أخبار الساعة » الاقتصادية » عربية ودولية

تقرير اخباري : استثمارات حماس في ازدهار رغم الحصار‎

- وكالات
تنشط حماس في مجال الاستثمار في غزة عبر المشاركة في مشاريع تجارية متنوعة في ظل الحصار "الإسرائيلي" المفروض على القطاع حيث يعيش معظم السكان في ظروف بائسة.
وفي أقصى شمال بيت لاهيا شمال القطاع تشكل مدينة بيسان السياحية التابعة لوزارة داخلية حكومة حماس والتي إقامتها على مساحة 270 دونما، متنفسا للترفيه لآلاف المواطنين بعد أن كانت مكبا للنفايات. ويقول عمار أبو وردة مدير بيسان التي افتتحت مطلع أيار/مايو "قمنا بهذا المشروع هنا لافتقار شمال (القطاع) للمتنفسات الطبيعية والترفيهية ولرغبتنا في تحويله من مكرهة صحية إلى مكان للترفيه عن الناس وتخفيف أعباء الحصار عنهم".
وتفرض "إسرائيل" حصارا محكما على غزة منذ سيطرة حركة حماس على القطاع منذ منتصف حزيران/يونيو 2007. وتضم المدينة السياحية التي بلغت كلفتها 1,5 مليون دولار واشرف عليها فتحي حماد وزير الداخلية في الحكومة المقالة، حديقة تمتد على مساحة 86 دونما وحديقة حيوان متواضعة ومسبحين للأطفال وللكبار بمواصفات اولمبية لا يزالان قيد الإنشاء.
وفي الجانب الأيمن للمدينة الترفيهية خصصت 84 دونما للإنتاج الزراعي والحيواني تضم مزرعة دواجن وأخرى للأبقار. وتشمل المدينة التي تبلغ قيمة تذكرة الدخول إليها 3 شواقل (اقل من دولار) للكبار ومجانا للأطفال، مطعما للوجبات السريعة وصالة لحفلات الزفاف.
ويزور المدينة حوالي ستة آلاف شخص في إجازة نهاية الأسبوع الخميس والجمعة بينما لا يتعدى هذا الرقم الألفي زائر في باقي الأيام وفقا لإدارة المدينة. لكن إدارة المدينة تقدم حسما بقيمة 40% للحافلات التابعة خصوصا للمساجد من قيمة تذكرة الباص التي تبلغ 50 شيكل بحسب أبو وردة.
وترى أم جلال الأيوبي التي جاءت بصحبة أطفالها للتنزه انه يفترض أن يكون المكان مجانيا "لأنه حكومي". وتحظر الإدارة تدخين النارجيلة وورق اللعب وفي المقابل تعقد ثلاث ندوات دينية أسبوعيا. وحظرت أخيرا حكومة حماس على النساء استخدام النرجيلة في الأماكن العامة المفتوحة.
بدوره يؤكد زياد الظاظا وزير الاقتصاد في الحكومة المقالة أن حكومته تقيم "الكثير من المشاريع في مختلف القطاعات الاقتصادية"، موضحا أن الحكومة "تدعم فقط هذه المشاريع ولا تمتلكها". وتابع "نساهم في معظم هذه المشاريع من خلال توفير المناخ الأمني والاقتصادي". وأوضح أن حكومة حماس "أنعشت الاقتصاد في قطاع غزة تحديا للحصار الصهيوني على القطاع" و"تسعى للاستثمار لخدمة المواطن أولا". ويعتبر الظاظا أن ما دفع حماس لهذه المشاريع أن أبناء الحركة "كانوا ممنوعين في الماضي من العمل والمشاركة أما اليوم فالفرصة أتيحت لهم ليخوضوا الحياة وليعملوا وأصبح لديهم حضور واضح بسبب خبرتهم".
أما "مركز غزة للتسوق"، وهو "المول" التجاري الوحيد في غزة فيعد من ابرز المشاريع الاستثمارية التي يربطها كثيرون بحماس خصوصا بعد أن افتتحه السبت عدد من وزراء حكومة حماس. إلا أن سراج أبو سليم المسؤول في المول ينفي ذلك ويقول إن "المشروع ليس تابعا لحماس أو عناصرها أو حكومتها" لكن الحكومة المقالة "تساند المشروع وتدعمه فقط من خلال توفيرها التسهيلات في إصدار التراخيص". لكنه رفض أن يكشف عن أصحاب هذا المركز التجاري الذي يقدر كلفته بثلاثة ملايين دولار.
وعلى الشاطئ هناك "منتجع البستان" التابع للجمعية الإسلامية المرتبطة بحماس. ويضم المنتجع كافتيريا ومطعم ومزرعة اسماك ويزوره ألف شخص يوميا بينما يرتفع العدد إلى ألفي زائر في العطلة الأسبوعية، حسبما يقول احمد قدوره مدير المنتجع.
وعبر أبو كمال العواجة (53 عاما) الذي دمر منزله في الحرب "الإسرائيلية" على غزة عن استيائه من ارتفاع ثمن تذكرة الدخول للمنتجع التي تصل إلى 35 شيكل للعائلة. ولا يشجع العواجة مثل هذه المشروعات إذ انه يرى أن الأولوية يجب أن تكون "لإعادة اعمار غزة وبناء منازل لنا بدلا من التي دمرها الاحتلال في الحرب". وشنت "إسرائيل" هجوما على قطاع غزة في نهاية 2008 ومطلع 2009 بذريعة وقف عمليات إطلاق الصواريخ عليها من القطاع.
ويرى عبد الرحيم شهاب رئيس مجلس إدارة الجمعية الإسلامية التي أسسها الزعيم الروحي لحماس الشيخ احمد ياسين الذي اغتالته "إسرائيل" أن هذه المشاريع "تقدم الخدمة للمواطنين لتخفيف أعباء الحصار والحرب المدمرة عنهم.أولويتنا للمواطن وليس للربح". وتقدر كلفة المشروع بمليون وربع مليون دولار. ويؤكد شهاب أن لدى جمعيته "ثمانية مشروعات استثمارية" وتابع ان "موازنة الجمعية تسعة ملايين دولار في 2009".
وعلى مقربة من البستان تقيم جمعية "واعد" للأسرى والمحررين المقربة من حماس منتجعا أطلق عليه اسم "الحرية" يضم قاعة لحفلات الزفاف. ويقول صابر أبو كرش مدير "واعد" التي دمر مقرها في غزة خلال الحرب الأخيرة "تكلفنا ربع مليون دولار لبناء قاعة للندوات والأفراح". ويعاني قطاع غزة من عدم توافر مواد البناء بسبب منع دخولها من قبل السلطات "الإسرائيلية" منذ سنوات عدة.

Total time: 0.0468