أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

خالدون هنا وسنبقى هنا والغزاة سيرحلون

- * عبدالحميد الهمشري
في ذكرى النكبة الفلسطينية السبعين ، أحداث  متسارعة جسام  ، جد خطيرة  ، عبث أمريكي ، صهيو غربي يوصف بالأممي ، واستهتار بمشاعر أمة ، وتعدٍ صارخ على هوية أرض مطوبة عبر التاريخ ومن السماء لشعب الجبارين ، وانتهاك واضح وجلي  لحقوق الإنسان  وكرامته وتاريخه الذي يتحدث عن حضارة شعب منذ فجر التاريخ ومنح أرضه في ظل غفلة الأمة وكبوتها لعصابات صهيونية من أعداء الحياة ، جل أفعالهم الشائنة تتحدث  عن صنيعهم . . فمن لا يتذكر جبن قوم موسى عليه أفضل السلام والتسليم وقولهم له حينما طالبهم بتنفيذ أمر  الله عز جل أن يسيروا  إلى الأرض المقدسة ليدخلوها : " اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ". 
ومن لا يتذكر أساليبهم الإرهابية المستخدمة ومجازرهم التي صنعوها في سبيل الوصول لمبتغاهم والتي مكنتهم وفق قولهم من تحقيق الإنجاز في نشوء دولة الاحتلال والاغتصاب فأفعالهم في دير ياسين وقبية وكفر قاسم وسلمة وغزة هاشم العزة وغيرها الكثير وممارساتهم في الخليل والقدس والمسجد الأقصى وباقي الأراضي المحتلة خير شاهد على ذلك.. فجاء العقد الثاني من القرن الماضي  بنزوة غربية  تقودها بريطانيا العجوز لتمنح أرضاً لا تملكها لعصابات لا تقطن وغير موجودة بالأساس فيها ، تعتمد عهوداً غابرة عفا عليها الزمن في شرعنتها لما تصنع ، ومكنت تلك العصابات بما قدمته لها من تسهيلات وإمكانيات وقرصنة ، بعد أن فرضت سطوتها عليها بصك يوصف بالأممي ، مكنتها  من اغتصاب أرض بعد إرهاب أهلها وعزلهم عن محيطهم من خلال فرض الانتداب عليها وتجريدهم من كل أسباب القوة بعد ثلاثين عاماً من إصدارها للوعد المشؤوم لهم ، واستمر الغي الغربي في دعم تلك العصابات ومدها  بكل دعم مادي وعسكري ولوجستي ، ولجم كل قوة  ناشئة من أهل  المنطقة من خلال تسخير التكنولوجيا المتطورة  في خدمة الأهداف الاستراتيجية الصهيو غربية الساعية لعدم تمكين أهل المنطقة من إدارة شؤون أنفسهم بأنفسهم ، سواء بتقنين قدراتهم العسكرية والاستخباراتية ، أو بإشعال الفتن في أو بين الكيانات التي صنعتها بموجب اتفاقات ومعاهدات دول التحالف الغربي كسايكس بيكو وسالت 1 و 2 وغيرها من أوكار التآمر  الدولي  " الصهيو – غربي " الذي يعتمد شريعة الغاب المقونن في فرض الهيمنة الصهيو  غربية على المنطقة بأسرها أو بالتحكم باقتصادياتها لفرض إرادتها السياسية عليها .
وجاءت نكسة حزيران لتكتمل  دائرة الاستهداف على كل فلسطين بعاصمتها القدس ومقدساتها ، خاصة المسجد الأقصى والقدس عاصمة فلسطين التاريخية والموحدين من مسيحيين ومسلمين التي تتعرض الآن وبفعل قرارات المغامر ترامب ، كاوبوي ما أطلق عليها صفقة القرن المشؤومة ، الشرق أوسطية والتي يهب فيها كل  شيء للصهاينة ويسلب كل شيء من شعب فلسطين والعرب والمسلمين جميعاً ، مستغلاً الظروف التي ترزح تحت أعبائها المنطقة العربية والتي لا تمكنها مرحلياً من صنع شيء سوى الصمود في وجه العاصفة ، ظاناً انه يحقق نصراً على صاحب الحق ولا يدرك أنه  بصنيعه هذا قد غير من قواعد اللعبة التي ستحرق الأخضر واليابس من تحت أقدام العابثين والغزاة لأن شعار أهل فلسطين قولاً وعملاً " خالدون هنا وسنبقى هنا والغزاة سيرحلون " 
وعودة إلى بدء جاءت نكسة حزيران لتصاغ قرارات يقال عنها أنها أممية ، مبهمة التفاسير ، لتبقي الأراضي المحتلة تحت هيمنة الغزاة المحتلين ، ولنبقى نتعايش مع الوضع الذي تفرضه هيمنة حلفاء الأمس واليوم والغد  الكبار سياسياً ودولياً واقتصادياً على مفاصل الأمور  في منطقتنا وحتى سفائسها .. تلك القرارات أسهمت في حالة التنمر والاستئساد الصهيو – أمريكية والتي أسهمت كما أسلفت بعاليه باستخفاف ترامب وفريقه الذي يدير الشؤون الدولية عموماً والشرق أوسطية بصفة خاصة.. لكن صمود الشعب العربي الفلسطيني في أرض الرباط ووقوفه بحزم وصرامة في وجه العاصفة الصهيو أمريكية هي من ستفرض  إرادتها على الغزاة فهم المنتصرون وسيبقون فيها حتى قيام الساعة أما الغزاة حتماً فإنهم من حيث أتوا سيرحلون جارين وراءهم الخيبة والهزيمة والفشل بعون الله وأزره وغداً لناظره قريب . 
Abuzaher_2006@yahoo.com
المصدر : * كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني

Total time: 0.043