أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

آل الحمدي وآل كنيدي ورئاسة الوجيه

- فتحي القطاع
 
كان اللقاء الاول مع المهندس عبدالرحمن في نهاية الثمانينات على هامش حفل زواج نشوان ابن اخيه الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي ويومها ازعجته بالتصوير معه من اكثر من زاويه، كيف لا وانا التقي وجها لوجه مع الشقيق الاصغر للرئيس الراحل والشبيه له شكلا وصوتا ، ثم كان اللقاء الثاني في يناير2001 وكان لقاء للسلام بعد غياب كل تلك السنون ، وبقي التواصل بيننا بعد ذلك عبر الايميل والتليفون الى ان كان اللقاء الكبير الاسبوع الماضي عندما زرته في مقر عمله في العاصمة التشيكية براغ  كسفير لليمن واكرمني ابو ابراهيم كرما يفوق الوصف من حيث الفندق خمسة نجوم ومادبة الغداء ومن حيث الزيارة السياحية لوسط البلد والتوصيله الى محطة القطار ، وبذكائه الفطري الذي اربكني قبل ان يدهشني قطع عليّ حيرتي بقوله : هذا كله على حسابي ومن جيبي الخاص وليس من حساب السفارة  لانك ضيفي وزيارتك خاصة لو كانت زيارة مهمة اي بتكليف رسمي او ماشابه لاختلف الامر ملاحظته ارتحت لها في جانب  انها اتاحت لي الفرصة للنزول في الخمسة نجوم حيث كل وسائل الراحة والخدمات متاحة ولم ارتح لها في جانب آخر لانني لم استفد من هذه الخدمات الاريحية  ، وهذا شجعني على ان افتح جعبة الاسئلة والاستفسارات  وشجعه ايضا على ان يوضح لي متى ازعجته  ومتى ضايقته وعرف مني تجاهل فارق التوقيت عن غير قصد  بين كندا وبين التشيك ومتى كنت اتعمد ذلك اي الازعاج وضحكنا معا  ، لننتقل معا الى قوله : لقد كان والدي القاضي محمد الذي حكم على الامامين يحي واحمد والقاضي العرشي وعلية القوم في تلك الحقبة استثناءا في عائلة الحمدي  في مجال القضاء، وكان ابراهيم الاقرب للمدنية من العسكرية كذلك استثناء في القيادة والزعامة  والشهيد عبدالله استثناءا صارما في المجال العسكري وكان ملكيا اكثرمن الملك ، لهذا لم يفكراحدا من آل الحمدي في السيرعلى مسيراسلافه فاتجهوا الى تخصصات ومجالات دراسية اخرى بعيدة عن القضاء والعسكرية والامنية طبعا مع احتفاظنا بذلك الارث ، واستتطرد في سرد ذكرياته في كل الاتجاهات وكان اغلبها بالطبع عن الرئيس السابق علي عبدالله صالح  وعن اول مره سمع باسمه واول مرة سمع صوته فقبل اغتيال الرئيس ابراهيم كان عبدالرحمن يدرس لغة انجليزية في بريطانيا وصادف هناك ان التقى  بالمرحوم صالح عبدالله صالح الاخ الاكبر لعلي 
والزائر للندن للعلاج وكانت لديه رجل صناعيه فحمل عبدالرحمن رسالة لاخيه وعندما عاد الى صنعاء  اعطى الرسالة لمسؤول اتصالات الرئيس لنقلها  الى قائد لواء تعز الرائد صالح فلسبب او لاخر لم تصل ، وعندما علم ابراهيم قام بقرص اذن عبدالرحمن لعدم الاهتمام بايصال الرسالة الى وجهتها وعدم الاهتمام وعاتبه بشده ليضيف بحسره شوف ابراهيم ماذا عمل مع الذي بعد يومين بالتمام والكمال سيطلق عليه الرصاص
 ثم واصل الحديث وهو يسرح بخياله بعيدا وينظر بعينيه الى سقف الغرفة كمن يستعرض شريطا كنت الاحظ عليه التاثر والمرارة واقرا في تقاطيع وجهه الالم والحزن ذات يوم من عام 93 عندما كان عضوا في البرلمان  تعمد المرحوم الشيخ عبدالله الاحمر استبائه مع ستة اعضاء في المجلس ليزوروا مجلس الرئاسة لابلاغهم بتمديد عمل المجلس بعد الانتخابات البرلمانية لعدة اشهر واسر لي انه فكر في الاعتذار لكن الواجب الوطني جعله يقبل المهمة وهو يعرف انه سيلتقي بصالح  لكنه استبعد المصافحة وتهرب منها، وعندما عرف صالح بان عبدالرحمن الحمدي ضمن الوفد اصرعلى مصافحتهم فردا فردا ومعه اعضاء مجلس الرئاسة ليقف لوقت طويل امام عبدالرحمن  محاولاعناقه وتقبيله ولكنه صده واكتفى بالمصافحة الباردة ولم يتمالك نفسه اي صالح ويتسمر متذكرا يوم 11 اكتوبر 77،
ذات مرة زارني في منزلي القائم بالاعمال الليبي لدعوتي الى المؤتمر القومي العربي ووجدت في القائمة عددا من الاخوة من الاحزاب السياسية وكان اغلبهم من التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري فطلبت برهة من الوقت لابلاغهم براي النهائي  وماان غادر القائم بالاعمال الليبي الا ووردتني مكالمة من صالح يطلب مني المشاركة والتجسس على المشاركين فرديت عليه  بان عدد من اعضاء حزبك من ضمن المدعويين وهم اولى بابلاغك بما تريد ، ثم غير رايه وطلب بان اقرا له شخصية العقيد القذافي عندما يلتقينا ولم اجد من طريقة مناسبة للرد على طلباته الغريبة الا ان اغلق سماعة الهاتف بوجهه
، وحكى لي عن ماحدث له بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة للناصريين عام 78 عندما وصل القاهرة  في طريق عودته من لندن الى صنعاء وحذره اخوه القاضي محمد والمرحوم الرئيس المشيرعبدالله السلال والمرحوم الفريق حسن العمري والاستاذ المرحوم احمد النعمان من العودة لوجود اسمه ضمن قائمة الموقوفين في المطار لدى وصولهم ولكنه رفض قائلا: لن يمنعني احد من العودة الى وطني وقضاء اجازتي في السجن افضل من قضائها على ضفاف النيل او نهر التايمز وحصل ان اعتقل بمجرد وصوله وحددت اقامته ليطرد الى القاهرة بعد حوالي الاسبوع اقامة جبريه وكان الاستاذ النعمان اول المتشفيين وبلهجته الدارجة المحببة  :قد قلتو لك ياولد عبدالرحمن عن مصايحة ومناطحة الرباح 
  واعترف لي بان صالح عندما فشل في استمالة الكبار في آل الحمدي وخاصة الاخ الاكبر للرئيس الشهيد الحاج محمد اتجه الى استمالة الصغار ونجح في  ذلك لفترة مؤقته مما اضطرني للتدخل واعادة الامور الى نصابها والقسوة على من استسلم لاغراءاته
كما عرفت منه بان صالح حاول طمس قبرالرئيس الشهيد واخيه عبدالله بحجج واهية فاضطرالى تجييش قبائل مارب وقال لهم لم تنصفوا الشهيدين من قبل فانصفوهما اليوم وقبري الشهيدين لن يكونا كقبور ائمة البقيع عند اخواننا الشيعة فارتدع صالح وارتعد وكان الوسيط بيننا وبينه المرحوم عبدالعزيز عبدالغني رئيس الوزراء يومها
واعترف ايضا بانه ارسل برسالة وعرض الى صالح في عز الثورة الشبابية وقبل جمعة الكرامة والمذابح من بعدها بان آل الحمدي على استعداد لنسيان جريمته السابقة التي يعرفها كل ابناء شعبنا اليمني وبتفاصيلها الدقيقة اذا تنحى عن الحكم صيانة لارواح ودماء شباب وشابات الامة وعدم تدمير اليمن والوحدة
وعرفت منه ايضا باختلافات الرؤى مع كثير من سياسي الجنوب دون ذكر الاسماء حول الفيدرالية والتي هي لدى البعض منهم للاسف الشديد مقدمة للانفصال ، وعلمت منه حرصه على التواصل مع كل السياسيين والقيادات الحزبية الذين يتفق او يختلف معهم لان التواصل يقرب في الافكار ويزيل الجفاء 

 في نهاية الحديث عقبت بان آل الحمدي في اليمن قد يكونوا كآل كنيدي في امريكا ضحوا برئيس واخيه جون وروبرت وقطعوا الطريق على الاخ الثالث ادوارد اشهر عضو كونجرس في تاريخ امريكا للوصول الى الكرسي فهل يكون المهندس وجيه الاسلام كما كان يسميه الرئيس الشهيد الاستثناء الرابع 
 
تعليقات الزوار
1)
خضرا اليمن -   بتاريخ: 21-10-2012    
لعن الله قوم يقولون ما لا يفعلون ال الحمدي جميعهم ينعمون في خير علي عبدالله صالح وانت يا قطاع تعمل في غير مكانك الصحيح متي ستصحوا من غفوتك يا مولود في زمن غير زمنك.
2)
مرتضى غالب -   بتاريخ: 01-11-2012    
عليكم البحث عمن يستطيع اقامةدعوةقضائيةعن مقتل الفرنسيتين

Total time: 0.044