طلبت لجنة معنية بالإعداد للحوار في اليمن، من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الزام الحكومة بالاعتذار لمواطني الجنوب والشمال عن سلسلة الحروب الأهلية التي شهدتها البلاد منذ 3 عقود وخلفت عشرات آلاف القتلى كمدخل لبدء حوار بين مختلف القوى السياسية  .

وطالبت اللجنة التي يرأسها رئيس وزراء اليمن السابق عبد الكريم الأرياني، في بيان صحفي، بالتزام الحكومة بعشرين مطلباً أبرزها “توجيه اعتذار رسمي للجنوب من قبل الأطراف التي شاركت في حرب صيف 94 واعتبار تلك الحرب خطأ تاريخياً لا يجوز تكراره”  . وناشدت اللجنة إعادة الموظفين المدنيين والعسكريين والموقوفين والمحالين قسراً إلى التقاعد، والنازحين في الخارج جراء حرب صيف ،94 إلى أعمالهم فوراً، ودفع مستحقاتهم القانونية  .

ورفعت اللجنة بحسب البيان عدداً من المطالب إلى الرئيس هادي و”دعته إلى إصدار توجيهاته باتخاذ الإجراءات الميدانية والعملية لتنفيذها، وفي مقدمتها استمرار التواصل مع كل مكونات الحراك الجنوبي ومعالجة الأوضاع التي نتجت عن حروب الجنوب وصعدة، والاعتذار عن تلك الحروب”  . وقالت “إن الأحداث المعيقة لتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وعدم إبعاد المؤسسة العسكرية والأمنية من الاستقطاب السياسي سيؤثر سلباً وبشكل كبير في تحضيرات الحوار”  . ودعت إلى استمرار التواصل الجاد مع كل مكونات الحراك السلمي الجنوبي في الداخل والخارج ودعوتها للمشاركة في الحوار الوطني  . وشددت على ضرورة معالجة الأوضاع الوظيفية والمالية لمن فقدوا وظائفهم نتيجة لخصخصة المؤسسات العامة بشكل غير سليم بعد حرب صيف ،94 وإعادة الممتلكات والأموال التي تم الاستيلاء عليها سواء كانت خاصة بالأفراد أو الأحزاب أو النقابات أو الدولة  .

وشددت على اطلاق سراح المعتقلين كافة على ذمة الحراك السلمي الجنوبي ومعاملة كل ضحايا حرب 94 والحراك السلمي الجنوبي كشهداء ومعالجة الجرحى ودعم وتكريم اسرهم  .

وأكدت اللجنة إلغاء ثقافة تمجيد الحروب الأهلية والدعوة إلى الثأر والانتقام السياسي في مناهج التعليم، ومنابر الإعلام والثقافة  . ونادت بوقف التحريض الطائفي والمذهبي والمناطقي وإلغاء ثقافة تمجيد الحروب الأهلية تحت مبررات مذهبية وطائفية في وسائل الإعلام والمساجد ومناهج التعليم والاعتراف بالتعددية المذهبية  . وطالبت بوقف تغذية الحروب والصراعات في كتاف وحجة في شمال اليمن وغيرها من المناطق وتأمين طريق صنعاء صعدة ومنع كل أنواع الاعتداءات  .

وأكدت ضرروة وقف كل اجراءات العقاب الجماعي ضد أبناء صعدة وفتح منفذي البقع وعلب أمام صادرات المنتجات الزراعية فورا  . واقرت اللجنة بضرورة توجيه اعتذار رسمي لأبناء صعدة وحرف سفيان والمناطق المتضررة الأخرى من قبل الأطراف المشاركة في تلك الحروب، واعتبار تلك الحروب خطأ تاريخياً لا يجوز تكراره، وإعادة إعمار ما دمر من منازل ومساجد ومؤسسات وطرق وتعويض المتضررين  . واعتبرت الإفراج الفوري عن بقية المعتقلين على ذمة حروب صعدة والكشف عن المخفيين قسراً سواء كانوا أمواتاً أو إحياء أمراً بالغ الحيوية لبدء حوار وطني  .