أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

هل نجحت الانتخابات؟!!

- محمد النظاري

محمد حسين النظاري

هل نجحت الانتخابات؟!!

سؤال لا بد أن يظهر على السطح بعد ان قطعت الانتخابات الرياضية شوطها النهائي للأندية الرياضية في عموم المحافظات والمديريات، ولان الاجابة ينبغي ان تبنى على ارقام وليست على حروف منمقة تحتويها التقارير المرفوعة، فما يجب معرفته حسب ما اشارت اليه (رياضة الثورة) يوم الاحد والذي اشار الى أن عدد المحافظات التي استكملت الانتخاب لم يتعدى 12 محافظة بنسبة 55 % من اجمالي المحافظات، وهي نسبة تؤشر بأن توقيت الانتخابات لم يكن ملائماً بالمرة نظراً لان الظروف التي تعيش فيها بلادنا حالياً لا تشجع اقامة الانتخابات في بعض عواصم المدن فما بالنا بمديريات نائية وغير امنة اصلاً.

كم تمنيت لو يلغى ما تسمى بالتزكية، فإن تصل ادارات 59 نادياً من اصل ما يقارب 320 منها، أي ما يعادل 18 % من عدد الاندية لم تمارس حقها الانتخابي، وهي نسبة لا يستهان بها افرزت ادارات (مزكاة) ستظل جاثمة على صدور انديتها لأربع سنوات قادمة.

4 اندية فقط من جرى فيها اقتراع سري بنسبة مثلت 1.25%، أي واحد وربع هم  من افرزهم الاقتراع السري، وهي نسبة ليست متدنية فحسب بل ومخزية لأبعد الحدود، وتقود لسؤال مهم ما فائدة الانتخابات وما يصرف عليها من ميزانيات طالما وان الانتخاب منعدم اصلاً ولا يعمل به في جل الاندية الرياضية.

اجزم أنه لو تأخر وقت انتخابات الاندية الى ما بعد عدة اشهر لكانت افرزت كفاءات وكوادر جديدة لعدة أسباب: اولها أن قانون التدوير الوظيفي كان سينقل بعض القيادات النافذة والمتحكمة بإدارات الاندية تحت هيمنة المناصب التي يحتلونها، ثانياً عدم استقرار الوضع الامني يجعل من المتنفذين والمتلاعبين بالقانون سبيلاً وهيمنة على الرياضيين الذين لا حول لهم ولا قوة سوى الرياضة التي يمارسونها، ثالثاً عدم استبعاد اشخاص - كما حدث - اما بداعي انهم شاركوا بالمطالبة بالتغيير، او أنهم من اولئك الذين وقفوا مع الشرعية الدستورية.

قال الاخ وزير الشباب والرياضة معمر الإرياني: أن الانتخابات الرياضية للأندية في مرحلتها الأولى نجحت بامتياز رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهتها، وان كان يعني بالنجاح على اللجان التي اعدت وأشرفت وسيّرت وسهرت على اعداد اللوائح والنزول للأندية، فأنا اتفق معه في ذلك، ولكن النجاح هنا يكون منقوص لأنه يتمحور حول الشق المنفذ للعملية الانتخابية، اما فيمن شملهم الانتخاب من جمعيات عمومية فلا يمكن ان ينطبق عليهم النجاح في ظل النسب الواردة اعلاه.

جميل أن يشير الاخ الوزير بأن انتخابات الاتحادات الرياضية – التي ستجري بدءاً من 20 يونيو الجاري- ستنشر تقاريرها المالية والإدارية في الصحافة لإطلاع الجميع عليها في شفافية تامة، وستكشف الاتحادات التي تلاعبت والتي كانت جادة، وهي خطوة جيدة، ولكن لماذا لم يطبق ذلك على الاندية علماً بأن ما ستفرزه انتخابات الاندية من ادارات هي من ستقوم بانتخاب الاتحادات العامة، اي ان الاندية هي الأساس.. بمعنى كيف سيشرف من لم تُطبق عليه الشفافية على اناس يفترض ان يخضعوا للشفافية والمحاسبة؟ هذا اختلال في تطبيق البنود على البعض دون البعض الاخر!.

قال وكيل وزارة الشباب والرياضة رئيس اللجنة العامة للانتخابات الرياضية - عبد الله بهيان – بأن ميزة انتخابات أعوام 2012م - 2016م، أنها تجري دون إجراء تعيينات، بل تتم كلها بالانتخاب من قبل الجمعيات العمومية، مع السماح بمشاركة المرأة في الهيئات الرياضية، وكذا انتخاب أمناء عموم الأندية والاتحادات وكذا انتخاب مسئول للاستثمار... ولكن كيف لاتحادات لا تملك جمعيات عمومية ان تجري انتخابات.

هناك مفهوم خاطئ لدى البعض والذي يرى بضرورة اجراء الانتخاب على جميع الاتحادات، فتوجد دول كثيرة تجري تعيينات للاتحادات التي لا يبلغ فيها نصاب الانتخاب، او تلك التي ترى الدولة انه وللأسباب الخاصة بها يكون التعين ذا فائدة اكثر من الانتخابات نفسها.

اثناء تواصلي - الغير منقطع- مع الاستاذ معمر قلت له: استاذ معمر أحي فيك الجرأة في تعيين الكفاءات الشابة في وزارة الشباب والرياضة من خريجيها الذين صرفت الكثير على تأهيلهم، والحمد لله اني قد اشرت مراراً عبر هذه المساحة من (رياضة الثورة) فللثورة الشكر على الاشارة وللوزير على التفاعل وقلت لمعاليه: إن شاء الله لا تظل مجرد تكاليف بل تصبح قرارات مع بداية التدوير الوظيفي القادم.

لقطة..

ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة هو الذي سيستضيف مباريات الجزائر في التصفيات، وفي ثالث دخول لي الى الملعب –آخرها مساء السبت 3 يونيو الجاري في تصفيات كأس العالم بين الجزائر ورواندا- وجدته لا يحتوي على كراسي للمتفرجين بل مدرجات خرسانية، ما عدى المنصة الرئيسية، وهنا استغرب كيف يقول لنا العارفون في اليمن بان الاتحاد الدولي يفرض وجود كراسي.. وأيهما اهم مباريات المنتخب الجزائري مع ضيوفه ام مباريات منتخبنا؟!!.. سؤال يطرح نفسه بقوة فإذا كان الفيفا لا يطالب الملاعب الجزائرية بالكراسي فمن باب اولى ألا يطالبنا بها، ولماذا يتم اهدار الاموال الطائلة على كراسي سينتهي عمرها ؟ ولماذا لاتسخر مثل هذه الاموال لصيانة العشب والملحقات الاساسية بالملعب.

 

Total time: 0.0497