رحب المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب بمخرجات الاجتماع الذي جمع صباح أمس الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني بعدد من القيادات الجنوبية ومكونات الحراك الجنوبي والشخصيات الوطنية بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ"أخبار اليوم" بأنه وعلى عكس ما كان متوقع من أن يتم طرح انفصال الجنوب بقوة في الاجتماع بدأت هذه المسألة هشة في تناولات المشاركين، فيما تم طرح مسألة "استقلال حضرموت" بقوة في الاجتماع.
وأشارت المصادر للصحيفة إلى أن الزياني ولدى لقائه بكافة المشاركين أكد لهم مخاوف مجلس التعاون الخليجي من التدخلات الإيرانية في جنوب اليمن وأكد لهم أن دول مجلس التعاون الخليجي ستبدأ بمتابعة الشخصيات المرتبطة بالتوجهات الإيرانية بالمنطقة عموماً واليمن على وجه الخصوص، خاصة الشخصيات المتواجدة في الوطن العربي.
وبحسب المصادر للصحيفة، حث الدكتور الزياني جميع المشاركين في الاجتماع على المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، داعياً إياهم إلى المساهمة والمشاركة في بناء اليمن الجديد، كما أكد الزياني لمن التقى بهم أن دول الخليج ملتزمة بما جاء في المبادرة التي نصت على وحدة واستقرار اليمن، مؤكداً لهم أن دول الخليج والمجتمع الدولي حريصون كل الحرص على  حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني إن أمام الشعب اليمني في الوقت الراهن فرصة تاريخية لرسم مستقبل بلاده وتحقيق آماله وتطلعاته والوصول إلى رؤية مشتركة ليمن آمن ومستقر بإذن الله تعالى.
جاء ذلك في بلاغ صحفي أصدرته الأمانة العامة لمجلس التعاون أمس في الرياض عقب لقاء الدكتور الزياني بوفد ضم عدداً من الشخصيات اليمنية الجنوبية في المملكة العربية السعودية ووفقاً لما نقلته وكالة الأنباء اليمنية سبأ.. حيث بين أنه جرى خلال اللقاء بحث وتدارس كافة الجهود التي تبذل من أجل استكمال المرحلة الثانية من الفترة الانتقالية للمبادرة الخليجية، بما فيها مؤتمر الحوار الوطني المرتقب، بالإضافة إلى الدور المؤمل أن تقوم به كافة فئات ومكونات الشعب اليمني والجاليات اليمنية في تعزيز الأمن والاستقرار ودعم جهود الحكومة اليمنية لإعادة الإعمار وتنفيذ المشروعات التنموية.
وأوضح البلاغ أن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي أكد خلال اللقاء أن دول مجلس التعاون حريصة على استمرار تنفيذ ما نصت عليه المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، وهي تعمل كل ما في وسعها من أجل مساندة الأشقاء اليمنيين ومساعدتهم على تجاوز المرحلة الحالية. مشيرا إلى أن هذا اللقاء يأتي رغبة من الأمانة العامة للمجلس في دعم الجهود التي تبذل، وعلى كافة المستويات، من أجل التئام الشعب اليمني حول هدف واحد آلا وهو مستقبل اليمن وتطلعات شعبه.
وعلى صعيد متصل بالاجتماع حيا المناضل فؤاد راشد أمين سر المجلس الأعلى للحراك الروح الوطنية التي تجلت عند الجميع بتوافقهم على المذكرة التي تم تقديمها إلى الأمانة العامة لمجلس التعاون في الاجتماع وشارك في صياغتها عدد من قيادات المجلس الأعلى وآخرين وفقاً والاتفاق الذي جرى مساء أمس في الاجتماع الجنوبي، موضحاً إن المذكرة أكدت على رفض أبناء الجنوب الدخول فيما أسموه بالحوار اليمني ودعوة دول الخليج لوضع مبادرة جديدة تنسجم وينتج عنها حق أبناء الجنوب في استعادة دولتهم وطرد المحتل محييا الدور المحوري لقائد الثورة الجنوبية حسن احمد باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي الذي لعبه ويلعبه في توحيد الصف الجنوبي على هدف التحرير والاستقلال.
واعتبر راشد هذا الاجتماع الرسمي الهام تاريخيا بالنسبة لأبناء الجنوب في وضع قضية الجنوب على الطاولة الخليجية بأفقها السياسي الواضح غير الملتبس مؤكدا أن أبناء الجنوب اليوم متوحدون أكثر من أي وقت مضى ومصممون على استعادة وطنهم بأسرع وقت ممكن.
 وكانت القيادات الجنوبية المشاركة في اجتماع الرياض أمس قد قدمت رسالة لأمين عام مجلس التعاون، أوضحت فيها بأنه ليس خافياً أن القضية الجنوبية قضية شعب وهوية ووطن وليست سياسية داخلية أو مطلبية يمكن حلها بطريقة إجرائية في إطار الأزمة اليمنية في صنعاء.
وأعربوا عن أملهم في أن يخرج من اللقاء بما يضع الجميع على عتبة الاستقرار والأمان في هذه المنطقة الحيوية من العالم التي نشترك جميعاً في مهمة تأمينها من أجل التنمية والسلام والحياة الحرة الكريمة.
وفي الرسالة التي حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منها- أعربت القيادات الجنوبية الحاضرة الاجتماع عن ثقتها ثقة بأن الأخوة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية سيتعاملون مع القضية الجنوبية بإيجابية,، مؤكدين على عدد من النقاط التي وصفتها الرسالة بالأساسية في جانبها العملي، بغية الإسهام في الوصول إلى الحل الذي يستجيب بإرادة شعب الجنوب العربي التواق إلى التحرير والاستقلال، ومن هذه النقاط: " أن الشعب الجنوبي العربي يقدر تقديرا عالياً مبادرتكم بنزع فتيل الأزمة في صنعاء بين فرقاء النظام السياسي هناك، وأن شعب الجنوب العربي يتطلع من أشقائهم في دول مجلس التعاون الخليجي العربي إلى مبادرة تخص قضيتهم الجنوبية لخصوصياتها وحساسيتها وتعقيداتها ولخطورة عدم حلها بما يلبي تطلعات شعبنا الجنوبي المعبر عنه في رسالته في احتفالية الثلاثين من نوفمبر 2012، كما أكدت النقاط بأنهم ينتهزون هذه الفرصة للإشارة إلى أنهم على أتم الاستعداد للعمل على إنجاح مؤتمر جنوبي _ جنوبي قادم تساهم دول مجلس التعاون الخليج بالدور الرئيسي في رعايته, ويعمل على الوصول إلى توافق جنوبي في الرؤى ومنها التأكيد على النظام القادم في الجنوب يقوم على أساس دولة فدرالية تراعى فيه خصوصيات كل المحافظات الجنوبية الست وفقاً للمعايير الدولية.
وذيلت الرسالة بأسماء القيادات الجنوبية المشاركة في الاجتماع.