بيــان
حول
المفاوضـات المباشرة
بين
السلطة الفلسطينيـة والكيـان الصهيونـي
إن إقدام حكومة نتنياهو على عدم التجديد لقرار الوقف الجزئي للاستيطان في
الضفة الغربية، ما كان ليحصل مع
الأزمة العالمية التي تعانيها، ومع كل ما ستواجهه من عزلة دولية بسببه؛ لولا تأكدها
من أن إدارة أوباما ستأتي لاسترضائها بالمزيد من التسليح والمكاسب السياسية،
بالإضافة إلى أملها في تراجعات جديدة ستقدمها لها كل من سلطة رام الله ولجنة
المتابعة العربية، تحت حجة دعم أوباما وإعطاء "فرصة أخيرة" جديدة
للمفاوضات.
من هنا فإن ما يجري الآن من حراك سياسي أميركي، إنّما يتمثل في استمرار
المفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بشروط أفضل لاستمرار الاستيطان في الضفة الغربية
وليس في القدس فقط.
وبهذا تكون القضية الفلسطينية قد مسّخت، حين أصبح مطلب المفاوض الفلسطيني
ولجنة المتابعة العربية هو الوقف الجزئي للاستيطان، مقابل إطلاق المفاوضات
المباشرة برعاية أميركية، وهي مفاوضات تصفوية للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب
الفلسطيني تحت عنوان "حل الدولتين". هذا الحل الذي يكرس اغتصاب الكيان
الصهيوني ل 78% من أرض فلسطين، ويعترف بدولته غير الشرعية، ويحوِّل قضية اللاجئين
من قضية حق عودة إلى قضية توطين وتعويض، فضلاً عن تهويد القدس وما سيستتبع من
الضفة الغربية والجوار والتفاوض حتى على باقي الأرض التي يلتهمها الاستيطان، وما
سيفرض من اتفاقات أمنية وشروط على الدول العربية.
إن مؤتمراتنا الثلاثة، المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي
ومؤتمر الأحزاب العربية، إذ تؤكد على معارضتها الحاسمة للمفاوضات مع حكومات الكيان
الصهيوني من حيث أتت - تشدد على رفضها لأي تطبيع أو صلح أو معاهدة معها، أو اعتراف
بها. وتدعو السلطة الفلسطينية والدول العربية إلى التخلي التام عن إستراتجية
المفاوضات التي ألحقت الأضرار الفادحة بالقضية الفلسطينية وبالوضعين العربي
والفلسطيني، وتحمّل السلطة والدول العربية مسؤولية اختزال القضية الفلسطينية في
تجميد الاستيطان بما يعنيه من تَخَلٍّ عن الحق العربي الفلسطيني. وكذلك تطالب السلطة والنظام العربي بالوقوف مع
الشعب الفلسطيني وجماهير الأمة التي ترفض المفاوضات العبثية، وتطالبها بالعودة إلى
استرتيجية المقاومة والمقاطعة والانتفاضة في ظل الاستمساك بالثوابت المقررة
بميثاقي منظمة التحرير الفلسطينية لعامي 1964 و 1968.
هذا هو الأساس القادر على توحيد الشعب الفلسطيني وتعبئة الأمة العربية
والإسلامية وكل أحرار العالم ضد الكيان الصهيوني العنصري وعزله وشلِّه. بل وفرض
التراجعات عليه، بلا قيد أو شرط، كما حدث في انسحابه من جنوب لبنان وقطاع غزة،
والعزلة الدولية المتصاعدة التي يعانيها.
إن مؤتمراتنا الثلاثة تدعو مجلس الجامعة العربية إلى سحب ما يسمى بمبادرة
السلام العربية، وحلّ لجنة المتابعة، والتوقف عن مسلسل التراجعات، وفقدان الهيبة
العربية؛ وذلك مقابل عدو يستعد للحرب يومياً، ويصّر على تهويد القدس وفلسطين
بالكامل، عبر ما يسمى يهودية الدولة والاستمرار في الاستيلاء على الأرض والمنازل
وطرد المواطنين وإقامة المستوطنات. وقد راحت إدارة أوباما تسانده في ذلك وتعزز
قدراته العسكرية، وكذلك أعلنت تأييده
لانتزاع الاعتراف الفلسطيني- العربي بيهودية الدولة، أي اعتبارها من حق
اليهود فقط. وهي جريمة كبرى تتوج ما ارتكب من جرائم بحق فلسطين وقضيتها وشعبها.
التاريخ:4-10-2010
عبد القادر غوقة
الأمين العام المنسق
العام الأمين العام
للمؤتمر القومي العربي للمؤتمر القومي الإسلامي للمؤتمر العام للأحزاب العربية