيد ، وأخيراً أذكر ما قاله شيخ الشهداء عمر المختار " نحن قومٌ لا نستسلم ، ننتصر أو نموت " .
الرسالة الثالثة : إلى زملائي الموظفين
وصلتني الكثير من رسائل الإحترام والإجلال لموقفي في ذلك الاجتماع كما وصلتني الكثير من الانتقادات والنصائح التي تحمل بعضها الانتقاد لأسلوبي في الكلام ، والبعض يحمل السخرية من ذلك الموقف الذي لن أندم عليه ما حييت مهما كانت نتائجه ومهما كان فيه من أخطاء بنظر البعض ، وهنا أوجه كلماتي إلا أولئك الذين قدموا لي النصح بصدق ، فقالوا أن أسلوبي كان خاطئاً ، أقول لهم : إذا كان أسلوبي خاطئٌ في التعبير عن قضيتنا، ولساني قد عجز عن الوصول بأفكاري إليكم فاعذروني ، فهذا ما مكني فيه ربي ، وما توفيقي إلا بالله ، وأنا هنا لا أطلب منكم أن تقفوا معي أو معنا نحن الناشطين ، ولكنني أطلب منكم أن تقفوا مع أنفسكم ومع قضيتكم ، إن كان أسلوبي قاصر عن التعبير فأنا أطلب منكم أن تكملوا ما قصرت فيه ، لماذا لم يقم كل شخص منكم ليعبر عن همومه وقضيته بأفكاره وأسلوبه ، بغض النظر عن رأيه في كلامي ، لماذا لم تطالبوا بحقوقكم في ذلك الاجتماع ، لماذا لم تخاطبوا رئيس المصلحة بأسلوبكم ولتتركوا مساوئ أسلوبي وأخطائه ، وأنا هنا أحيي الأستاذ أمين الباروت على ما قال ، وتمنيت أن كل الزملاء قاموا مثله وليكرروا ما قال بأسلوبهم الخاص أو ليقولوا نؤيد ما طرحه ، لماذا قصرتم في المطالبة بحقوقكم وحقوق أبنائكم من بعدكم ، هل ترون أن كل شيء على ما يرام ، هل ترون أنكم الآن بأحسن حال ، إذا فماذا عن مستقبل أبنائكم ، ألا يستحق أبناؤكم أن تقفوا من أجلهم وقفة واحدة لتطالبوا بحقوقهم بعد وفاتكم أو عجزكم ، ألم يرى أحدٌ منكم أحد زملائه يشحذ بعد تقاعده ، ألا يتبادر إلى أذهانكم حال أولاد زملاءنا الذين توفاهم الله ، فمكرت بأولادهم الأيام وما نفعتهم خدمة آبائهم الطويلة في هذه المصلحة ، ألا يستحق أولادكم أن تفكروا بهم للقليل من الوقت وأن تطالبوا بما يؤمن حياتهم ، يقول البعض الرزق على الله ، فأقول لهم " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " وأقول لهم لا يعني كلامي هذا أني غير مؤمنٍ بأن الله هو الرزاق ولكن رسول الله يقول " إعقلها وتوكل "
هذا ما أردت أن أقوله لكم
تحياتي وتقديري
رسائل ثائر ضريبي
اخبار الساعة - عصام مصلح مهدي