لا تستغربوا هذا العنوان
... نعم أنا الطفل الذي سيلقي عليكم هذا الدرس السريع
ولست أدري بماذا أناديكم
هل أناديكم ... إخواني وأخواتي
أم أناديكم ... آبائي وأمهاتي
ففرق السن بيني وبينكم كبير ، ولقد احترت بماذا أناديكم !!!
لذا سأبقي الأمر سراً في نفسي .
اسمحوا لي أن أقدم لكم نفسي ، أنا طفل رضيع خرجت إلى دنياكم هذه بمشيئة الله تعالى ، وحلمي دائماً بأن أرفع راية ديني وأسهم بنصرة الإسلام والمسلمين .
لكن ما أستغربه منكم هذه الأيام هو عندما يصاب الواحد منكم باليأس والهموم ، حين تتقاذفه أمواج الحياة .
لماذا هذا اليأس وأين التوكل على الله في قلوبكم !!!
وأين الصبر والمحاولة !!!
يجب عليكم أن تتذكروا قول ربنا جل وعلا " فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا "
وقول حبيبكم صلى الله عليه وسلم " واعلم أن النصر مع الصبر "
لكن للأسف ما أراه منكم هو الضعف والهوان .
لذا قررت أن أقدم لكم درساً حياً من حياتي ، حتى تكون عبرة لكم ، ودافعاً لكم لإكمال مسيرتكم في الحياة .
أنا عندما خرجت إلى دنياكم ، رأيتكم من حولي ، واستغربت كونكم تمشون وأنا غير قادر على المشي .
لذا قررت التحدي ، بأن أكون مثلكم وأن أمشي على قدميّ ، ولن تكونوا أفضل مني .
بدأت رحلة التحدي الشاقة ، بدأت أتقلب على بطني .
ثم بدأت برفع أطرافي الأربعة دون الحركة .
ثم بدأت الحبو على يديّ ، وركبتي .
ثم بدأت الوقوف دون حراك .
ثم أنعم الله عليّ بالمشي مثلكم .
أتظنون أن رحلتي هذه كانت مفروشة بالأزهار .
لا والله
اسألوا رأسي اللين الطري كم مرة ضربت به على الأرض .
اسألوا ركبتيّ كيف تغير لونها مع كثر الحبو عليها .
اسألوا جدران منزلي التي كانت تحمل بصمات أناملي لدى محاولتي الوقوف عليها .
اسألوا أثاث المنزل الذي كنت أستند عليه ، كم مرة مدّ يد العون لي لأستند عليه .
كل هذه المعاناة والآلام التي مررت بها في محاولتي ، لم تجعلني أغير رأيي أو أستسلم لتلك الآلام أو أضعف أمامها ، بل زادتني تمسكاً وإصراراً وصبراً .
حتى وصلت إلى هدفي .
وقد سخر الله لي قطع الأثاث وجدران المنزل لتساهم معي في الوقوف على قدميّ
وكذلك أنتم ، عليكم التوكل على الله ، والصبر ، وإن تقاذفتكم أمواج الحياة ، فلا تستلموا لها ، بل اصبروا ، وسيسخر الله لكم من يساعدكم في إخراجكم من أزمتكم
وستخرجون من أزماتكم وأنتم أقوى من قبل ، وأشد عزيمة وإيماناً وتوكلاً على خالقكم .
والثلام عليكم ورحمة الله وبركاته