حزين يا هدى يعتصر فؤادي , حزن يحتوي بشكل مفرط في تفاصيل وجداني , انه الحزن الذي يقتل كل ينابيع السعادة دائما , حزن يكسر قوتي في تلاقي ضربات اخرى من القادم المجهول لاكتشف كم انا ضحل في احلامي وبأس في طموحاتي وصغير حتى فيما اقدمه لكي.
هدى .. مرت 28 عام من عمري وأنا لازلت ابحث عن تفاصيل اخرى تبعثني إليك لعل قربك يجعلني اكثر قوة وأكثر انتماء اليك , وبعد عن الحزن المخيم على حياتي بدون اعرف اني خسرتك كخسارة تاجر لتجارته في عندما غضب منه البحر يوما ليغرف سفنه ليجعل يعود الى ألبداية , انا كذلك ابتعدت عن شوطيك وأضعت اشرعتي , تلك الاخفاقات جعلتني اعود الى البداية , اه لو تعرفي كل البداية دائما صعبة , وصعبة جدا حد الارهاق والإعياء .
اشعر بالذنب لأجلك كلما اشحت وجهي عن هموما الى السماء الزرقاء , يخمر في عيوني ملامح وجهك الملائكي الصغير وأنتي تتوحشين البنفسج , وتسيرين بحذاء بنفسجي اهديته لك في غمرة الحب الجاف الذي جرفني اثرك بعيدا عن كل شي حتى عن ذاتي ليجعل تشتتي اكثر مما يحتمل عاشق... خذلتك و كان باستطاعتي ان احبك اكثر.
هدى ... كنت اشعر بالملل ان اكتب لك وأنتي تبعثين لي رسائل الكترونية تتصف بالكثير من الدبلوماسية , لكنها عنيفة بعاطفتك , تبعثينها كالعادة بعيد عن عيون محبيك الجدد , مللت وأنا اتفحص في جهازي الجوال وجهك الحالم , هل تتذكرين عندما اخطفت من ابتسامتك ضوئها لتلتصق بوجه هاتفي , كان الجو غائم وتنتظر شوارع المدينة الباردة سقوط المطر.
عام مضى منذ ذلك اليوم , كان اخر لقاء لنا , وجهك كان هديتي في عيد ميلادي , هذا العام مر عيد ميلادي بدون صخب او انتباه مني , كنت وحيد انتظر وجهك , كنت انتظرك مثل العام السابق , انتظرتك وكنت اثق بقدومك , لكني هذه المرة سأنتظرك عمراً أخر لنلتقي.
لا اعرف هل هو غرور حل بي ام غرام طفل يتعلق بثياب امة , في لحظة انهاكها بالعمل , كنت ذلك الطفل لكني لم اتشبث بك , بل جعلني القدر اكون اكثر اصرر ان احل امري من عيونك , وأحلامنا معاً , اه كم يقتلني ان اشعر ان الحياة بدونك ستسير وان موتي كذلك لم يجمعني بك , تركتك وأنا في ثورة جنوني بك , وعنفواني الى ملامسة اطراف خصلات شعرك التي تتدلى على وجنتك.
هدى ... سأكون سخيف ان ارسم على اناملك بالألوان التي اعتدنا ان نتبادلها , رسومات الحنان , سأبدأ رسم ذلك الحلم البعيد , بدون ان اعي اني ارسم الحلم بدوني, خسرتك وأنا انظر اليك , بدون ان امد يدي لمساعدتك وأنتي تبتعدين بهدوء ,,,, ما تزال ابتسامتك النقية وأنتي تغيبين بين الظلام تجلدني بألم , الم يشبه الم الموت ذاته.
هدى .. تعبت وأنا ابحث عن ضلك وسط هذا الظلام المحيط بي, ارهقني جدا الدائرة المغلقة التي سجنت بها نفسي في لحظة غروري مني , او قولي خذلاني لذاتي , هدى: كم انا حزين , حزين وأنا اتمتم بالأغاني التي تذكرني بك , وتعيد الى ذاكرتي تلك الحظات التي كنا نسرقها معا من الاقدار , لنغني بصوت منخفض بين ثناء الاوجاع , صدقيني لست حزين ان تركتيني ضائع لتختارين وجهتك الى السماء , لكني حزين اني لم استطع ان اودعك , صدقيني كان قدري بخيلا وساذجا.
لا يوجعني ان كنتي تشقي لك طريق بعيد عن اشواكي , لكنني وصلت الى مراحل عبثية الموتي التي تلاحقني كثيراً , فعلا لست مغرم بك فحسب , لكنك تسكنين وجداني بشكل يخيفني مريض بك ,,, خذلني هاتفي وأنا اسمع صوت لم يكن صوتك , ليشق ذاكرتي خبر رحيلك , خبر اختلط كثيراً بدموع الفراق , فرحليك صادف عيد ميلادي , سخرية الاقدار ياهدى.
هدى : من الان سيجعلني اردد بعده اغاني كاظم وآصاله , واخفي في عطرة رائحة انكساراتي , من سيعلمني الحب بدروس اقل تكلفه , من بعد رحيلك.... انا لا اعرف ان كان القدر يرحمنا من نار بعضنا ام جعلنا نتقاسم تغسيل العاطفة بعاطفة اكثر نفاذا الى انوف الاخرين , ليحشرون انفسهم في عالمنا الصغير والخصب بتلك النمانم الفسفورية والألوان المخملية... هدى انا هنا , لا بحث سوا عن العذبات التي اشتقت لها , وأنا بين يديك , عذابات عاشق مذبوح بصمت مريب , ما زال يعاني من اخفاقاته.