بدء ولمن لا يعلم نذكر بأصل الحكاية الرواية والمعارك النارية لفارسها الغيور المغوار والبطل الهمام دون كيشوت عصرنا الفاسد المليء بأصناف الكذب والتزييف والتزوير للحقائق والوقائع والغارق حتى الثمالة في شعارات الدجل والخداع للقيم والمبادي .
تبدأ الرواية أيها القراء الكرام بما قام به الزميل الكاتب والرفيق الثائر منير الماوري من تسجيل موقف هام وجاد (كعادته الاصيلة وديدنه المناضل المعروف عنه ) تم فيه التصدي لأقوال وأفعال الثورة المضادة (أو ما ضنه كذلك )المتمثل بمشاريع الاخت الطاف الوزير وغيرها ممن أنبروا للدفاع عن عناصر ورموز السلطة السابقة وحلفائهم القدامى والجدد والتأييد لهم في الدعم المخفي والمعلن لخططهم المشبوهة والاصطفاف خلفهم في محاولة وأد لأحلام شباب الثورة بل وتطلعات شعب بأكمله عدى من شذ وأنحرف عن شرف التوجه والمسار ,وهم في عملهم المشين ذاك يسعون بصفاقة واجرام لعرقلة الجهود المبدعة والمتفانية لتأسيس العهد الجديد وتثبيت مداميكه الاولى من قبل قادة ورواد صادقين و مخلصين أتفقنا وتوافقنا جميعا على اختيارهم بل وقمنا بتسميتهم في الانتخابات الرئاسية يوم 21/فبراير/2011م وبذلك منحنا الشرعية للتغيير وللعهد الجديد واجمعنا على أدارة واحدة وموحدة لهذا الوطن المعطاء في حدث تاريخي وسابقة متميزة وفريدة لم يشهد الوطن اليمني مثلها من قبل , حيث عُمدت هذه الشرعية الجديدة بإرادة شعبية متمثلة بغالبية الشعب المكافح والمتسامح والعظيم مجسدة بأصوات ستة ملايين ناخب يمني خرج عن رغبة ملحة وصادقة للتعبير عن ارادته في الحرية والتغيير وتطلعه للغد الجديد والمستقبل الزاهر المنشود فكان له ما أراد .
وعودا على بدء فأن الاخ منير الماوري المعروف بمواقفه الثابتة في نصرته لثورة الشباب اليمني أبدى قلقه من تحركات متزايدة ودسائس متعاظمة تتربص بمسار الثورة ونهجها في الحرية والتغيير كما واجه منير العناصر المرتدة وجاهر في كشفه لبعض الاطراف والمصادر التي تسعى حثيثا لإلحاق أكبر الأضرار بمستقبل شعب ومصير وطن , وتحدث صريحا بل وكاشفا الانتهازيين والمخادعين من المتربصين الذين يريدون بالتغيير والعهد الجديد شرا ..
الماوري عبر بصدق وشجاعة عن ما يقلقه واطلق عدة محاذير تساعد في صيانة وحماية توجه ومسار هو يؤمن به ويقف معه وتحمل لوحده أعباء التصدي لجماعة اجرامية يعرف انها تريد الانقضاض على حلمة في الغد الجميل ,عصابة ارهابية تريد إلحاق اكبر الأضرار بثورة الشباب متخفية بأثواب ومبررات شتى .. ذلك البعض ممن اتهمهم الماوري بأنهم يسعون لتحقيق مأربهم الخفية التي تحركها نوايا خبيثة مرتبطة في خدمة ونصرة بقايا العهد السابق الذي ثار الشباب والشعب عليهم..
لنتفاجأ بعاصفة هوجاء تثيرها مجموعة هوجاء تدعي علمها بالقانون وغيرتها عليه وارتباطها بالدفاع عن الحقوق والحريات المدنية المهدورة لنصطدم بمنطق عجيب غريب يخطي الفيل ويصيب الفراشة
حينما وجدنا دون كيشوت الرواية والثورة وفارسها المغوار(وأمثاله ) يصيبنا في مقتل وهو يخلط الاوراق والمواقف ويدعي الفروسية والبطولة في نرجسية غريبة وغفلة مميتة تقول ها أنا هنا الفارس الوحيد المبارز فهل من ميدان قتال وخصم ومنافس !؟ في اصطفاف خاسر ومدان مع الظلم والبهتان وغياب كامل عن الوعي الثوري وصدق الوجدان وتنكر بالغ لتاريخ حافل ولذات رائدة ومتجردة من الشوائب والنواقص , ثم فقدت أتزانها وتوازنها عندما تناقضت مع متطلبات واقع المكان ودواعي ظرف الزمان فكان منها ومنه ما كان الذي أساء وادمى القلوب واحزن الوجدان .
أخونا الثائر السابق تابع أبنة الوزير في وضعه الحالي برر لخفافيش الظلام بأن لا حاجة للتصدي لأفعالهم المعادية أو مجرد رصدها والتي تسعى للكيد لنا في المحافل الدولية بحجة أن الموقف الدولي من اليمن ومتغيراته محكوم برؤية استراتيجية ثابتة ومبني على معطيات مصالح قائمة لدول العالم أجمع متجمعة في اليمن المحظوظ والسعيد!؟ ولا يمكن تغييرها بحال من الاحوال وبالتالي أتهم تلك الجهود الطيبة والمتفانية للأخ الماوري والمتصدية لزمرة التحايل والتضليل بالعبط والسذاجة وأصدر حكمه النهائي علي الماوري الثائر بانه شخص متهور ومغامر مثير لبؤر الصراع والتوتر !؟ أبن الوزير الثائر القديم أنتصر لعهد قبيح وظالم ووجه طعنة لعناء في الظهر لشباب صادق وحالم!أحكام ومبررات الرفيق المتحذلق والظالم لا تعترف بحقائق الواقع المعاش ومعتركه المعقد والمحتدم ولا تحتاط لخطورة نوايا خبيثة جاثمة ومتربصة , ولعدوا مازال فعليا على كرسي الحكم قابع وقابض , ويرفض ان يتركه لمستقبل واعد وشرعية جديدة قائمة تناضل وتقاوم .
.أحكام مريبة ومبهمة ترفض ان ترصد مخاطر محدقة لتحالف اجرامي ومخاتل هو خليط للمسخ الظلامي والدموي والشرير القاتل.
تعسف احكام رفيقنا الظالم ومبرراته الجوفاء لا تعني مطلقا وبأي حال من الاحوال ان الباقي على العهد منير الماوري شخص باغي وكاذب وله مأرب خفية كما أراد ان يصوره لنا رفيقتا المرتد والمخاتل المفتون بذاته المختالة الغارقة في نرجسية عابثة ومبتذلة حدود الفتنة والفرقة الجريمة .
تطرف احكام أخونا في الاسلام لا تعني البته ان الزمرة (اياها) لم تسعى جاهدة لتغيير خطوط ومسارات الخارطة السياسية اليمنية والتلاعب بها واضعافها وخلط الاوراق والمراكز والتغرير بالمواقف الاقليمي وكذا رديفه الدولي (الاهم في وضعنا الراهن) من ثورة اليمن وتحريضه على متطلبات التغيير وتشككه بكفاءة العهد نعم أن المعضلة تكمن في من يردع تلك الزمرة المتربصة عن شرورها وأفعالها القبيحة الساعية للإساءة لثورة الشباب وتطلعاتهم المشروعة ؟؟ فمنير أنار لنا الطريق بسعيه الصادق للتغيير وللتعبير عن مواقفه وتجسيدها في الدفاع عن رؤيته في الانتصار لمخاض ومسار ثورة يانعة والدفاع آفاقها وعن مصالح روادها في النهضة والتعمير ولم ينسي أو يتجاهل أنه واحد منهم ..
بينما أخونا في الدين وجد نفسه يقف مع أخواته الثلاث وزمرتهم الباغية في اصطفاف واحد ومشترك مع حلفائهم الجدد والقدامى في الضفة الأخرى المقابلة للمواقف المتصادمة بالضرورة سواء كان ذلك بإرادة كاملة ووعي منهم أم بحسن النوايا فالنتيجة واحدة في الحالتين وهي الحاق أكبر وأشد الأضرار بالمصالح العلياء لشعب ووطن.
نعم نحن نفهم موقف الثائر منير الماوري ونقدره في هذا السياق ونجده متسق مع مساره السابق واللاحق للثورة ومنسجم في المواقف والمصالح ابتداء وانتهاء ..
ونعي أسباب ودواعي الاصطفاف المعادي للثورة ومواقفهم المتربصة ونعد ونستعد لمواجهتها ومنها مواقف الثلاث الأخوات الطائرات دوما ..
ولكن الذي هو غير مبرر أو مفهوم هو تلك المواقف المتشنجة والمبالغ بها لأمثال الأخ المحامي خالد الانسي في هجومهم الغريب واللافت وأطلاقهم النيران بكثافة على الاخ الماوري !؟ في سادية مقززة لمن يعتقد أنه هو وحده من يمتلك الحقيقة دون سواه من البشر وأنه وحده الثائر المعصوم من الخطاء فتمادى وتماهى في تجسيد الثورة في ذاته المريضة حتى أصبح يعتقد انه الوصي عليها فأبعد الأخريين جميعا عن الميادين والساحات ولم يرى إلا نفسه فيها متربعا على عرشها ومددا ساقيه الى منتهاها .
مثل هذه المواقف السلبية والغريبة لمن هم اساسا في طليعة الثورة ومن طلائع الثوار, أو ممن يرفعون شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وناصروا الثورة الشبابية السلمية في السابق والحاضر لا يليق بهم أن تكون اقوالهم وأفعالهم جميعها تصب وتخدم أهداف وأطراف معادية للديمقراطية والتغيير والعدالة الاجتماعية وقيم ومطالب المجتمع المدني الحديث في إشاعة حقوق الانسان والحريات العامة والخاصة ..
تلك الاقوال والافعال التي لا تخدم المصلحة العامة والتي تتناقض مع مفاهيم المدنية الحديثة التي ترفض التعصب العرقي والمذهبي والوصاية واللجوء الى العنف والسلاح للتعبير عن الافكار وفرضها على الأخر واضطهاده والتنكيل به.
أن اتخاذ الموقف والاصطفاف الذي يأتي خارج مضمونه التاريخي ويتجسد بعيدا عن سياقها الطبيعي والعام ويتناقض مع أتساقه المعرفي والمنهجي يكون دائما مضر بأصحابه ومصالحهم الحقيقية والعميقة من وراء مثل هكذا موقف واصطفاف عدمي الأفق وضبابي الأهداف ومأسوية النتائج والنهايات .
كم نحن بحاجة ملحة وماسة في وقتنا الراهن لنشاط وجهود مثل اولئك الحقوقيين والقانونيين التي يجب ان تصب وتكرس لصالح إطلاق المعتقلين السياسيين والمخطوفين والمخفيين قصرا من رواد الثورة الشبابية السلمية الحالية أو ممن سبق اعتقالهم ومصادرة حقوقهم السياسية وحرياتهم الخاصة في ظلم باين ودون وجه حق في منعطفات ومحطات تاريخية سابقة في سجل الوطن اليمني المقهور والمغلوب على أمره الذي يشكل بقائهم كل ثانية أو دقيقة اضافية في الزنازين والسجون وهم يعانوا الأمريين أدانة لنا جميعا ممن نحن خارج السجون وندعي بأننا رفاق مخلصين لهم ,نعم هي وصمة عار ستلاحقنا دائما وأبدا كما أنها إدانة بالغة ودامغة لنا لا يمكننا مطلقا الفكاك منها ما حيينا .
لماذا لا يعمل الغيورين على مصالح الشعب والوطن من القانونيين والحقوقيين في الاتجاه الصحيح الذي يخدم ويجسد مصالح الوطن العلياء ويعزز من مكانته وسيادته ونهوضه وازدهاره الشامل وبالتناغم مع قيمهم ومبادئهم التي رفعوها وأعلنوا عنها مرارا وتكرارا ؟ ولماذا لا ينتصروا لقضايا حيوية ومصيرية وهامة للوطن مثل التصدي القانوني والحقوقي لخداع وتضليل بقايا العهد القديم للشعب المسكين في سعيهم المحموم لإجباره على التخلي عن حقوقه ومطالبه في الحرية والتغيير , أو أن يعملوا بجدية وسعي دؤوب على استرجاع ثروات وأموال الشعب المنهوبة من طغمة الفساد والطغيان سواء الموجودة في الداخل أو المهربة في الخارج أو أن يعملوا عاجلا على اسقاط الاتفاق المهين لمنح الحصانة للقتلة الذي بموجبه سمح بالمزيد من القتل والاستهتار بدماء الشعب العظيم, فهل يستجيب الأخ المحامي خالد الانسي وأمثاله من القانونيين والحقوقيين ويصطفوا جميعا في جهد جماعي ومشترك لإنجاز هذه المهام العظيمة والنبيلة والسامية عوضا عن التفرغ لمعارك ضبابية وصغيرة يستهلكون فيها وقتنا ووقتهم الغالي والثمين ؟.
هل نأمل أن نجدهم يستجيبوا لمطالبنا الملحة والعاجلة والعادلة ؟ ويتركوا المعارك الجانبية والاستعراض المبتذل للذات النرجسية والانانية ..
وبداية بترك جزئية أبنة الوزير وشأنها لمن هم جديرين بالدفاع عنها وأفضل من يمثلها في هكذا قضايا ومواقف ؟ وأن لا يهتموا كثيرا للانتصار لقضيتها الصغيرة مهما علاء شأنها لدينا وسعت لكسب عواطفنا ..وأن يتفرغوا لمطالبنا وقضايانا الكبيرة في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعيش الكريم التي هي قضايا ثورتنا المجيدة والمباركة بل هي قضية شعب ومصير وطن ..على أن لا يحدثونا أن البداية في تحقيق هذه المطالب والحقوق الكبيرة تكمن وتمر من قناة وساحة أبنة الوزير ومتاهتها الصغيرة ! .