اخبار الساعة - صنعاء - عبدالعزيز الهياجم
قدر مسؤولون يمنيون إجمالي الألغام الأرضية التي زرعها عناصر القاعدة في محافظة أبين جنوب البلاد بنحو 10 آلاف لغم.
وجاء ذلك فيما كشفت اللجنة الوطنية اليمنية للتعامل مع الألغام عن قيام الفرق الهندسية لنزع الألغام والقذائف والعبوات في مناطق محافظة أبين منذ بداية عملها مطلع يونيو حزيران الماضي في محافظة أبين بتفجير ونزع أكثر من (3020) لغما أرضيا وقذيفة وعبوة ناسفة زرعتها عناصر التنظيم الإرهابي قبل فرارها, وذلك في كل من مدينة زنجبار عاصمة المحافظة, ومناطق أخرى أبرزها الكود وخنفر وجبل لحبوش وشقرة.
ونوه تقرير اللجنة الحكومية لنزع الألغام إلى أن 6 فرق هندسية لنزع الألغام قامت خلال تلك الفترة بنزع وتجميع (1420) لغما أرضيا وقذيفة وعبوة ناسفة، وتمكنت من تطهير نسبة كبيرة من المناطق الملغومة بما فيها الأحياء السكنية في زنجبار والكود وشقرة. وأوضحت اللجنة في تقريرها بأن تلك الفرق لاتزال تواصل عملها في المناطق غير المأهولة بالسكان والمناطق الصحراوية التي شهدت مواجهات عسكرية شرسة خاضتها القوات المسلحة بمساندة اللجان الشعبية المحلية ضد عناصر تنظيم القاعدة وجماعة أنصار الشريعة.
وأشار التقرير إلى أن الأحياء الأكثر خطورة في مدينة زنجبار "عاصمة المحافظة" هي باجدار وسواحل الكود وسواحل المراقد وحصن شداد، موضحا في خريطة كل مواقع الألغام والمتفجرات التي زرعت في المحافظة من قبل تنظيم القاعدة الإرهابي والتي وضع بعضها في مجالس المقيل وثلاجات الماء دون رحمة ولا إنسانية لتحدث المزيد من الضحايا من المواطنين الأبرياء.
ولفتت إلى أن فرق نزع الألغام قامت أيضا بحجز العديد من المواقع وتعليمها ومنع المواطنين من الاقتراب منها حتى يتم تطهيرها بالكامل, مشيرة الى أن خمسة من العاملين في الفرق الهندسية لقوا مصرعهم منذ تدشين مهام اللجنة فيما جرح 4 آخرين وذلك في مدينة زنجبار ومناطق الكود وشقرة إضافة الى مقتل العشرات من المواطنين الذين ذهبوا ضحايا لتلك الألغام.
وكان مصدر في اللجنة أكد وجود 4 فرق توعوية وإرشادية تواصل جهودها في الجانب التوعوي والإرشادي للتعامل مع الألغام وتعريف النازحين والعائدين إلى ديارهم بما يجب عليهم القيام به عند التعامل مع الألغام والقذائف والأجسام الغريبة.
وطالب المصدر أبناء محافظة أبين بالتعاون مع الفرق في كل المناطق والالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة عنهم والإبلاغ عن أي أجسام مشبوهة أو بقايا قذائف ليتم التعامل معها بطرق آمنة من قبل الفرق العاملة على نزع الألغام بالمحافظة.
وفي تصريح لـ"العربية.نت" قال الباحث سعيد محسن "على الرغم من إعلان الجيش اليمني تطهير محافظة أبين من عناصر القاعدة مطلع يونيو/حزيران الماضي بعد سيطرتهم عليها منذ مايو/أيار 2011 أثناء انشغال الحكومة المركزية بالأزمة السياسية وحركة الاحتجاجات.
إلا أن تنظيم القاعدة ومعه جماعة أنصار الشريعة خلفوا وراءهم قنبلة موقوتة تتمثل في حقول الألغام التي تمت زراعتها في المدن وفي مناطق أخرى مأهولة وغير مأهولة, وهو ما حصد حتى الآن نحو 76 شخصا من أبناء أبين أغلبهم من النساء والأطفال بالإضافة إلى سقوط ضحايا من العاملين في الفرق الهندسية لنزع الألغام.
وكانت القاعدة قد شردت أكثر من 164 ألف شخص من أبناء محافظة أبين نزحوا إلى محافظات مجاورة أبرزها عدن ولحج.
وحفاظا على سلامة الأهالي دعا محافظ أبين, جمال العاقل, النازحين من أهالي زنجبار إلى عدم الاستعجال في العودة الى ديارهم والانتظار حتى تطهير المدينة من الألغام والقذائف والمتفجرات التي خلفتها القاعدة.
المصدر : العربية نت