أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

اب..تنزف دماً ومسبحة "الحجري" تذرف حسبلة وحوقلة..!

- عاصم السادة

اب..مدينة الجمال الطبيعي وروعة الهواء النقي وأبنائها الطيبين باتت اليوم بأمس الحاجة  إلى التغيير القيادي للمحافظة في الوقت الرهن نتيجة الجمود التنموي الذي أصاب هذه المحافظة لاسيما بعد تغيير محافظها الأسبق عبد القادر علي هلال والذي خلال فترة توليه كمحافظ اللواء الأخضر احدث نقلة نوعية في مجال البنية التحتية حيث ما تزال مشاريعه التنموية وبصماته الانجازية التي حققها تتحدث بالغة الأرقام بل أنها منحوتة في جبين جغرافية اب وماهية الناس برغم الفترة الوجيزة التي تربع "هلال" على عرش العاصمة السياحية اب..فقد كان قرار تعيين "هلال" محافظاً لاب آنذاك بالنسبة لأبناء المحافظة هدية ساقها الرحمن لهم إذ ما زالوا حتى اللحظة يعظون أناملهم ندماً على رحيل هذا الرجل عن المحافظة لان الذين خلفوه لم يكونوا بمثل مستوى إدارته وحنكته القيادية ..

فها هو القاضي الحجري محافظ اب الحالي لا يمكن لنا أن نضع مقارنة ولو بسيطة أمام ما قدمه عبد القادر علي هلال للمحافظة لان الأول لم يفعل شيء يذكر لتعز قبل مجيئه إلى اب حتى نقول أن "الحجري" واجه ثمة عراقيل أو ظروف حالت دون أن يحقق لمحافظة اب أدنا مشاريع التنموية خاصة في المجال السياحي ..!

المهم أن مدينة اب أصبحت اليوم بحاجة ماسة إلى محافظ جديد يا فخامة الرئيس.. محافظ للمحافظة وليس محافظ على المسبحة التي اعتاد الحجري على ذرف حباتها محسبلاً ومحوقلاً ليل نهار على الجراحات والمصائب التي تشهدها المحافظة كل يوم..يندى لها الجبين ويشيب لها الولدان في مهودهم..!

  هنا سنتحدث عن بعض المسلسلات التراجيدية التي تعيشها المحافظة على مدار اليوم تغيب فيه الدولة والقانون ويحضر فيه لغة البنادق والاستقواء لدى التقليدين المحسوبين على مدينة اب..!
 هذه المحافظة لم تر قط انفلاتاً امنياً مريع منذ أمد بعيد وانتشار للأسلحة النارية المتوسطة والثقيلة كما هو حاصل خلال هذه الفترة التي مرت بها اليمن من الأزمة السياسية مطلع العام الماضي حتى العام الجاري الأمر الذي وسع من رقعة جرائم القتل والنهب والسطو المسلح على أملاك المواطنين والتجار من قبل ميليشيات مسلحة تنتمي لجهات متعددة سياسية ودينية وقبلية وعسكرية كلها مرتبطة بالدولة ذاتها حيث تحولت مدينة اب من عاصمة سياحية إلى ساحة قتالية ضحيتها المواطن الغلبان والضعيف الذي لا حول له ولا قوة..!!
 حتى أجهزة الأمن التي كنا نعول عليها في حماية المواطنين أصبحت اليوم حالها لا يقل شأناً عن أولئك المنهوبين والمضروبين والمقتولين ظلماً وعدواناً..ففي الأيام الماضية قام ما يقارب مائة وخمسون مسلحاً بالتهجم على احد أقسام الشرطة حيث تعرض مدير القسم إلى الضرب المبرح وجنوده أثناء الدوام الرسمي على غرار قيامهم بالواجب الوطني الذي قاموا به ضد هؤلاء فكان جزائهم ذلك التصرف الوحشي وبالتالي فان إدارة الأمن التي  كنا نتوقع أن تتخذ إجراءً امنياً صارماً يعزز من هيبة الدولة والنظام والقانون ضد تلك العصابة غير أن إدارة الأمن أقالت مدير القسم كعقاب له وتركت الجناة طليقين أحرار يسيحون في الأرض كما يشاءون هكذا مما يجعلنا نرتاب كثيراً عن علاقة هذه الميليشيات بالمحافظة وإدارة الأمن كقيادة معاً..!

ينام أبناء مدينة اب على أصوات الأعيرة النارية ويصبحون على جثث هامدة مرمية على قارعة الطريق قتلت بأيادي آثمة مجهولة قد يكون على خلفية خلافات بسيطة لا تستدعي لحمل السلاح والقتل المباشر وربما على حبة زيتون ولكن طالما وان الدولة التي يلجئ إليها المسكين كمستجير بها تنقلب فجاءه غريم ضده لأنه ضعيف ليس لديه القبيلة التي تسانده وتجعل من القاتل برئ والمقتول هو من قتل نفسه..!

فكم نحن اليوم متعطشون لرؤية يد الدولة ممتدة تضرب من حديد كل الخارجين عن النظام والقانون وليس المواطنين المظلومين كما هو حادث الآن..؟!
على كل حال أبناء اب يريدون أمن واستقرار وسكينة وذلك مقابل رجال الدولة القائمين على شؤونها ابتداءً بالمحافظ ومروراً بالوكلاء وإدارة الأمن وانتهاءً بالوجاهات الاجتماعية فيها..

فمدينة اب..تحظى ب18 وكيل ووكيل مساعد للمحافظة كلها مناصب فخرية من باب المجاملات إذ ليس منها فائدة قد استفاد منه اللواء الأخضر بقدر استفادة هؤلاء الوكلاء من الاعتمادات المالية المخصصة لهم فقط..!

في الأخير..اب تحتاج محافظاً رشيداً ونشيطاً لا يقل شأناً عن هلال وشوقي هائل في مهنيتهما وكفاءتهما في إدارة شؤون المحافظة وإنعاشها سياحياً وتأمينها أمنياً ..بالإضافة إلى التقنين من عدد الوكلاء وتفعيل أدوارهم ما لم فان وجودهم وعدمهم سواء..فهم عبء في الأول والأخير على اب برمتها ..فمتى ستحظى هذه المحافظة بتكريم الرئيس لها بمحافظ يحبه الله ورسوله وأبناء محافظة اب..؟؟

Total time: 0.0453