اخبار الساعة
ذكر "معهد بروكينغز" في تقرير يوم السبت أن الأخبار التي تفيد بإطلاق سراح الناشطة السعودية لجين الهذلول من السجن علامة على أن الضغط الخارجي على المملكة يمكن أن يكون له نتائج إيجابية.
وأفاد موقع المعهد بأنه كما دعت إدارة بايدن بحكمة إلى إنهاء الحرب التي تقودها السعودية في اليمن وجمدت بعض صفقات الأسلحة، يجب أن تستمر في الضغط من أجل إطلاق سراح نشطاء حقوقيين آخرين محتجزين بتهم ملفقة، بالإضافة إلى المواطنين الأمريكيين المحتجزين من قبل الرياض.
وقال كاتب التقرير بروس ريدل، إنه يجب على المجتمع الدولي الآن أن يتبنى قضية أخرى ويطالب بالإفراج عن ولي العهد السابق محمد بن نايف من السجن، المحتجز ليس بسبب جريمة ارتكبها ولكن لأنه يمثل مشكلة لولي العهد الحالي، محمد بن سلمان.
وأضاف أن محمد بن نايف أنقذ حياة العشرات إن لم يكن المئات من الأمريكيين وهزم القاعدة في مسقط رأسها.
وشدد قائلا: "قد تكون ممارسة الضغط على القيادة السعودية بشأن قضيته خطوة غير عادية، لكن يجب أن تكون مهمة عاجلة، حيث إن حالته خاصة بالنظر إلى مساهماته الكبيرة في الأمن الأمريكي.. علاوة على ذلك، فإن حياته في خطر كبير".
وشدد ريدل على أن بن نايف هو الأمير الأكثر ولاء للأمريكيين في العائلة الحاكمة بالسعودية، مذكرا بأن ولي العهد السابق تلقى تعليمه في ولاية أوريغون، وتدرب مع مكتب التحقيقات الفيدرالي وسكوتلاند يارد.
وذكر ريدل أنه التقى بمحمد بن نايف لأول مرة في الرياض عندما كان مساعدا للرئيس بيل كلينتون لشؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا في 1998.
وأضاف: "بعد ذلك علمنا أن وزارة الداخلية السعودية أحبطت مؤامرة للقاعدة لمهاجمة قنصلية الولايات المتحدة في جدة، بينما كان آل غور نائب الرئيس الأمريكي داخل القنصلية يستعد للقاء ولي العهد الأمير عبد الله".
وأضاف الموقع الأمريكي أنه وبعد الحادي عشر من سبتمبر وغزو العراق دعا أسامة بن لادن إلى انتفاضة في بلده الأصلي ضد آل سعود، وألقى باللوم على أمريكا في دعمها، ووقع أول هجوم كبير في المملكة في 12 مايو 2003 في مجمع بالرياض كان يأوي خبراء عسكريين أجانب يعملون لصالح القوات المسلحة السعودية وقد قتل ما لا يقل عن 8 أمريكيين وأستراليين وعدة غربيين آخرين، إلى جانب حراس أمن سعوديين.
ويستذكر ريدل كيف أن الاستخبارات السعودية أحبطت في 2010 تفجير طائرة كانت متجهة من اليمن إلى ولاية شيكاغو الأمريكية، إذ زرعت "القاعدة" قنابل على متنها، وذلك عشية انتخابات الكونغرس.
ويضيف في السياق: "اتصل محمد بن نايف بالبيت الأبيض وأعطى مستشار الرئيس أوباما لشؤون الإرهاب جون برينان، أرقام تعقب الحاويات المتفجرة.. وبعد ذلك تم احتجاز الطائرات في محطات توقف في دبي وشرق ميدلاند في بريطانيا، وأبطلت جميع القنابل".
ويعتبر ريدل أن محاولة اغتيال محمد بن نايف في 2009، حوّلته إلى بطل شعبي بسبب إصراره على استقبال أحد عناصر القاعدة عبد الله عسيري، والذي جاء بدافع الاعتذار عن ماضيه، إلا أنه فجر نفسه بواسطة قنبلة خبأها داخل جسده.
ويذكر أن بن نايف أصيب، حينها، بجروح ولكنها لم تكن المرة الأخيرة التي يتعرض فيها لمحاولة اغتيال، إذ تعرض الأمير السعودي لأربع محاولات لتصفيته.
وينقل ريدل عن المدير السابق لـ"سي آي إيه" ليون بانيتا، قوله إن بن نايف "هو الأذكى والأكثر إنجازا بين أبناء جيله".
إلى ذلك، قال الكاتب في مقاله إنه في أبريل 2016، قام الملك سلمان بترقية محمد بن نايف ليكون وليا للعهد، وهو أول جيل من جيله يصعد إلى أعلى مرتبة في العائلة المالكة، ولكن وبدون أي تفسير، تمت إزالته من المنصب في يونيو 2017 واستبداله بنجل الملك محمد بن سلمان الذي أصبح مهندس الحرب "الكارثية" في اليمن ومقتل جمال خاشقجي.
وأشار ريدل إلى أن محمد بن سلمان غيب ابن عمه محمد بن نايف عن العالم الخارجي منذ نحو عامل كامل، ويضيف: "قبض عليه بتهمة الخيانة، واحتجزه بمعزل عن العالم الخارجي، ويبدو أنه لم يُسمح له بالحصول على رعاية طبية أو دواء. وقد تكون حياته في خطر".
وتابع: "لم يواجه أي محاكمة قضائية.. وتهمة الخيانة التي وجهت له سخيفة.. إنه في السجن لأنه رمز بديل ومقبول محليا وخارجيا لابن عمه المتهور والخطير".
وأوضح أن "محمد بن سلمان يريد القضاء على المرشح الرئيسي لخلافة والده في الحكم"، مختتما تقريره بالقول "إنه يجب على فريق بايدن، وخاصة قيادته الاستخباراتية الجديدة، الضغط من أجل حرية محمد بن نايف.. نحن مدينون له بنفس القدر".