كشفت صحيفة يمنية تفاصيل أول تمرد عسكري على قائد عينه الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي منذ توليه السلطة في فبراير العام الماضي. وقالت ان جنود من اللواء 29 ميكا (العمالقة)، المرابط في حرف سفيان بمحافظة عمران، وهو وأحد من أهم ألوية الجيش اليمني، قاموا يوم امس بطرد قائد اللواء العميد الركن حفظ الله أحمد السدمي،من معسكر اللواء.في أول تمرد عسكري على قيادات هادي.
وقالت صحيفة "المصدر"اليومية" أن مئات من جنود اللواء الواقع ضمن محور سفيان العسكري «انتفضوا» على قائدهم العميد حفظ الله السدمي الذي عينه الرئيس عبدربه منصور هادي في منصبه هذا في ابريل الماضي، خلفاً للواء الركن علي بن علي الجائفي، الذي انتقل بقرار جمهوري لقيادة المنطقة العسكرية الشرقية.
ونقلت الصحيفة المقربة من حزب الاصلاح الاسلامي عن مصادر داخل اللواء قولها:" ان جنوداً وضباطاً من اللواء احتجوا ظهر أمس ورددوا هتافات «ارحل ارحل»، كما أطلقوا أعيرة نارية بكثافة في الهواء تعبيراً عن ابتهاجهم بعد خروج العميد السدمي من مقر قيادة اللواء في الجبل الأسود".في حين أكدت على لسان مسؤول في اللجنة العسكرية قوله إن الرئيس أمر بتشكيل لجنة عسكرية من اللجنة ووزارة الدفاع، وانه تم بالفعل تشكيلها لمعالجة القضية في هذا اللواء العسكري.
وأضافت ان السدمي التجأ إلى كتيبة المدرعات التابعة للواء والتي تتموضع على مسافة نحو كيلومترين من مقر القيادة، إلا ان موجة الغضب لحقته الى هناك، مضيفة أن جنوداً اقتحموا المكان وأطلقوا النار في الهواء ورددوا هتافات مناهضة للقائد الذي احتمى داخل مخبأ صغير يطلق عليه الجنود «دشمة»، ورفض ان يغادر المكان إلا بعد تغيير قادة كتائب اللواء «حيث يعتقد السدمي ضلوعهم في الانتفاضة ضده، أو بسبب فسادهم ثار الأفراد عليه». حسب مصادر الصحيفة.
وأشارت إلى ان السدمي بقي محاصراً داخل «الدشمة» رافضا المغادرة حتى ساعة متأخرة من عصر أمس، وتم اخراجه بتدخلات عليا من قائد محور سفيان العميد حميد القشيبي وتواصلات وزارة الدفاع هاتفياً، أفضت الى وعود بتغيير القائد وبتغيير قادة جدد للكتائب.
ونفت مصادر عسكرية من داخل اللواء - حسب الصحيفة- نشوب أية اشتباكات بين «الأفراد المنتفضين ضد القائد أو الداعمين له».
ونقلت عن أحد المصادر الذي فضل عدم ذكر اسمه القول «كان هناك ناس واقفين (مؤيدين) مع القائد لكن التحقوا بالانتفاضة في الأخير عندما كبرت وتعاظمت الأمور، لم يشتبك الجنود ببعضهم البعض أبدا لأن هناك أناس عُقّال داخل الضباط والجنود وبالنهاية هم زملاء، لا أحد يجرؤ على قتل زميله».
لكن المصدر ذاته أكد سقوط قتيلين وجريح من أفراد اللواء «أثناء حالة الارباك التي سادت لحظة اندلاع الانتفاضة، لكن ليس بالرصاص وإنما بحادث اصطدام سيارة عسكرية مسرعة بهنجر كبير بقوة، ما أدى الى مقتل سائق الطقم والجندي الذي كان الى جواره وجرح جندي ثالث».
وقالت الصحيفة اليمنية في عددها الصادر اليوم الخميس، ان العميد حميد القشيبي قائد اللواء 310، وهو أيضاً قائد محور سفيان، وصل إلى مقر قيادة لواء العمالقة، اللواء 29 ميكا مساء أمس آتيا من عمران، وتمكن من دخول مقر قيادة اللواء.
ووفقا لصحيفة «المصدر»، يتألف محور سفيان العسكري من أربعة ألوية عسكرية أكبرها اللواء 29 ميكا (العمالقة). وكان العميد حفظ الله السدمي، نائبا لقائد المحور القشيبي، ويقود لواء العمالقة الذي يملك عتاداً عسكرياً ضخماً منتشرة في تباب وجبال ومواقع في حرف سفيان، ومركزه: في الجبل الأسود الذي يعد أحد اهم موقع يشرف على طريق صعدة عمران.
ونقلت الصحيفة اليومية معلومات أولية عن اسباب التمرد، وقالت ان جنديا بدأ بإعلان التمرد في وجه القائد السدمي «بعد أن رفض إعفاءه من ثمن بندقية كان باعها الجندي أيام الجايفي، وهي عهدة لديه، وأن القائد السابق أعفاه خطيا من ثمنها نظرا لظروف، لكن القائد الجديد (السدمي) رفض تنفيذ أمر الجايفي، وأصر على ان يسدد الجندي نصف القيمة ويعفى من النصف الآخر فقط، وأن الجندي الذي حاول مرارا لدى السدمي، التجأ الى زملائه، الذين يشكون من أوضاع معيشية تردت وتدهورت بعد ذهاب الجايفي، فانتفضوا الواحد تلو الآخر وتضامنوا مع زميلهم فتحولت المطالب الحقوقية الى انتفاضة تطورت الى طرد لقائد اللواء ومحاصرته قرابة 5 ساعات داخل إحدى الغرف».
وحسب الصحيفة فان قائد محور سفيان العميد حميد القشيبي عقد اجتماعاً مطولاً داخل قيادة اللواء ضم قادة الكتائب، وحضره أركان اللواء ورئيس العمليات، وأن الأوضاع أخذت تهدأ شيئاً فشيئاً، لكن الأجواء داخل اللواء لا تزال متوترة «واذا لم يتمكن قائد المحور من التوصل الى حل يرضي الأفراد ويعيد الوضع الى ما كان عليه فإن لجنة عسكرية قد تصل من صنعاء»، ولم يستبعد مصدر داخل اللواء أن تلجأ وزارة الدفاع الى العميد علي بن علي الجائفي «ترسله الى هذا اللواء لحل المشكلة معهم».