قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، إن ثلاثة أرباع الأزمة في بلاده تعود إلى جذور اقتصادية، وأكد أثناء لقائه وفد اللجنة الدولية الإنسانية الذي يزور صنعاء أن الأزمة التي نشبت مطلع العام الماضي 2011 خلفت أضراراً بالغة التعقيد وفي مقدمتها الأزمات الاقتصادية والأمنية والسياسية، معتبراً أن المشكلة الاقتصادية تمثل حوالي 75 في المئة من التعقيدات في البلاد .

وأشار هادي إلى أن الأزمة الأمنية والاقتصادية تبقى الأصعب، مؤكداً أن “عدم إيجاد الحلول الناجعة لهما فإن الأزمة السياسية تظل قائمة ولذلك لابد من العمل بصورة أكبر من أجل تلافي التداعيات التي تؤثر في مسار الأمن بكل صوره”، مشيراً إلى أن الأزمة السياسية قد دخلت طور الحل منذ التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بتشكيل حكومة الائتلاف الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة والوصول إلى حلول كثيرة .

وطالب باتباع استراتيجية مبنية على خطة تنموية لخمس سنوات في اليمن بإشراف المجتمع الدولي يتم فيها رفد القطاعات الاقتصادية والزراعية ومختلف الجوانب التنموية بحيث يستعيد الاقتصاد اليمني عافيته وقدرته على الوقوف بصورة تمكنه من العمل الطبيعي والخروج من الأزمة إلى بر الأمان والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدته، بالإضافة إلى معالجة البطالة بين الشباب التي تصل إلى نحو ستة ملايين شاب .

وشدد على ما يعانيه اليمن من حروب داخلية خلال السنوات الماضية ومن أزمات اجتماعية وما يقوم به تنظيم القاعدة من زعزعة للأمن والاستقرار في بعض المحافظات والمناطق وفي مقدمتها محافظة أبين .

من جهتها، قدرت منظمة التعاون الإسلامي حجم الإحتياجات الإنسانية في اليمن بأكثر من مليار دولار أمريكي، ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه معاناة اليمنيين الإنسانية بعد نحو 15 شهراً من الاحتجاجات . وقال الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية بالمنظمة السفير عطا المنان بخيت، “ان حجم الحاجيات التنموية والإنسانية لليمن تتجاوز المليار دولار” . أضاف “ان هناك سوء فهم لحجم الأزمة الإنسانية الموجودة في اليمن . . ويكمن الحل في تسليط مزيد من الضوء ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته” . وأكد ان منظمة التعاون الإسلامي تعتزم فتح مكتب لها في اليمن حيث اكتملت جميع الترتيبات، وقال “نحن نأمل من خلال وجودنا في صنعاء هذه الأيام فتح المكتب رسمياً” .

وقال بخيت إن اليمن يمر بمرحلة مهمة جدا في تاريخه المعاصر، ولذلك نعتقد ان هذه الزيارة هي تجديد لإرادة وعزم المجتمع الدولي على أن يقف مع اليمن وشعبه بالمجال الإنساني والتنموي في هذه المرحلة . وأشار إلى أن البعثة الدولية الموجودة في اليمن حاليا فريدة من نوعها لأنها تجمع معظم المنظمات الإنسانية والتنموية الناشطة دولياً “لتقول للعالم ان اليمن ليس وحده وان المجتمع الدولي يهتم جدا بمعاناة المجتمع اليمني” .