قتحم عشرات من المتظاهرين اليمنيين يوم الخميس مقر السفارة الأمريكية في العاصمة صنعاء احتجاجاً على فيلم مسيء للنبي محمد عليه الصلاة والسلام وقاموا بنهب بعض ممتلكات السفارة.


وتفاجئ المحتجون بتجاوزهم لقوات الأمن التي أفسحت لهم الطريق ولم تتدخل أثناء اقتحامهم للبوابة الرئيسية للسفارة، قبل أن تتدخل بعدما احراقوا سيارات في فناء السفارة وكذا نهب عدد من المحتويات.



وعقب الحادثة أدان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اقتحام السفارة من قبل محتجين، وأبدى اعتذاره للرئيس الأمريكي باراك أوباما.



وأفادت وكالة الأنباء اليمنية أن الرئيس هادي أمر بتشكيل لجنة لمعرفة ملابسات ما حدث والعمل على المعاقبة الرادعة للمسيئين والمتسببين في ذلك.



تفاصيل اقتحام السفارة
بدأت دعوات منذ مساء الأربعاء قام بها ناشطون وشباب عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) دعت إلى التجمع بالقرب من الجامعة القديمة بصنعاء التاسعة من صباح الخميس لتنفيذ مسيرة احتجاجية ضد الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.


ولم يعرف حتى اللحظة الجهة التي دعت إلى الاحتجاجات، لكن ناشطون رأوا أنها مبادرة شبابية عفوية ولم تكن معدة من قبل أي جهة.



وتجمع العشرات من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين الـ15 والـ30 عاماً بالقرب من الجامعة القديمة، ثم انطلقوا في مسيرة اتجهت صوب شارع الدائري باتجاه شارع مأرب وشيراتون وصولاً إلى السفارة الأمريكية، مرددين شعارات تدين الفلم المسيء للرسول محمد، كما انظم العشرات من المواطنين إلى المسيرة.



تجمهر المحتجون أمام البوابة الرئيسية التي تطوقها سياجات خرسانية وعشرات الجنود ورددوا الشعارات المعادية لأمريكا، وأثناء محاولتهم اقتحام الحاجز الأمني تفاجئوا بعدم تدخل قوات الأمن لمنعهم بعدما تنحت جانباً ما دفعهم إلى التوجه سريعاً إلى البوابة الرئيسية وبدء رمي الحجارة وقنابل المولوتوف.



وحطم المحتجون نوافذ الحراسة الأمنية وفتحوا البوابة الرئيسية ودخلوا إلى فناء السفارة ومكتب الاستقبال الرئيسي.



وقال محتج لـ«المصدر أونلاين» إنهم تفاجئوا في ذلك الوقت وصول عشرات المحتجين غير معروفين، قاموا بإحراق ثلاث سيارات بفناء السفارة، كما حطموا نوافذ سيارات أخرى، وقاموا بعمليات نهب للمكاتب والأجهزة التي كانت في تلك الجهة المقتحمة.



وأضاف «ردد المحتجون شعارات الموت لأمريكا، والله أكبر، وإلا رسول الله، وأشعلوا الإطارات والسيارات بينما لم نجد أي مقاومة من قوات الأمن».



وعقب محاولة المحتجين اختراق البوابة الداخلية للسفارة الأمريكية تدخلت قوات الأمن وقامت بإطلاق الأعيرة النارية من أسلحتهم الشخصية والأطقم العسكرية عيار (24) بالهواء، فيما قامت قوات مكافحة الشغب التي وصلت بعد ذلك بإطلاق الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين فروا إلى الخارج.



ولم يدم طويلاً حتى عاد المحتجين مرة أخرى لاقتحام السفارة ودخول البوابة الرئيسية في وقت لم تتدخل قوات الأمن إلا بعد دقائق، لتقوم بطردهم بإطلاق النار مباشرة على المحتجين وإخراجهم من داخل السفارة.



وقال محتجين لـ«المصدر أونلاين» إن جنوداً من المكلفين بحراسة السفارة الأمريكية والذين ينتمون للأمن المركزي قالوا لهم أنهم لم يمنعوهم من دخول المبنى، قائلين «ادخلوا وخلوهم يشوفوا أولاد الكلب كيف يسبوا الرسول حقنا».



وبحسب المحتجين فإنهم تفاجئوا بوصول أشخاص لم يكونوا معهم وهم يحملون إطارات وقاموا بإحراقها داخل السفارة.



وأثناء إخراج قوات الأمن للمحتجين المتواجدين في البوابة الأمامية للسفارة، وصلت مسيرة أخرى من الجهة الخلفية، وقامت باقتحام السفارة، فيما لم تقم قوات الأمن بواجبها بمنعهم.



وبحسب محتجين تحدثوا لـ«المصدر أونلاين» فإن جنوداً يلبسون زي المارينز الأمريكي اعتلوا أسطح السفارة الأمريكية وبدئوا يلوحوا للمحتجين بالمغادرة وأطلقوا النيران مباشرة باتجاه المتظاهرين.



ومع استمرار الغضب من قبل المحتجين فر الجنود الموجودين على أسطح السفارة بعد رشقهم بالحجارة وبقنابل المولوتوف، فيما عاد المحتجين للسيطرة مرة أخرى على البوابة الخارجية للسفارة وما حولها، وقاموا بإنزال علم أمريكا من المبنى ورفع علم أبيض مكتوب عليه (لا إله إلا الله.. محمد رسول الله).



استمرت الاحتجاجات إلى وقت العصر، بعدما وصلت قوات كبيرة من الأمن المركزي والنجدة ومكافحة الأرهاب وقامت بملاحقة المحتجين، حيث أطلقت النيران مباشرة باتجاه المحتجين سقط خلالها جرحى كما اعتقل عدد منهم من قبل قوات الأمن.



وقال سكان ان قوات الأمن طاردت المحتجين بعد عصر الخميس في عدد من الشوارع المحيطة بالسفارة الأمريكية، كما سمع دوي انفجار قريب من السفارة لم يعرف مصدره وموقعه.



وبحسب السكان فإن السفارة تم إخلائها بالكامل من المحتجين، كما أصبح الوضع بالقرب من السفارة أكثر أمناً بعد انتشار قوات الأمن وإغلاق الطرق المؤدية إلى السفارة مغرب يوم الخميس.