سكان المدن اليمنية يعودون لزراعة أراضيهم في الأرياف
بتاريخ 2012-11-03T14:33:31+0300 منذ: 12 سنوات مضت
القراءات : (5893) قراءة
اخبار الساعة - صنعاء
وقف ناجي مرشد وسط الحقل الزراعي الذي تمتلكه عائلته في ريف محافظة إب، مرتدياً الملابس والكفوف الخاصة بالحصاد ومغطياً رأسه شأنه شأن المزارعين التقليديين في اليمن.
ولا يمكن لمن يرى مرشد أن يتوقع أنه الفتى نفسه الذي يدرس في معهد العلوم الصحية في صنعاء.
فعاد مرشد البالغ من العمر 24 سنة إلى قريته خلال موسم الحصاد الحالي مع والده وإخوانه للاهتمام بأراضيهم الزراعية بعدما تركوها لأقاربهم ليزرعوها ويتقاسموا بعدها المحصول مناصفة في ما بينهم.
ويقول مرشد للشرفة "لقد كانت نتائج حصاد هذا العام أفضل بكثير من الأعوام الماضية ويمكنني القول إننا سنكتفي ذاتياً من الحبوب للعام المقبل بعد حصولنا على أكثر من 50 كيس حبوب عبوة 50 كيلوغراماً، 40 منها من القمح والباقية موزعة على بعض البقوليات مثل الفول والفاصوليا".
وحال أسرة مرشد حال الكثير من الأسر في المحافظات التي تقع وسط اليمن مثل إب وتعز والضالع، وهي أسر باتت تعود إلى الأرياف في المواسم الزراعية للاهتمام بأراضيها.
وأوضح عبد الله علي، وهو أحد المزارعين في محافظة إب، "من بعد عام الأزمة [السياسية]، عاد كثير من سكان المدن الذين يملكون أراضي زراعية للاهتمام بها خاصة أنهم باتوا يشعرون بأهمية تأمين حاجاتهم من الحبوب مثل القمح من مزارعهم، مما يخفف عليهم الكثير من الأعباء في المدينة".
وأشار علي في حديث للشرفة إلى أن موسم الحصاد هذا العام كان أفضل من سابقيه بفضل الأمطار الغزيرة التي هطلت.
وأضاف "موسم الحصاد جلب السعادة للسكان بسبب تعاظم الغلة وترافق أيام الحصاد مع أيام عيد الأضحى المبارك".
تعزيز الاكتفاء الذاتي
وفي هذا السياق، قال عبد الملك الثور، وكيل وزارة الزراعة والري، في حديث للشرفة "إن هطول الأمطار كان غزيراً في الموسم الزراعي هذا العام وهو سبب عودة السكان لزراعة أراضيهم أو تعهدها لمزارعين آخرين".
ولفت الثور إلى أن ارتفاع أسعار الغذاء عالمياً يدفع بسكان المدن إلى البحث عن بدائل لتوفير أمنهم الغذائي، فهم يعودون إلى الأراضي الزراعية التي أهملوها لفترة طويلة من أجل تأمين غذائهم الأساسي لا سيما من مادة القمح.
وأوضح أن وزارة الزراعة تقدم للمواطنين تحفيزات من أجل تشجيعهم على الزراعة.
حيث قامت في العام الماضي بتوزيع 340 آلة حراثة على معظم المناطق في البلاد، كما أنها لعبت دوراً في عملية الإرشاد الزراعي وقدمت بذوراً محسنة.
وأضاف الثور "كما أن الوزارة بصدد توزيع 250 حصادة بنصف قيمتها وهذه من الوسائل المشجعة للزراعة بشكل عام".
وتوقع الثور أن يزيد إنتاج اليمن من الحبوب هذا العام مقارنةً بالسنوات الماضية.
الأمن الغذائي مهدد في اليمن
وكان مكتب الاستشارات "مايبلكروفت" في لندن قد صنّف اليمن من بين أكثر الدول المعرضة لمخاطر الأمن الغذائي.
فجاءت في المرتبة 15 من مؤشر الدول الأكثر عرضة لأخطار الأمن الغذائي بسبب اعتمادها على واردات الحبوب التي هي عرضة لتقلبات السوق.
وعزا الثور هذا التصنيف إلى "تزايد عدد السكان سنوياً والذي لا يترافق مع زيادة متوافقة في الإنتاج.
وأضاف أن المساحة المزروعة لا تشهد زيادة في المساحة، مشيراً إلى اعتماد الزراعة على الأمطار، علماً أنه في بعض السنوات تكون الأمطار خفيفة فيقل الإنتاج إلى أدنى مستوياته.
من جانبه، قال مرزوق عبد الودود، مدير مركز البحوث الاجتماعية والاقتصادية، إن بعض القرى تتمتع باكتفاء ذاتي من الخضروات التي يتم زرعها.
وذكر أن "الأمطار ودعم المزارعين بالبذور المحسنة والإرشاد الزراعي ومكافحة الحشرات سيشجعهم للمزيد".
وأعلن عبد الودود أنه من المقرر أن ينظم مركزه دورات للمزارعين في بعض مناطق الريف في محافظة تعز بدعم من إحدى المنظمات الأميركية.
وأشار إلى أن هذه الدورات ستقدم لهم البذور المحسنة والإرشاد الزراعي من أجل توفير المحاصيل الزراعية والخضروات كمرحلة أولى للتوصل إلى الاكتفاء الذاتي.