قالت الحكومة اليمنية إن "جماعة الحوثي زرعت أكثر من مليون لغم في جميع الأراضي التي تسيطر عليها منذ انقلابها على الشرعية في العام 2014، بما في ذلك المدن الرئيسية وحولها وعلى طرق النقل الرئيسية وممرات الملاحة الدولية في البحر الاحمر وباب المندب".

 

وحسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، قال مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله السعدي في جلسة نقاش مفتوحة رفيعة المستوى لمجلس الأمن بشأن الأعمال المتعلقة بالألغام والحفاظ على السلام: "إن التقارير الدولية قد أثبتت أن جماعة الحوثي لا تستخدم الأسلحة والألغام التي تحصل عليها من ايران، فحسب، بل إنها تقوم بصناعتها محليًا".

 

وأضاف: على الرغم من الحظر المفروض على هذه الأسلحة المحرمة، إلا أن جماعة الحوثي تعمل على زراعة الألغام بأسلوب عشوائي، مستهدفة السكان المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، في قتل متعمد وممنهج للأبرياء والمدنيين.

 

وأشار إلى أن المصابين لا يتمكنوا من الوصول إلى المرافق الصحية، "ولا يملكون في العادة خيارًا آخر سوى بتر أطرافهم المصابة".

 

ولفت السعدي الى ان معاهدة أوتاوا التي صادقت عليها الجمهورية اليمنية، تحظر استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد ومع ذلك، لا تزال هذه الأسلحة تُستخدم على نطاق واسع في العديد من مناطق الصراع، لا سيما من قبل الحوثيين والجهات المسلحة غير الحكومية.

 

وأشار الى انه وإلى جانب الخطر الجسيم الذي تشكله زراعة الالغام على المدنيين أثناء الصراع وحتى بعد هذا الصراع بفترة طويلة، تقوض الألغام الأرضية جهود الجهات الفاعلة الإنسانية من خلال الحد من استخدام الممرات الآمنة للغذاء، مما يترك المدنيين في ظروف حرجة يواجهون احتمالات عالية لانتشار المجاعة على نطاق واسع.

 

وأوضح أن الحكومة اليمنية أنشأت لجنة وطنية لمكافحة الألغام كخطوة في تنفيذ خطة الاستجابة لمكافحة استخدام وتخزين وزراعة الألغام حيث تمثل هذه اللجنة الجهة الرسمية لصياغة السياسات ذات الصلة، وتخصيص الموارد وتطوير الاستراتيجيات الوطنية لمواجهة الاضرار البشرية والمادية الناتجة عن زراعة الألغام وتخزينها.

 

وتابع أن الحكومة نفذت مجموعة من المشاريع المتعلقة بالألغام تغطي العديد من المجالات ذات الأهمية، بما في ذلك الآثار الاجتماعية والاقتصادية، والتوعية بمخاطر الألغام، والآثار النفسية الناتجة عنها.

 

وتطرق مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة الى ان "الحكومة تعمل مع التحالف العربي والشركاء على إزالة الألغام التي زرعتها جماعة الحوثي في مناطق واسعة من اليمن والبحر الأحمر وأنها أزالت منذ العام 2015، أكثر من 228 ألف لغم وعبوات ناسفة وألغام بحرية زرعتها جماعة الحوثي ومع ذلك، فإن استمرار الحوثيين في زرع الألغام يقوض كل الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية لإزالة الألغام في اليمن وفقا لالتزاماتها الدولية ، مما يؤدى إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال".

 

وأكد ان هناك حاجة ماسة إلى جهد دولي للمساعدة في هذا الجانب من خلال إحالة مرتكبي هذه الجريمة بحق الإنسانية إلى العدالة وثانيًا من خلال دعم جهود الحكومة اليمنية الهادفة الى إزالة الألغام والتخلص منها وإنقاذ حياة المئات من المدنيين الأبرياء بمن فيهم النساء والاطفال.