أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

تحقيق من هيئة مستشفى ذمار العام "المعاناة مستمرة"

- محمد الواشعي

المستشفيات الحكومية هى إحدى أهم المشاكل التي يعانى منها الشعب اليمني وبخاصة الفقراء منهم، وكالعادة يصرخون ولا أحد يستمع الى صراخهم أو حتى يشعر به.

هيئة مستشفى ذمار العام المستشفى الحكومي الوحيد بالمحافظة وصلت إلى حالة يرثى لها وتحولت إلى "خرابة" ومأوى للحيوانات الضالة والمخلفات الخطرة وليس كمستشفى تقوم بعلاج المرضى ، و بالرغم من رداءة الخدمات الطبية فية وارتفاع تكلفتها على المواطنين وهذه الخدمات عبر عنها وزير الصحة بداية هذا العام قبل اقالة رئيس الهيئة السابق بقولة " لا يجب أن تقدم حتى "للحيوانات " وبالرغم من هذه التصريحات إلا أن الخدمات تزداد سوءا.

لقد مرت 7 أشهر منذ تعيين د . عزيز الزنداني رئيسا للهيئة خلفا للــ د . محمد الانسي الذي أطاحت بة احتجاجات على مدى اشهر على خلفية اتهامة بقضايا فساد ، لكن أحوال المستشفى يوما عن يوم تزداد سوءا وتدهورا في كافة المجالات سواء تدهور الخدمات و الإهمال والفوضى و الفساد في وقت تمتلك الهيئة ميزانية تشغيلية تقدر بــ مليار و مائتين مليون ريال .

عجز بدأ ظاهرا به د. الزنداني بعد 7 أشهر من تعيينه يفسرة مراقبون انة تواطؤ مع المفسدين بعد ان كان المواطنين ياملون منة العمل على تطوير المستشفى وتحسين خدماتة الطبية و اتخاذ قرارت الاصلاح لاوضاعة المتدهورة.

نرصد في التحقيق التالي واقع مريرمن مستشفي ذمار العام .

قسم الاسعاف و الطوارئ

تعاني جميع الأقسام بالمستشفى من إهمال جسيم وتدني في مستوى الخدمات المقدمة للمرضىى فعلى سبيل المثال" قسم الاسعاف و الطوارئ " " بأي مستشفى من أكثر الأقسام التي تحتاج لعناية فائقة ولكن في هيئة مستشفى ذمار العام عبارة عن صالات مكتظة بالمرضى ، و غالبا يكون خاليا من ابسط مواد الإسعاف مثل الشاش والقطن والمواد المعقمة وأدوات الجراحة أما الأجهزة الطبية في قسم الاسعاف فإنها تكون شبه منعدمة و الأدوية في قسم الطوارئ لم نجد المسكنات ويتم إرسال المرضى ليأتو بهذه الأدوية من الصيدليات المجاورة للمستشفى.

يقول مواطنين لمراسلنا : عندما نطلب الطبيب الأخصائي لا نعثر علية و ربما يموت المريض قبل حضور الطبيب المختص ، مسئولين بالهيئة ارجعوا السبب الى المماطلة في حقوق الأطباء والاخصائين من قبل رئاسة الهيئة والإدارات المختصة.

مشيرين الى ان سوء الإدارة هو من أوصل المستشفى إلى هذه الأوضاع السيئة .

من يحالفهم الحظ من المرضى بحضور الطبيب المختص وربما يكون حضوره على دراجة نارية رغم كثرة البنود في ميزانية الهيئة و قد .يتم تحويل المريض اذا لزم الأمر إلى مستشفيات العاصمة صنعاء لانعدام الخدمات المقدمة في مستشفى ذمار العام .

سيارة الإسعاف يجبر أهالى المرضى على دفع رسوم بمبلغ 30 الف ريال اذا كانت حالة المريض تستدعى نقلة إلى صنعاء ، و هذا المبلغ ضعف ما تأخذه سيارات الإسعاف في المستشفيات الخاصة ، و من يعجز عن دفع الرسوم يأتيه الموت على أبواب قسم الطوارئ أو على أبواب العناية المركزة التي كثر إغلاقها خلال هذه الفترة .

قسم العمليات

والأمر لم يختلف كثيرا داخل قسم العمليات بل يزداد سوءا و حسب شكاوى المرضى الذين يحتاجون الى عملية جراحية انهم ينتضرون لمدة قد تزيد عن نصف شهر في أقسام الرقود في حال يدفعون الاتاوات المعتادة للأطباء الجراحين إلى جانب الرسوم المستحقة للمستشفى ، مشيرين الى انة في حالة قام المريض بدفع الاتاوات فانة يحظى بزيارة غير بعيدة لغرفة العمليات ، بينما هناك مرضى يخرجون من غرف العمليات وقد تم تخديرهم بدون أجراء العمليات الجراحية لانهم لم يدفعوا الاتاوة .

حسب المختصين فان سبب تأخير اجراء العمليات الجراحية للمرضى يعود الى مجموعة من الاسباب منها تكرر إغلاق أقسام الأشعة اما نتيجة عدم توفر أفلام الأشعة أو المحاليل اضافة للأعطال المتكررة في أجهزة أقسام الأشعة والتي أصبحت غالبيتها معطلة بسبب سوء الاستخدام و غياب الصيانة الدورية ، يضاف الى ذلك ان معضم العاملين في قسم الأشعة طلاب و لم يمض على دراستهم عام واحد في المعاهد الصحية الخاصة و مع ذلك هم من يناوبون في أقسام الأشعة ليل نهار في حين أن هناك كثير من الفنيين المؤهلين للعمل إلا انه يتم إقصائهم بسبب مطالبهم بالتوزيع العادل في العمل بين جميع العاملين، حسب الموظفين .

اما قسم الأشعة المقطعية يعاني مرضى الجلطات أو النزيف الدموي الدماغي وأمراض العمود الفقري والحوادث المرورية من طول الانتظار الذي يمتد الى اسبوع كامل حتى يتم اخراج تقرير الحالة المرضية ، نتيجة تنقلات الطبيب المختص المستمرة بين العاصمة ومحافظة ذمار ، فيما تبلغ رسوم اجراء الأشعة المقطعية 8 الف ريال وهذا المبلغ ربما يكون مقاربا من سعر المستشفيات الخاصة مع عدم وجود هذه المعاناة.

قسم الأسنان

يستمر أغلاق قسم الأسنان للشهر السابع على التوالي بالرغم من وجود أكثر من 15 طبيب وطبيبة أسنان بالاضافة إلى وجود طبيبين أخصائيين جراحة فكين و5 فنيين أسنان و4 ممرضين في هذا القسم هذا الجانب البشري إما الجانب المادي فهناك 4 كراسي أسنان ومعمل متكامل بصناعة الأسنان بكل أنواعها أيضا هناك مواد باهضة الثمن قدرت بآلاف الدولارات قد تلفت بسبب طول فترة اغلاق القسم فيما الأجهزة الطبية في القسم موقوفة عن العمل رغم تكلفتها الباهظة .

قسم العناية المركزة

وكان المشهد أكثر صعوبة داخل قسم العناية المركزة او كما يسمية المرضى قسم الموت فالمرضى لا يلقون الرعاية اللازمة ، حيث يتم اغلاق القسم بين الحين و الاخر ، تستمر من يومين وحتى خمسة ايام و مؤخرا لا يزال قسم العناية المركزة مغلق حتى اعداد هذا التحقيق منذ اكثر من شهر فيما المرضى يواجهون الموت و يقبعون في اقسام الرقود واقسام الطوارئ ، و تبلغ رسوم الرقود في قسم الانعاش 2000 ريال في الليلة .

خدمات قسم العناية في هيئة مستشفى ذمار العام لاتزيد عن الخدمات التمريضية في الاقسام الاخرى بسبب انعدام الكادر المتخصص في مجال العناية المركزة من تمريض واطباء واختصاصيين بالاضافة الى انعدام الاجهزة الطبية الخاصة بقسم العناية واهمال الموجود من هذه الاجهزة من الصيانة .

قسم الولادة

الغريب في الامر ما يتم فرضة من مبالغ باهظة في قسم الولادة رغم ان وزارة الصحة العامة والسكان ممثلة بمكاتبها الصحية في محافظات الجمهورية بالتعاون مع المشروع الهولندي و جهت باعفاء رسوم خدمات أقسام الولادة و تقديمها مجانا في جميع المستشفيات والمراكز الصحية لكن في مستشفى ذمار العام يتم اخذ الرسوم بطرق عديدة غير مباشرة و تحت مسميات مختلفة منها تحت مسمى رسوم ملف الرقود في حين ان المريضة يتم اخراجها بعد الولادة مباشرة وكذلك دفع رسوم اجراء الفحوصات الوقائية والامر الاخر يكون بطرق مخالفة للقانون .

اما الولادات المتعسرة التي تحتاج الى عملية قيصرية طارئة يتم تأخير الحالات حتى حضور الطبيب المختص و غالبا حتى يتم دفع رسوم العملية الجراحية اضافة الى المبالغ الغير القانونية التي تدفع عبر الرشاوي و غيرها .

قسم الحضانة

توجهت بعد ذلك إلى قسم الاطفال حديثي الولادة ( الحضانة ) ، حيث ينال الاباء و الامهات كاهل الظلم والقهر ليفصحوا لنا عن مشاكلهم وهمومهم يقول أحمد سعيد حسين ، إنهم يتكبدون معاناة كبيرة فلا يسمحوا بدخول الاطفال للقسم لانقاذ حياتهم الا بعد دفع اتاوة لرئيس القسم او وساطة لدية حتى يسمح بدخولهم الحضانة بينما كثير من الاطفال يموتون على بوابة القسم ممن لا يستطيع اهاليهم توفير ذلك .

من جانبة تقول ياسمين : يوم كامل و نحن ننتضر امام بوابة قسم الحضانة وهم يرفضوا ادخال ابن ابنها بحجة انة لا توجد حضانات شاغرة ، اضطريت الى دفع 2000 ريال لرئيس القسم حيث توفرت الحضانات بعد دفع المبلغ ، وسمح بدخول الطفل اضافة الى انها دفعت 5000 ريال تحت مسمى رسوم ملف الرقود بقسم الحضانة ، و 2000 ريال تكلفة رقود الليلة الواحدة .

Total time: 0.047