أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

توضيح للرأي العام بشأن المرأة المسنة التي قتلت شخص بحجنة "مفرس" على رأسه

بيان توضيحي للنشر 
القاضي غمدان داجنة
توضيح وبيان
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين قضية المراءة التي قامت بضرب أحد الأشخاص برأسه في الفأس ( الحجنة - المفرس) حتى الموت وتم تداول الواقعة على ان هناك ثورا قام بنطح الرجل حتى ارداه قتيلا بناء على نسج خيالهم وكلام الجانية دون التاكد من ذلك على ارض الواقع وماحواه ملف القضية الذي جاء خاليا البتة من ذكر الثور نهائيا
حيث تم تداول الخبر بقصد من قبل البعض وهي حملة منظمة يقودها بعض المرتزقة وأصحاب الأقلام المأجورة الذين يسعون دائما للتطبيل والتزمير والتلميع وهم يعرفون انفسهم جيدا وذلك للنيل والاسأة من القضاء والقضاة والنيل من قدسيته وتحريض الرأى العام عليهم دون ادنى فهم لاسس القضاء او القضايا التي يناقشونها
وسار الكثير خلفهم كالقطيع بدون قصد  و ترتب عن فعلهم نفس الضرر الذي  لا يقل عمن سبقهم وكان الأولى بمن نزل لزيارتها إلى السجن أن يطلبوا صورة من الحكم قبل النشر
كان المعهود والمعروف عن أرباب الكلمة وأصحاب الأقلام الشريفة أن لايقوموا بأي عمل نشر إلا بعد تحقيق ونزول وبحث وتقصي الحقيقة واجرأي مقابلات مع جميع الأطراف والأشخاص ذوي الصلة والجهات ذات العلاقة أمن نيابة محكمة حيث يقوم الكثير من الكتاب والباحثين بالتواصل معنا اول بأول ويسألون عن أي قضية ونحيطهم علما بكل جوانبها بتفاصيلها والسماح لهم بالاطلاع على الملف اذا لزم الامر وعما اذا كان يجوز نشر ذلك من عدمه لاسيما اذا كانت القضية مازالت قيد النظر ولايستطيع القاضي ان يبدى عن قناعته فيها او لم تكن قد تكونت بعد
اما ما يقوم به مأجوري إب ومفسبكيها من نشر دون أي بحث ودون ادنى مهنية بغرض الأسترزاق والإساءة للاخرين والى القضاء وقدسيته والنيل من العدالة والاحكام القضائية وحقوق اولياء الدم والضغط عليهم بطرقهم الخسيسة فنحن لا نستطيع أن نجاريهم في السقوط إلى تلك الاوحال والمستنقعات وكل اناء بما فيه ينضح
ولكن نحتفظ بحقنا في مقاضاتهم بالطرق القانونية امام القضاء ليعرفوا مدى الجريمة التى ارتكبوها في حق المجتمع والناس 
وخلاصة القضية من واقع الملف 
أن النيابة العامة قدمت المذكورة شلعة الجرادي بجريمة الضرب المفضي إلى الموت بقتل احد الاشخاص والتي قامت بضربه على رأسه بالحجنة او المفرس كما يسميه البعض وصفعه وخدش وجهه مما أدى إلى وفاته وطلبت محاكمة المتهمة والحكم عليها بالعقوبة المقررة قانونا
وواجهت المحكمة المتهمة التي تبلغ الستين من عمرها تقريبا ومازالت متمتعة بقوتها ونشاطها والتي أنكرت ماهو منسوب إليها في قرار الاتهام وتقدم الادعاء بشقيه العام والخاص بالأدلة وشهادة الشهود التي أكدت حصول شجار بين المتهمة والمجني عليه عندما منعهم من حرض الأرض المشتركة بينهما بل أن بعض الشهود أفادوا قيام المتهمة بضرب المجني عليه بالحجنة المفرس في راسه ودوخ منها ولم يستطع تماسك نفسه غير القبض على اداة القتل وكان يقول لها انا لا اريد امد يدي عليك ولم تفترع عنه حتى حضر الناس وفرعوها عنه وكانوا يتحدثوا مع المجني عليه ويطلبوا اسعافه الا انه لم يستطع الرد عليهم وانصرف نحو القرية التي وصل الى جوار المسجد واحد الدكاكين واغمي عليه وتوفي وقد اكدت تقارير الطب الشرعي حدوث نزيف داخلي في الراس مكان الضربة التي شهد الشهود عليها 
وقد طلب أولياء الدم معاقبتها بالإعدام قصاصات باعتبار القتل قتل عمد
وترددت المحكمة فيما بين القتل العمد وعقوبة الإعدام 
وبين القتل شبه العمد الضرب المفضي إلى الموت 
وترجح للمحكمة أنها جريمة قتل شبه عمد والتي حصرها القانون بجريمة الضرب المفضي إلى الموت باعتبار انها قصدت الفعل ولم تقصد النتيجة وفقا لنص المادة ٢٤١ عقوبات والتي تعاقب على واقعة الاعتداء المفضي إلى موت بالدية المغلظة والحبس مدة لا تتجاوز خمسة سنوات
وقد كانت الجانية طوال فترة المحكمة تطلب من أولياء الدم التصالح مع أولادها وعرضت المحكمة ذلك إلا أن أولياء الدم أصروا على طلب القصاص وحكمت المحكمة بما اقتنعت به من واقع ملف القضية ولم تثار مسألة الثور نهائيا سواء أمام الأمن او النيابة او المحكمة 
وقد عينت المحكمة الجزائية المتهمة عونا قضائيا الذي لم يقدم أي شيء يقدح فيما توصلت إليه المحكمة وترك تقدير الأدلة للمحكمة 
هذه هي الخلاصة 
وقد أظهرت الجانية موافقتها على الحكم واعترضت على مسالة الحبس بينما اولياء الدم اعترضوا على الحكم واحتفضوا بحقهم بالإستئناف وتم رفع الملف الى الاستئناف ونحن لا نمنع اي طرف من هذا الحق بل ان المحكمة تحث اي طرف الى حقه في استئناف الحكم كما فعلت مع الجانية و التى قيدت لها الطعن ودفعت عنها رسوم الطعن
و والاحكام للتراب والا يعلق عليها إلا من خلال هذه الطرق القانونية بالطعن أمام المحكمة الأعلى درجة وليس لرقابة الشارع كما يقوم به بعض المفسبكين ودون عهد ولا ذمة ودون سماع الأطراف الأخرى إلا نقلا عن المجرمين أنفسهم 
الأخوة يوسف جاءوا اباهم عشاء يبكون وهم ظالمون 
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه اذا اتاك الخصمان فلا تقضي لأحدهما حتى تستمع من الاخر كما استمعت من الأول 
وفي الختام لا يسعنا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل 
اللهم اكفنا شر المفسبكين ولا تسلطهم على أحد واجعلهم عبرة للمعتبرين والحمد لله رب العالمين

Total time: 0.0516