أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الثورة لم تصل بعد

- *صقر عبدالله ابوحسن:

"في عام 2006م هرب إلى المملكة العربية السعودية ليجد لنفسه منطلقاً أفضل للعيش وعندما عاد اشترى حريته من سيده بعد عبودية دامت 25عاماً, بـ(200الف ريال يمني فقط) ما يقارب"إلف دولار أمريكي". تلك هي باختصار حكاية "قناف بن سارية"أشهر العبيد في اليمن بعد تحرره من حياة الرق قبل عامين من ألان.

لو يعلم قناف امرأ, اعتقده سوف "يشعر براحة" تبدد شي من ذكريات"الرق", إن غيره -وإما أكثرهم-ما يزالون يعانون من"رق الممارسة"كما وصفها "محمد ناجي علاو-رئيس هود-"الذي يمارس على عشرات الآلاف من البشر في مناطق اليمن كل يوم.

كان علاو يتحدث بانفعال ليرفع يده مشيرا إلى غرفة مجاورة لمكان انعقاد مؤتمر نظمته "هود والمصدر", يبتسم فيها عشرات الأطفال من مهجري "الجعاشن" لفلاشات الكامراء بخجل قروي لم يعتد العدسات ولا ضجيج الصحفيين, ليس "قناف"وحدة الذي بيع ذات يوم ليحرر, فغيرة الآلاف ينتظرون أيضا "التحرير" والبحث عن صكوك حريتهم, بهدوء لا يبدو مريحاً.

 ليس الحديث عن"العبودية" حديثاُ محبباُ  تروق له السلطات في ظل "الجمهورية  ومفاهيم حقوق الإنسان", لذا لم تعلق أي جهة رسمية حول الموضوع باستثناء "تصريحات مقتضبة جداً تأتي بالنفي دائماً"و لجان تدفع بها وزارة حقوق الإنسان إلى مناطق ثبت أنها أرضا خصبة للعصور ما قبل الثورة.

 لا بأس نستطيع إن نتفهم انه ليس بمقدور أي جهة إن تؤكد أنها تعرف تفاصيل الموضوع المثير للجدل بشكل متزايد, وان تظهر وكأنها ديمقراطية بما يكفي لتتحدث عن "رق  في عهد الرئيس الصالح", فقد نغفر لها صمتها المرعب وتغاضيها عن:هموم الوطن إجمالا, والمشكلة أنه إذا كان الصمت يكفي, فيكفي أيضا الضحك والتعليق على حديث (يحي أحمد) رفيق "قناف"بأنه قدم من محافظة "كعيدنة"-يقصد مديرية كعيدنة بمحافظة حجة-  لينكزه أحداهم ليصحح معلوماته, دون"إيجاد حلول جذرية تعالج المشكلة "وان لا تكون "ظاهرة إعلامية وحسب".

مع كل الذي يحدث فقد لا تتحلى "هدى البان"وزيرة حقوق الإنسان بالصبر والاتهامات تطالها, فهناك مكان يمكن إن تبوح بعجزها وبفخر مازال ينتظر منها زيارة انه:مخيم الجعاشن, انه في جولة الجامعة مقابل"مجسم الإيمان يماني والحكمة يمانية", واحسبها عرفت المكان, إن شاءت زيارته ذات يوم.

ويبدو أن هذا الموضوع-الرق- هو الذي أتاح للجميع بما فيهم -أنا-الحديث مطولاً"والحش"في وزارة لا نعرف عنها سوى الاسم, ووزيرة تجيد الحديث بدبلوماسية وانتقاء ملابسها بأناقة تحسدها عليها بنات جنسها. وربما المزيد من الكلام الذي يصل إلى: تمني الغلاء الوزارة.

بعد عشرات السنوات من انتهاء العبودية في كل بلدان العالم بما فيها "أفريقا"عاد الحديث عن وجودها في اليمن بشي من الحقيقة والبيان الدامغ,  شي يؤكد حقاً إن "الثورة" لم تصل إلى كل اليمن بعد. 

 =========================
كاتب وصحفي من ذمار*

Total time: 0.0463