اخبار الساعة - د/ رضية راوية *
تقف كل الحروف حزينة حائرة وهي تستجمع قواها لتكون كلمات وجمل تعبر عن مأساة شعب اصيل وأمة عريقة عن شعب الايمان والحكمة، شعب تقاذفته الامواج من كل حدب وصوب!.
يصيبني الذهول من هول ما نفثته و لازالت بعض الاقلام المأجورة المضللة من جمل وعبارات تحمل في طياتها اكوام من الأحقاد والكراهية الدفينه ، تطل من مخابئها لإشعال جذوة الصراع بين ابناء الوطن الواحد وتظهر مخالبها الملوثة لتمزيق النسيج الاجتماعي لأبنائه الذي طالما تعايش في سلام وإخاء سنين طويلة ..
للأسف سيظل الحاقدون واصحاب النفوس البائسه اعادة انتاج احقادهم الى ان يقضي الله حكمه، فعلى هذا كانت نشأتهم في بيئتهم المعتله نفسيا، فان لم يكونوا كذلك، فأي مآرب اخرى يرجوها هولاء من وراء استماتتهم في نشر هذه المشاعر البغيضه بين اليمنيين.
العتب هنا على العقلاء و الحكماء و المفكرين و المثقفين من اصحاب الضمائر الحية، اين دورهم في خارطة هذه المأساة؟ لماذا لا ترتفع اصواتهم عالياً، وصوت الحق لا ُيغلب ولا ينكسر؟.
الحكمة مطلوبة والاعتدال مطلوب والإخلاص للوطن مطلوب لنشر المحبة والسلام والوئام. لماذا لا تُدق اجراس الخطر ومواجهة الاصوات الضاله، الساعية الى تمزيق ممنهج للنسيج الاجتماعي وتفتيت علاقات المحبة والاخاء بين ابناء الشعب اليمني الواحد؟ لماذا لاتجرم وتحرم علنا تلك الدعاوي الشاذه عن مجتمعنا وبيئتنا؟ فلا قحطاني ولا عدناني فكل يمني مسلم وكفى. ما جدوى نثر بذور الضغائن وقطع اواصر الموده والاخاء وتأصيل الفرقه بين الاخوة اليمنيين !! و لمصلحة من تُمزق هذه الروابط داخل المجتمع اليمني وبإصرار .. الا يتقون الله في هذا الوطن المشظى الى اشلاء، ويتقون الله في شعبهم واجياله المتعاقبه !! كيف يكون حالها وتعايشها في ظل اجواء التناحر المحموم وقد تمزقت الاواصر واستوحشت المشاعر، وعلت طبول ورايات الاحتراب وتأليب بعضهم على بعض ؟؟!
راجعوا انفسكم واعلموا جميعاً انها حرب عبثيه، الجميع فيها مهزوم، والنتائج خاسره وكارثية.
فلتكف أبواق السؤ عن إذكاء و تأجيج النعرات الطائفية والعنصرية في اليمن، وليعلن اليمنيون جميعا وبصوت واحد رفضهم وادانتهم وتصديهم لها.
لماذا نذهب بعيدا عن روح ومعاني ديننا الاسلامي الحنيف المعزز لمبدأ التعايش بين جميع الاطياف والمذاهب المختلفه في اطار من العدل والمساواه ونبذ التمييز والعنصريه ويدعو الى التسامح والسلام والرحمة والتخلي عن التعصب ايا كان مقصده؟ ولنا في رسول الله اسوة حسنة، ننهل من نهجه مايفيدنا في تأسيس مجتمعا سويا مواصلا لنهج الأسلام والحضارة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ .
ما احوجنا اليوم إلى مصالحه وطنيه تجبر الضرر وتسوية تاريخية تصحح المفاهيم، سبيلا إلى تعزيز اسس المواطنة وتعلي مبدأ الحقوق والواجبات المتساوية.
الا يستحق منا هذا الوطن السعي و النضال و مواصلة الدعوة دون كلل لنعيش تحت سقف وطن خالي من المرض و ننعم بالتعايش والسلام والوئام !!
* باحثه في الشؤون السياسية والإجتماعية