يلقى الدور السعودي التوفيقي في اليمن ترحيبًا كبيرًا وتثمينًا مميزًا، "فما تقوم به الحكومة السعودية ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لجمع الأشقاء اليمنيين على طاولة حوار تستضيفها العاصمة السعودية الرياض وتحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، ليس بغريب من قبل الحكومة السعودية ولا يعد الموقف الأول ولن يكون الأخير في توحيد الصف اليمني والعمل على وحدة أراضيه"، وفق ما نقلته "الشرق الأوسط" عن علي العياشي، القنصل اليمني لدى السعودية.
محور التقاء
أضاف العياشي: "مبادرة الملك سلمان بن عبد العزيز تمثل محور العمل والالتقاء للوحدة اليمنية، وهذا هو الدور الذي تلعبه السعودية دومًا، إذ يعد الدور السعودي على المستويين الإقليمي والدولي هاماً في وضع التوازن للمنطقة، ودعم كل الأقطار العربية بما يخدم الصالح العالم ويحمي الدول من الانزلاق إلى أنفاق مظلمة".
ولفت العياشي إلى أن مواقف السعودية مع اليمن سابقًا، وفي الوقت الراهن، كثيرة ومتعددة في شتى المجالات، من الاقتصاد للسياسة، والشعب اليمني يتذكر هذه المواقف منذ سنوات طوال، متمنيًا أن تثمر الجهود المباركة التي تبذلها السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي في جمع كل الأطراف اليمنية لحل كل الخلافات، "والوصول إلى نقطة التقاء تجمع الفصائل لتوحيد الرؤى لمستقبل اليمن، وهو ما ينتظره الشارع اليمني بكل أطيافه للخروج من هذه الأزمة، التي أثرت على كثير من القطاعات في البلاد".
خصائص تجمع
وعن الحوار المزمع عقده في الرياض بين الفرقاء اليمنيين، قال العياشي: "إنها خطوة نحو الأمام، في رأب الصدع وتوحيد الآراء والتوجهات بين الفصائل اليمنية، خصوصًا أن الرياض نقطة مهمة للقيام بهذا الدور في توحيد اليمن، وما يجمع بين السعودية واليمن كثير من الخصائص التاريخية والاقتصادية والسياسية، لذا يعد دور المملكة مهمًا في هذه المرحلة".
ورفض العياشي، وفق "الشرق الأوسط"، الحديث عن اتصالاته المباشرة مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وعن التوجيهات التي تتلقاها ممثليات اليمن لدى مختلف دول العالم في هذه المرحلة لتوحيد الصفوف، مكتفيًا بالقول: "القنصلية اليمنية في جدة تقوم بدور هام وبارز رغم ما يمر به اليمن من ظروف، من خلال التعاون المباشر من كل العاملين، والذي أثمر عن إنهاء أكثر من 450 ألف معاملة مختلفة بنهاية 2014، وهو مؤشر على قدرة القنصلية في تقديم خدماتها لجميع المقيمين اليمنيين على الأراضي السعودية".
موقف توفيقي
والموقف التوفيقي السعودي بدا واضحًا من خلال تأكيد دول مجلس التعاون الخليجي الخميس أن الحوثيين، الذين يسيطرون على صنعاء، معنيون بدعوة المجلس إلى مؤتمر الرياض الخاص باليمن، شريطة أن يكون المؤتمر تحت سقف الشرعية، المتمثلة بالرئيس هادي، ما يعني وقوف الخليج، وعلى رأسه السعودية، على مسافة واحدة من الأطراف اليمنية، بالرغم من موقفها المؤيد دومًا للسلطات الشرعية في البلاد.
وقال خالد العطية، وزير الخارجية القطري، خلال مؤتمر صحافي في ختام أعمال اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون بمطار القاعدة الجوية بالرياض، أن مؤتمر الرياض دعوة للجميع، ولن يستثنى منه أحد، "فمن المصلحة حضور الجميع، ومن تخلف سيجد نفسه متخلفًا عن ركب قد يؤيده معظم أبناء اليمن، والحوثيون معنيون بهذه الدعوة، وهم مكون من مكونات الشعب اليمني، وبالتالي مسألة قبولهم والمشاركة من عدمها هذه شأن حوثي يعود لهم".
مبادرة الملك سلمان محور التقاء لوحدة اليمن
اخبار الساعة - ايلاف