اخبار الساعة
مودرن ديبلوماسي:
مذكرة التفاهم بين إثيوبيا وأرض الصومال تثير الخلاف وتختبر الوحدة الإقليمية
في خطوة أحدثت صدمة في جميع أنحاء القارة الأفريقية، وقعت إثيوبيا مؤخرًا مذكرة تفاهم مع أرض الصومال، وهي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في شمال الصومال.
أثار هذا الاتفاق، الذي يركز على تطوير المرافق البحرية وتعزيز العلاقات الثنائية، مخاوف كبيرة بشأن انتهاك المبادئ الأساسية للاتحاد الأفريقي فيما يتعلق باحترام السلامة الإقليمية للدول الأعضاء.
كان للاتحاد الأفريقي، منذ إنشائه، دور فعال في الحفاظ على حدود الحقبة الاستعمارية لمنع النزاعات بين الدول الأفريقية. من المتوقع أن تكون إثيوبيا، باعتبارها الدولة المضيفة للاتحاد الأفريقي، راعية لهذه المبادئ.
مع ذلك، يبدو أن هذا الاتفاق الأخير مع أرض الصومال، وهي المنطقة التي أعلنت استقلالها عن الصومال في عام 1991 ولكنها غير معترف بها دوليا كدولة ذات سيادة، يتعارض مع هذه التوقعات.
احترم الصومال تاريخيًا وحدة أراضي إثيوبيا، على الرغم من مطالباته التاريخية بمناطق معينة. وكان من المتوقع أن يكون هذا الاحترام متبادلاً.
أعربت الحكومة الفيدرالية الصومالية في مقديشو عن خيبة أملها وقلقها إزاء قرار إثيوبيا الدخول في اتفاق ذو طبيعة سيادية على ما يبدو مع السلطات المحلية في أرض الصومال، في انتهاك لسيادة الحكومة الفيدرالية الصومالية.
أشارت الحكومة الفيدرالية الصومالية إلى جانب خبراء قانونيين ومراقبين دوليين إلى أن هذا الإجراء يمثل انتهاكًا للقانون الدولي. والخوف هو أن مثل هذه التحركات يمكن أن تشكل سابقة لدول أخرى.
كان بوسع إثيوبيا، المعروفة بفطنتها الدبلوماسية باعتبارها مقر الاتحاد الأفريقي، أن تسعى إلى تحقيق مصالحها من خلال قنوات أكثر ملاءمة. ويشير الخبراء الدبلوماسيون إلى أنه كان ينبغي على إثيوبيا الدخول في مناقشات مباشرة مع الحكومة الفيدرالية الصومالية فيما يتعلق بمصالحها في المنشآت البحرية، مع احترام سيادة الحكومة الصومالية.
كان بإمكان إثيوبيا، لو تصرفت بحسن نية، أن تتبع نهجا أكثر دبلوماسية واحتراما. وربما تكون قد أشركت الحكومة الصومالية في مناقشات حول المصالح الإثيوبية في المرافق البحرية داخل الصومال. وكان مثل هذا المسار يحترم سيادة الصومال، ويسمح لسلطاتها في مقديشو بالنظر في مثل هذه الأمور واتخاذ القرار بشأنها.
حققت الحكومة الفيدرالية الصومالية هزيمة كبيرة لجماعة الشباب الإرهابية، وهو ما يمثل معلما رئيسيا في حرب الصومال المستمرة ضد الإرهاب. ورغم أهمية هذا الإنجاز، هناك مخاوف متزايدة من أن مذكرة التفاهم الأخيرة بين إثيوبيا وأرض الصومال قد تؤدي إلى تجدد الخلاف الإقليمي، وهو ما يعكس التوترات التي نشأت بعد الغزو العسكري الإثيوبي للصومال في عام 2006.
يتذكر المؤرخون والمحللون السياسيون أن الغزو الإثيوبي عام 2006 لعب دورًا حاسمًا في ظهور حركة الشباب. واستفادت الجماعة المسلحة من الفوضى والمشاعر القومية التي نشأت عن التدخل الأجنبي، مما سمح لها بالحصول على الدعم.