السلطات الأمنية في اليمن تلقي القبض على جاسوس إسرائيلي..وكشف عن تهريب أطفال يمنيين وتوظيفهم كعملاء للموساد
بتاريخ 2012-09-09T11:26:18+0300 منذ: 12 سنوات مضت
القراءات : (3584) قراءة
اخبار الساعة - صحيفة الناس
التخابر لصالح إسرائيل ليست مزحة أو شطحة رئاسية هذه المرة بل حقيقة قائمة.. فقد حقق قسم شرطة باب موسى بمحافظة تعز إنجازا أمنيا في ١٩ - ٨ - 2012م عندما ضبط مشتبها بشارع المصلى وسط المدينة، وبعد التحقيقات الأولية اتضح أن المشتبه ليس شخصا عاديا وإنما مواطن عميل يحمل الجنسية الإسرائيلية ويقود شبككة تجسس خارجية فى اليمن.
صحيفة الناس حصلت على تقرير إدارة البحث الجنائي بمحافظة تعز والمتضمن معلومات أولية عن المتهم، وفيه أن المتهم شاب يدعى (ع.أ) من مواليد ١٩٨٢م من أب (مجهول).. تربى وهو طفل لدى أسرة يمنية أصلها من منطقة "الحيمة" ونسبوه إليهم ويجيد اللغتين العربية والإنجليزية كتابة ونطقا.
هاجر المتهم (ع.أ) من اليمن وعمره سبعة عشر عاما عن طريق التهريب إلى دولة خليجية ومنها تواصل مع القنصلية الأمريكية التي استضافته وأخذت منه الحمض النووي ومنحته رخصة مرور إلى إسرائيل عبر الأراضي السعودية مرورا بالأردن حتى وصل إلى تل أبيب ودرس التعاليم الدينية والأساسية في إحدى المستوطنات لليهود المهاجرين من اليمن في الأراضي المحتلة.
معلومات خطيرة
منح المتهم إجازة دراسية إلى روسيا لتلقي علوم الحاسوب والبرمجيات والفيروسات الألكترونية الخاصة بالقرصنة وسرقة البيانات، وكان يتقاضى أثناء الدراسة في موسكو ثلاثة آلاف دولار شهريا دون السكن ورسوم الدراسة، وزار عددا من الدول الأوروبية..
ويقول (ع.أ) إنه احتجز في اليونان لمدة ثلاث سنوات بسبب بحث كان يقوم به مرتبط بشخصية "هاكرز"..
وعقب ذلك تم ترحيله إلى سوريا عام ٢٠٠٨ م ومكث فيها لمدة عام على أساس أنه يمني حيث منحه عملاء الموساد جواز سفر يمني وسحبوا منه جوازه الإسرائيلي الذي كان يحمل فيه اسم "إبراهام" لكن السلطات السورية اشتبهت به واحتجزته لفترة بسيطة وبعد تدخل منظمات حقوقية أفرجت عنه وسلمته إلى سفارة اليمن في دمشق ليتم ترحيله إلى العاصمة صنعاء في عام ٢٠٠٩ م باعتباره مواطنا يمنيا..
وعقب وصوله إلى مطار صنعء الدولي اعتقله الأمن السياسي بعد أن لاحظ على جوازه عدم وجود تأشيرة خروج لكن الصليب الأحمر الدولى تدخل وأفرج عنه بحجة عدم وجود دعوى مرفوعة ضده..
وبحسب التحقيقات الأولية التي حصلت عليها صحيفة الناس فإن (ع.أ) درس بعض العلوم الشرعية في منطقة دماج بمحافظة صعدة، وتنقل بين عدة محافظات منها صنعاء وتعز وحضرموت والمهرة وشبوة وصعدة وحجة، وله عدة مواقع الكترونية، وضبط وبحوزته أقراص "سيديهات" لم تتمكن السلطات الأمنية في المحافظة من فتحها كونها مشفرة والمتهم رفض فتح التشفير..
ومن أهم ما اورده المتهم في محاضر التحقيقات هو اعترافه بأن كثيرا من الأطفال اليمنيين الذين فقدوا قبل أعوام تم تهريبهم إلى دول الجوار عبر منظمات صهيونية ومنها إلى إسرائيل حيث يقوم جهاز الموساد بتعليمم وتدريبهم كعملاء له ومن ثم إرسالهم إلى اليمن أو إلى أي دولة عربية أو إسلامية باسماء وجنسيات مختلفة أحيانا للعمل لصالح الموساد واختراق المنظمات الإسلامية..
التقرير الذي حصلت عليه صحيفة الناس والمرفوع إلى مدير أمن تعز يقول إن هذه المعلومات هي ما تحصل عليها المحققون الذين أفادوا بأن المتهم لازال يمتلك الكثير من المعلومات والتفاصيل الهامة ويطالب التقرير بإرسال المتهم إلى جهاز الأمن السياسي أو الأمن القومي للتأكد من صحة المعلومات التي أدلى بها وإجراء مزيد من التحقيقات كون ذلك يتطلب مزيدا من الوقت والجهد والإمكانات والجهازان مختصان بذلك ولديهما الإمكانيات اللازمة. حد قوله.
خلايا سابقة
قصة المتهم (ع.أ) تبدو مغايرة تماما لقصة الشاب بسام الحيدري الذي ألقي القبض عليه بتهمة التخابر مع إسرائيل وحكمت عليه المحكمة الجزائية المتخصصة بالإعدام وأيدته محكمة الاستئناف في ابريل 2010.ز ثم صدر العام الماضي عفو رئاسي عنه بعد أن استغل الرئيس المخلوع القضية سياسيا بينما القضية كانت "مزحة" للحيدري ضد شريكه المقرب من النظام السابق والذي اختلف معه بسبب حفلة فنية لفنان مصري وتطورت الفكرة إلى مراسلة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
بخلاف خلية (ع.أ) التي لم يعلن عنها رسميا حتى اللحظة ربما لأن التحقيقات اللاحقة كشفت عن معلومات هامة وخطيرة من شأنها أن تقود السلطات الرسمية إلى إلقاء القبض على عملاء جدد وشبكات تجسس أخرى عملاقة بحجم خلية التجسس الإيرانية التي أعلن عنها مؤخرا.
مراقبون يؤكدون أن اليمن تحول في الأعموام الأخيرة إلى مرتع خصب للاستخبارات الأجنبية تسرح وتمرح فيه كما تشاء نتيجة سياسة بيع السيادة الوطنية التي انتهجها نظام المخلوع علي صالح فضلا عن ادمانه التلاعب بالورقة الأمنية وتوظيفها ضد خصومه السياسيين مما أفقد الدولة هيبتها وأضعفها وبالتالي تحولت البلد إلى ساحة للقوى الخارجية بعلم المخلوع وتوجيهاته العليا بالتغاضي عن أنشطتها مقابل مبالغ مالية ضخمة تم إيداعها في أرصدته البنكية المتعددة.
ويطالب المراقبون القيادة السياسية الجديدة وحكومة الوفاق الوطني بتدشين عهد جديد يتسم بالمسئولية ولا مكان فيه للمتاجرة بالقضايا الوطنية وأمن واستقرار الوطن والعمل الجاد على تتبع شبكات التجسس ومحاكمتها علنيا لوضع حد لشبكات التجسس أيا كان مصدرها