أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

45 عـاماً على الاستغـلال..!

- عـاصم الـسادة

أن نحتفل بيوم ال30 من نوفمبر ذكرى الاستقلال وتحرير الجنوب اليمني من المستعمر الأجنبي في الوقت الذي نعيش فيه تحت الوصاية الدولية بالإضافة إلى انتهاك السيادة اليمنية وحقوق الإنسان من خلال الطائرات الأجنبية بدون طيار التي تقصف مناطق متعددة في شمال وجنوب الوطن بحجة ضرب الإرهاب وتخلف بذلك قتلى مدنيين وضحايا ليس لهم أي ارتباطات بالقاعدة الإرهابية ..! فعلى ماذا نحتفل إذاً..؟!
 إن الاحتفال بمثل هكذا مناسبة عظيمة حقق فيها اليمنيين أروع انتصاراً شعبياً ووطنياً دحر فيه المستعمر الأجنبي وطهر ارض البلد من براثن الاستبداد وطغيان ورفع فيه راية الاستقلال يمثل نقطة تحول نحو تعزيز السيادة اليمنية ومنع التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية أكان من قريب أو بعيد..  فهذا اليوم يعلمنا دروس كثيرة ودلالات عظيمة في كيفية التحرر من التبعات الخارجية و"اللاوطنية" والاكتفاء ذاتياً سواءً في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وكذا تسير شؤون البلد بعيداً عن الارتهان في أحضان الغير تلمساً في حل مشاكل الوطن أو من اجل الاستقواء على طرف ضد أخر لان ذلك يساعد الأجنبي على ربط الحبل على الأعناق ومن ثم يستطيع جرها متحكماً بها في كل ما يريد ويتجه هو لا كما نريد ونتجه نحن وبالتالي فان إرادة الشعب تكون مسلوبة وخاضعة لراعي خارجي في حين أن الراعي الداخلي الذي كان يوماً راعياً لهذا القطيع فجأة يتحول إلى ماشية ترعى..!  المهم إن الحلول الخارجية والاستقواء بها لم ولن تجدي نفعاً بل أنها تزيد الوضع سوءاً وتجعل من الوطن باباً مفتوحاً لكل الرياح ..!
 إن ما يحزننا ويحز في نفوسنا اليوم أن تأتي هذه المناسبة ونحن مستعمرون وقراراتنا مشلولة فلا يمكننا فعل شيء إلا بالرجوع لمن أعطيناه الأعنة ليملي علينا ما نفعله..!
 لقد مر هذا اليوم الأغر واليمن على مفترق طرق فكل واحد منا يحتفل بالاستقلال على طريقته الخاصة التي تخدم مصالحه الذاتية لا العامة فذاك يريد التحرر والاستقلال من أبناء جلدته رافعاً شعارات وإعلام ما قبل التوحد وذاك يحتفي به كيوم تحرر به الجنوب اليمني من المستعمر الأجنبي ..؟!   وبالمناسبة فان الاحتفال بمرور 45عاماً على الاستقلال من المستعمر الأجنبي في جنوب الوطن قد لاقى استقبالاً عظيماً له واحتفالاً جماهيرياً غير مسبوق لاسيما في المحافظات الجنوبية عكس المحافظات الشمالية وهذا ما لفت انتباه الجميع إذ ويوحي لنا ذلك الزخم الشعبي لدى أبناء الجنوب في احتفائهم بذلك اليوم دلالات كثيرة تدور حول مصير اليمن الموحد منذ واحد وعشرون عاماً..!
 صحيح أن لأبناء الجنوب الحق في الاستقلال من الاستغلال الذي وقع عليهم أرضاً وإنساناً مدى عشرون عاماً من قبل قوى انتهازية سياسية وعسكرية لكن ذلك يكون استرداده بطرق مشروعة في إطار المطالب الحقوقية والتي تعزز من وحدتنا وقيمنا كشعب واحد فالاستغلال قد اكتوى فيه الجميع شمالاً وجنوباً..!
 في الأخير..إننا اليوم بحاجة إلى الاستقلال أكثر من ما ماضي وكذا التحرر من التبعية للخارج أكان سياسياً واقتصادياً وثقافياً والعودة إلى ذاتنا..فنحن شعب عريق له هويته التاريخية والحضارية والثقافية والسياسية والاقتصادية..فاليمن "مقبرة الغزاة"...

Total time: 0.0479