أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

"فيديو": بوادر ظهور صراع طائفي في اليمن

 

رتفعت وتيرة أعمال العنف والاعمال المسلحة في عدد من المدن اليمنية خلال الآيام القليلة الماضية ، مما يثير حفيظة المواطنين الذين يطالبون السلطات الامنية وحكومة الوفاق بوضع حد لانتشار السلاح في المدن والتخفيف
من حدة هذه الأعمال ليخيم بذلك التوتر على العديد من المناطق بالعاصمة صنعاء والمدن اليمنية بعد أن أصبح الانفلات الامني الحاكم على الشارع اليمنى.

 

الصراع المسلح

 

وتشهد العديد من المدن اليمنية تصاعدا لافتا لمظاهر الصراع المسلح بين حزب التجمع اليمني للاصلاح "المعارضة"، المشارك في حكومة الوفاق الوطني، وجماعة الحوثيين، المسيطرة على محافظة صعدة شمال العاصمة صنعاء وأجزاء من محافظات مجاورة لها، بالتزامن مع تصعيد كلا الطرفين للحملات السياسية والإعلامية المتبادلة والاتهامات بافتعال جبهات جديدة للمواجهات المسلحة.

 

وقد أثار اتساع نطاق المصادمات المسلحة بين أنصار التجمع اليمني للإصلاح وجماعة الحوثيين، والذي تجاوز حدود صعدة في أقصى شمال البلاد، ليشمل مناطق متفرقة في كل من عمران، الجوف، مأرب، حجة، قلقا متزايدا من احتمالات أن يتسبب التكرار المتصاعد للمواجهات المسلحة بين الجانبين في إشعال فتيل أول صراع ذي طابع طائفي في اليمن، وفقا لما ذكرته وكالة انباء الشرق الأوسط.

 

وحذرت الدوائر السياسية والامنية السياسية من مغبة تداعيات كارثية ووشيكة في حال تطورت الحرب غير المعلنة بين الحوثيين وأنصار حزب الإصلاح، الممثل لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، إلى صراع مسلح، معتبرة أن تكرار مشاهد المواجهات المسلحة بين الجانبين وامتدادها من صعدة إلى مدن عدة مجاورة يمثل إرهاصات لاندلاع شرارة أول صراع ذي طابع طائفي ومذهبي في البلاد.

 

وقد عرف اليمن تاريخيا بكونه بيئة مثالية للتعايش السلمي بين المذاهب وما يحدث من مواجهات مسلحة متكررة بين حزب الإصلاح وجماعة الحوثيين في مناطق عدة خارج حدود صعدة، تجاوز مجرد كونه نزاعا على الاستحواذ على مناطق نفوذ قبلية إلى إرهاصات مفزعة لصراع مسلح ووشيك ذي طابع طائفي سيفرز اتساع نطاقه تداعيات كارثية ليس فقط على الوضع الأمني الهش أصلا والقائم في البلاد، لكن حتى على السلم الاجتماعي.

 

اتهامات متبادلة

 

ويرى  المراقبون أن احتدام المواجهات المسلحة بين جماعة الحوثيين وحزب التجمع اليمني للإصلاح في مناطق متفرقة بمدن عدة رئيسة من البلاد تزامن مع تصعيد طرفي الصراع الطارىء لحدة الاتهامات المتبادلة، حيث يتهم الحوثيون حزب الإصلاح بالسعي إلى الاستحواذ على السلطة في البلاد وفرض هيمنته التنظيمية وتكريس حضوره الشعبي المؤثر في محاولة لإقصاء بقية القوى الوطنية التي تتقاطع معه في توجهاته، سواء الأيديولوجية أو السياسية.

 

ومن جانبه يدحض حزب الإصلاح هذه الاتهامات موجها اتهامات أكثر حدة لجماعة الحوثيين بالتحول إلى أداة لتنفيذ ما يوصف "بالمخطط الإيراني" الذي يهدف إلى خلق مناطق نفوذ موالية في اليمن عبر استخدام السلاح وحشد الأتباع وافتعال جبهات صراع طارئة مع القوى الوطنية المناهضة لمثل هذا المخطط التوسعي.

 

وقد تجاوزت المصادمات العنيفة بين الحوثيين وأنصار حزب الإصلاح مشاهد الاشتباكات المسلحة التي شهدها خلال الأشهر الثلاثة الماضية بشكل لافت عدد من المناطق القبلية التي يحظى كلا الطرفين بتمثيل فاعل فيها مثل "عمران، حجة، الجوف، صعدة "لتشهد ساحات الاعتصام الرئيسة في مدن مثل صنعاء وتعز تصعيدا مماثلا لمظاهر الصراع الناشئ تمثل في اندلاع معارك ضارية بين ممثلي الجانبين استخدمت فيها الأيدي والهراوات والأسلحة البيضاء، ما أسفر عن إصابة العشرات بجراح متفاوتة.

 

واعتبر نشطاء بساحة الحرية بتعز أن سابقة اندلاع صدامات عنيفة بين أنصار حزب الإصلاح وممثلي جماعة الحوثيين بساحة الحرية بتعز أثارت ولا تزال مخاوف متصاعدة من طبيعة التداعيات التى يمكن أن تترتب عن تطور مثل هذه المصادمات التي استخدمت فيها أسلحة بيضاء وهراوات إلى مواجهات بالأسلحة النارية، مطالبين بتحرك عاجل من كل القوى الوطنية الخيرة لرأب الصدع الناشىء ومنع تحول مثل هذه الصدامات إلى صراع طائفي مسلح.

 

 

Total time: 0.026