اخبار الساعة
يتداول مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي فيديو لـ"وزير الصحة الأردني يقول إن الكورونا صناعة العالم السفلي"، وفقاً للمزاعم، وأنه "قرر مصارحة العالم ليُخلي ضميره ويقول شهادته لملايين الناس" عن فيروس كورنا المستجد. غير أن هذه المزاعم خاطئة. الشخص الذي يظهر في الفيديو ليس وزير الصحة الأردني الدكتور سعد جابر، بل الصحافي الأردني صالح الراشد. وما يدلي به هو رأي شخصي يستند فيه الى شكوك ذاتية غير مثبتة- وأيضا إلى معلومات مغلوطة- ولم يقدّم أي دليل على صحة ادعاءاته. ونرد عليها في هذه المقالة. FactCheck#
"النهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: منذ ايام عدة، تكثف تناقل الفيديو على نطاق واسع على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما الواتساب. 7,38 دقائق يتكلم خلالها رجل عن موضوع وباء كورونا، وعن أحداث مثيرة للشبهة مرتبطة به. وفي المزاعم، هذا "وزير الصحة الأردني، وهذه حقيقة فايروس كورونا يا عرب"، وايضا "وزير الصحة الاردني قرر مصارحة العالم ليُخلي ضميره ويقول شهادته لملايين الناس" (مثل هنا، هنا، هنا...). وقد اثار كلامه ردود فعل كثيرة بين المستخدمين.
التدقيق:
-أولا، هذا الرجل ليس وزير الصحة الاردني الدكتور سعد جابر (أدناه الى اليسار). وإليكم مقارنة بين صورتي الرجلين منعا لاي شكوك.
-اذاً، من يكون الرجل في التسجيل المصوّر المتناقل؟
انه الصحافي الأردني صالح الراشد. وقد نشر هذا الفيديو في حسابه في يوتيوب في 9 أيار 2020. وأرفقه بالتعليق الآتي: "كورونا طريق الموت والقتل، بحيث تقتل القوة السلفية التي تحكم العالم كل من يقترب من اكتشاف علاج، كي يبقى الوباء ويستنزفون العالم. لذا فإما الموت بكورونا، اما الجوع، اما القتل".
-ولكن ما حقيقة المزاعم التي يتكلم عليها؟
*يبدأ الراشد كلامه بتساؤلات عمن "صَنَع" كورونا ومن "نشره"، ولماذا يموت كل من يقترب من هذا الخط االأحمر؟
الجواب العلمي: اثبتت الداراسات العلمية ان فيروس كورونا المستجدّ ليس من صنع المختبرات، أو فيروساً معدّلاً، بل هو طبيعي المنشأ.
*يقول الراشد (بالعامية): كورونا أول ما انتشرت بالصين، طلع دكتور اسمو ليانغ وقال يا اخوان في كورونا. وبكل سهولة قتلت الصين هذا الرجل.
الجواب: توفي طبيب العيون الصيني لي وين ليانغ متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، على ما أوردت وسائل اعلام صينية (7 شباط 2020)، ولم تقتله السلطات الصينية، كما يزعم الراشد، بل "أجبرته على الصمت"، حول انتشار هذا الوباء. ليانغ كان أول من أطلق تحذيرا في كانون الأول بعد ظهور الفيروس في عاصمة مقاطعة هوباي. وقد استدعته الشرطة مع سبعة أشخاص آخرين بعيد تحذيرهم من الفيروس، واتهمتهم بنشر شائعات.
غضب في الصين بعد وفاة الطبيب لي وينليانغ من جراء كورونا: "بطل دفع حياته ثمناً"-- أ ف ب، 7 شباط 2020.
*يقول الراشد: في ألمانيا، أعلن الدكتور التونسي كمّون انه قادر على اكتشاف العلاج لكورونا، لكنه قتل فجأة. وبررت (المستشارة الالمانية أنغيلا) ميركل تبرر سبب وفاته بجلطة.
الجواب: ما تردد من كلام على "الدكتور كمون" وميركل أخبار كاذبة. فقد ردّت وزارة الخارجية الألمانية على منشور متداول على شبكات التواصل الاجتماعي بشأن حديث ميركل عن لقاح مضاد لكورونا يطوره طبيب تونسي يدعى الدكتور كمون، بأن هذه المعلومات "خاطئة" (28 آذار 2020). أما الترجمة التي انتشرت لكلامها عن "الدكتور كمون، فـ"مغلوطة". كذلك الخبر عن اغتياله، مجرد كذبة أخرى، ولا وجود لتصريح تبرر فيه ميركل "الاغتيال المزعوم" لكمون!
حقيقة "اغتيال البروفسور التّونسي محمود عبد القادر البنزرتي في ألمانيا" FactCheck#
*يقول الراشد: خبر من روسيا ان "ثلاثة أطباء وباحثين روسيين يعملون على إيجاد علاج لفيروس كورونا، انتحروا كلهم، والسبب كما قيل ضغط نفسي"، مشككا في صحة هذا الكلام.
الجواب: نعم، انتشرت تقارير عن وفاة طبيبتين وإصابة ثالث بعد سقوطهم من نوافذ مستشفيات مع تفشي وباء كورونا في البلاد (6 أيار 2020، هنا، هنا، هنا...) وربطت هذه الحوادث بـ"حجم الضغوط ونقص المعدات التي يواجهها الأطباء والممرضات، إضافة إلى منعهم من الحديث عن معاناتهم". وبخلاف ما ذكره الراشد، فإن هؤلاء الاطباء لا علاقة لهم بإيجاد علاج لكورونا، بل كانوا على صلة مباشرة بالمصابين في مستشفيات، وفقا للتقارير الإعلامية.
روسيا: تعبئة طلاب الطب تحت التهديد... لمواجهة كورونا--- أ ف ب- 11 أيار 2020.
*يقول الراشد: في ظروف غريبة عجيبة، تم قتل الدكتور ليو الذي كان اقترب من التوصل إلى لقاح مضاد لكورونا. وقاتله انتحر. ويشكك في صحة هذا الكلام.
الجواب: نعم، قتل العالم الصيني بينغ ليو الذي كان يجري أبحاثا متقدمة حول فيروس كورونا المستجد، بالرصاص في منزله بمدينة بيتسبرغ في الولايات المتحدة. وقالت الشرطة إن مصرعه كان نتيجة خلاف على علاقة عاطفية. وقالت السلطات المحلية إن بينغ (37 عاما) قتل في عطلة نهاية الأسبوع الماضي داخل شقته برصاص شخص انتحر لاحقا داخل سيارته.
وأوضحت الشرطة أن الحادثة وقعت نتيجة خلاف بين القاتل الذي يدعى "هاو غو" (47 عاما) وضحيته على "شريك حميم"، مؤكدة أنه ليس هناك أي دليل على أن مقتل الباحث في جامعة بيتسبرغ مرتبط بأبحاثه (7 أيار 2020، هنا، هنا، هنا...).
*يقول الراشد: هناك عالم ياباني اسمه ساكي كشف انه يحاول، منذ شهر، التواصل مع علماء وباحثين في الصين، لكنهم لا يردون عليه، وأنه ابدى خشيته أنه تم اغتيالهم. ويؤيده الراشد في هذه المخاوف.
الجواب: بحثا عن هذا "العالم الياباني ساكي"، لم نجد لاسمه اثرا في غوغل.
النتيجة: في ضوء بحثنا هذا، يبقى رأي الراشد ضمن نظريات المؤامرة، من دون ان يقدم اي دليل على ما يزعمه او يسوّق له من "مؤامرات" او شكوك او عمليات "اغتيال" تكلّم عليها، علما انه استند في بعض كلامه الى معلومات مغلوظة. الراشد هو صاحب الفيديو المتناقل، وليس "وزير الصحة الأردني"، كما يتم زعمه في شكل خاطئ.
الفيديو المنتشر:
المصدر: النهار