تناقلت بعض المواقع الاعلامية مقاطع لتصريح مزعوم منسوب لمصدر مسئول بحزب البعث العربي الاشتراكي قطر اليمن يحذر من ابعاد وتداعيات ونتائج الاعتذار للجنوب وللحوثيين, دون نشر التصريح كاملا ودون تحديد هوية المصدر وهوية حزبه. فالجميع يعلم بان حزب البعث في اليمن كغيره من الاحزاب الحقيقية تم تقسيمه الى ثلاثة انواع وهي: النوع الاول الاصلي للحزب وهو الحقيقي, والنوع الثاني هو المنشق عن الحزب لاسباب داخلية لكنه ليس بحجم الحزب الحقيقي, والنوع الثالث هو النوع الذي تم تفريخه مؤتمريا بنفس الاسم لاظهار احزاب وهمية حليفة للمؤتمر لاوجود لها في الواقع ولا تشكل شيئا يذكر سوى رقم في عدد حلفاء المؤتمر لا غير. إضافة الى ذلك التميز الذي ينفرد به انتماء حزب البعث الى العراق او سوريا.
من ناحية اخرى وفيما يتعلق بما نشر من التصريح المزعوم, الذي تم إظهاره على انه موجه ضد أي اعتذار للجنوب والحوثيين, في حين تظهر الفقرات المنشورة للتصريح تركيزه على الجنوب فقط حيث يؤكد المصدر بأن الاعتذار يحمل في عنوانه ومضامينه اعترافا ضمنيا لمطالب الانفصال وقيام دولة الجنوب العربي, داعيا كافة القوى والاحزاب اليمنية الى حماية الوحدة اليمنية. مضيفا بان المشكلة ليست بين الدولة اليمنية الحديثة وبين ابناء جنوب اليمن وانما تنحصر بين نظام الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والجنوب وهو من يجب ان يقدم الاعتذار للضحايا والمتضررين من ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية من حرب صيف 1994م, دون أية اشارة الى الحوثيين مطلقا.
من خلال ما تم نشره نلاحظ بان من فبرك فقرات التصريح المزعوم لم يكن موفقا في لعبته فاضحا توجهه واهدافه التي قصد بها إرسال توجيهات عدوانية للحراك المسلح في الجنوب اساسا ورسائل استفزازية للحراك السلمي الجنوبي وتحريض الاخرين ضدهم. ففي حين يقر كاتب تلك الفقرات بوجود ضحايا ومتضررين من ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية في حرب صيف 1994م, الا انه يعود الى تحميل مسئولية تلك المآسي الى زعيمهم, زاعما بان المشكلة تنحصر بينه وبين الجنوب وكانها مشكلة شخصية بحتة. من جانب آخر يزعم كاتب تلك الفقرات بان أي اعتذار لابناء الجنوب من الدولة اليمنية التي وصفها بالحديثة, سوف يكون اعترافا ضمنيا بمطالب الانفصال وضد الوحدة اليمنية التي دعى الى حمايتها, وترك مسألة الاعتذار للرئيس السابق.
فماذا يمكن ان نفهم من تلك الالاعيب الصبيانية في قضايا الوطن, ومشاعر المواطنين؟
ان سياسة التحريض بين ابناء الوطن اليمني الواحد ضد بعضهم, والتلاعب بمشاعرهم ومصالح الوطن, التي ينتهجها طرفا سياسيا يمنيا, هي لعبة قذرة سياسيا وخطيرة اجتماعياً لن ينجو منها أصحابها ولا تابعيهم. لذا نتوجه اليهم والى غيرهم من اللاعبين في الساحة اليمنية الى ترك مثل تلك الاساليب غير الاخلاقية, وتجنيب المواطنين مخاطر المخططات الجهنمية التي يحيكها المتخاصمون ضد بعضهم البعض ليقع ضحيتها المواطن البسيط, اضافة الى تحييد المصالح الاقتصادية الوطنية من جداول مخططاتهم حتى يتمكن المواطنون من جميع الاحزاب والمستقلين من العيش بامان واستقرار لما فيه خير الوطن وتطوره ورخائه. فهل نراهم فاعلون؟