محاضرة بالبيت الثقافي ببنغازي حول “القبيلة والقبلية في ليبيا”
ألقت عضو هيأة تدريس بقسم العلوم السياسية بجامعة قاريونس آمال العبيدي أمس الإثنين بالبيت الثقافي محاضرة بعنوان “القبيلة والقبلية في ليبيا”
وقالت العبيدي إن موضوع هذه المحاضرة يتناول اهتماماتي السابقة بالقبيلة حيث قمت بدراسة ميدانية على الثقافة السياسية في ليبيا”.
وأضافت عضو هيأة التدريس”في اعتقادي أن القبيلة والقبلية هي أحد أبرز أبعاد وعناصر الثقافة السياسية في هذا البلد خاصة في ليبيا المعاصرة”.
التركيبة القبلية
وأوضحت العبيدي “تطرقت إلى التركيبة القبلية في ليبيا وقضايا أخرى تتعلق بالقبيلة منها الهوية باعتبارها أحد مصادر الهوية الشخصية إضافة إلى ذلك تطرقت إلى بعض الجوانب كعلاقة القبيلة بالدولة الليبية الحديثة”.
مشيرة إلى تقسيم الأمر إلى مرحلتين الفترة الأولى وهي ليبيا أيام المملكة منذ عام 1951 وحتى 1969 ، والفترة الثانية منذ عام 1969 وحتى وقتنا الحاضر.
وتؤكد عضو هيأة التدريس” كما نعلم أن النظام الملكي قامت شرعيته السياسية على القبيلة وعلى الجانب الديني ممثلا في الحركة السنوسية، الأمر الذي أدى إلى تحول القبيلة إلى مصدر من مصادر التجنيد للمناصب السياسية”.
وتضيف قائلة “إنه بعد عام 1969 نلاحظ أن هناك تعاملا مع القبيلة كمؤسسة اجتماعية ووفقا لأطروحات الإيديولوجية النظام السياسي المتمثل في أطروحات الكتاب الأخضر نجد أن القبيلة َاعتمدت كمظلة اجتماعية وكمصدر للأمان وأداة للتنشئة السياسية والاجتماعية”.
تغير طبيعة القبيلة
واستطردت العبيدي “لكن في السنوات اللاحقة لا حظنا أن طبيعة هذه العلاقة تغيرت وتبدلت حتى أنه تم تقديم القبيلة لتتحول من مؤسسة غير رسمية إلى مؤسسة رسمية، وبتالي تناولت المحاضرة طبيعة هذه العلاقة إضافة إلى الدور السياسي الذي تلعبه القبيلة خلال هذه الفترة وخاصة التدخلات التي نراها بشكل واضح من خلال التدخل في عملية الاختيار الشعبي والتصعيد والدفع بعناصره”.
كما طرحت عضو هيأة التدريس مجموعة من التساؤلات فيما إذا كانت القبلية مسؤولة أو ستكون أحد مصادر الفساد بشتى أنواعه، أم ستكون في مواجهة الفساد، بالإضافة إلى مستقبل القبلية في ليبيا.
نتائج دراسات
وأكدت العبيدي من خلال نتائج دراسات ميدانية أولها دراسة أجرتها عام 1995 ودراسة أخرى وهي لإحدى طالباتها تناولت نفس الاستبيان أن هناك تأكيدا على البعد القبلي وعلى القبلية.
وتضيف عضو هيأة التدريس “أن هذه النتائج تنبثق عنها تساؤلات كثيرة ولابد أن نضع هذا المفهوم قيد البحث والدراسة لنتعرف على مستقبل القبيلة وفي نفس الوقت ما هو الدور الذي قد تعلبه قيمنا الاجتماعية أو القبلية متمثلة في بعدها الثقافي والاجتماعي في مقاومة كثير من القضايا السلبية في مجتمعنا من ظاهرة الفساد، إضافة إلى ذلك لا نريد للقبيلة أن تكون معوقا لتطبيق القانون من خلال العادات الاجتماعية والتقاليد”.
وتخشى العبيدي –على حد تعبيرها- بعد التحول في الدور الذي تلعبه القبيلة في الوقت الحالي أن تفقد كل ما ارتبط بها من قيم وسلوك ومعايير قيمة عظيمة لتتحول إلى أداة من أدوات تأكيد الفساد وتأكيد النزعة القبلية وأيضا قد تكون تهديدا للوحدة الوطنية.
قورينا – بنغازي- محمد كركارة