أولاً: مقدمة عن مدينة حلب الأقدم في التاريخ : حلب: من أقدم مدن العالم إن لم تكن أقدمها فعلاً، لا زالت قائمة مستمرة إلى الآن, حلب احدى رموز الحضارة العربية و الإنسانية, سجلت لدى اليونسكو كأقدم مدينة للتراث الإنساني العالمي في عام 1986م. حلب الشهباء واحدة من المدن الفريدة التي تجمع التراث والمعاصرة معاً. حلب صخرة ملساء شهباء توحي بالصلابة, في داخلها يتفجر الإبداع, انفتاح على العالم كان سببا في يقظة مستمرة و تقدم دائم للبحث و الاجتهاد و الإبداع. شوارعها العتيقة و أسواقها القديمة مفعمة برائحة الصندل و البخور و التوابل. أنى تلفت و حيثما سرت في حاراتها الشعبية, و في أسواقها القديمة, و حول قلعتها الشامخة تتنفس عبق التاريخ. محافظة حلب ليست مجرد متحف في الهواء الطلق فقط و لكنها أيضا تتمتع بطبيعة خلابة و متنوعة من السهول و الغابات على شواطئ الفرات إلى الجبال المتاخمة للحدود السورية التركية . تعتبر محافظة حلب من أقدم المناطق التي استوطنها الإنسان, وهذا ما أكدته التنقيبات التي أجريت وما زالت تجري في التلال الأثرية الكثيرة والمتوزعة في هذه المحافظة الخالدة, وتقدم لنا آثار تل المريبط نموذجاً لمستوطنة زراعية تعود للألف التاسع قبل الميلاد . تقع محافظة حلب في شمال سورية مجاورة للحدود السورية التركية. تبلغ مساحة محافظة حلب (18500 ) كم2 أي ما يقارب 10% من مساحة سورية، وكان لموقعها عقدة مواصلات بين العراق والبحر، وبين تركيا وباقي المناطق السورية وهي غنية بزراعتها تضم أكبر عدد من القرى 143. قرية ويعد نهر الفرات المصدر الريئسي الذي يغذي المحافظة بمياه الشرب والري. عدد سكان محافظة حلب يزيد على أربعة مليون نسمة. فصولها الأربعة متمايزة تتراوح فيما بين 3 مº شتاءً و 35 مº صيفاً. أهم أنهار المحافظة نهر الفرات – نهرعفرين – نهرالساجور - نهر قويق . وأهم المحاصيل الزراعية فيها (القطن الزيتون – القمح – الفستق الحلبي ). أهم البحيرات الطبيعية بحيرة الجبول الملحية , بحيرة 17 نيسان على نهر عفرين تقع مدينة حلب على خط الطول 12 .36 وخط العرض 93 .37 وترتفع عن سطح البحر 379 متراً،وتبعد عن العاصمة دمشق 350 كم. تمتاز محافظة حلب بثروتها الأثرية الواسعة، فبالإضافة للآثار المعمارية في مدينة حلب فإن عدد كبير من التلال الأثرية التي نقب عنها أم أنها مازالت تنتظر دورها بالتنقيب، منتشرة في أنحاء المحافظة، وبخاصة في جبل سمعان وسهول حلب، وتعود هذه الآثار الى العصور الحثيّة والرومانية والبيزنطية والإسلامية. |
• اسم حلب في التاريخ : ورد ذكر حلب في رقم مملكة إيبلا باسم ( أرمان ) , كما ورد اسمها / حلب / في رقم ماري (1750 ق . م ) عاصمة لمملكة ( يمحاض ) , وقيل بأن كلمة حلب تعني في اللغة العمورية معادن الحديد والنحاس, أما في الآرامية فاسم حلب محرف من ( حلب ) والتي تعني البياض نسبة إلى بياض تربتها هذه الحروف الثلاثة المشعة أبد الدهر(حلب ) ظلت الأساس وبقي اسم حلب خالداً. • حلب تاريخ موغل في القدم : سكنها إنسان العصر الحجري القديم (حي المغاير في منطقة الكلاسة), ومرت بها حضارات العالم القديم ، وفي بدايات الألف الثاني قبل الميلاد كانت عاصمة مملكة ( يمحاض ) العمورية, وورد ذكرها في ألواح إيبلا وماري وأوغاريت, واحتلها الحثيون وأسموها ( حلبا ), وحكمها الميتانيون ومر بها الفراعنة والآراميون ومن بعدهم الآشوريون ثم الكلدانيون والبابليون, وغزاها الفرس الإخمينيون فأصبحت ضمن إمبراطوريتهم, ثم فتحها الاسكندر المقدوني عام 333 ق .م لتبدأ فيها الحضارة الهلنستية, ثم خضعت من بعده للسلوقيين وأصبح اسمها ( بيرو يا ), ثم احتلها الرومان عام 64 قبل الميلاد وعاود الفرس الساسانيون احتلالها ثانيةً عام 540 م فخربوها وأحرقوها ولم يتمكنوا من احتلال قلعتها, وبعدها احتلها البيزنطيون وعاود الفرس احتلالها مرةً أخرى, وفي عام 637م دخلها العرب المسلمون سلماً من باب أنطاكية بقيادة أبي عبيدة بن الجراح، وقد سمح العرب المسلمون لحامية المدينة من جند الروم البيزنطيين مغادرة حلب بسلام, وقد ازدهرت في عهد الأمويين ومن بعدهم العباسيين والطولونيين والإخشيديين, وأصبحت عاصمة للحمدانيين في القرن العاشر للميلاد (حكمها سيف الدولة الحمداني )، ثم عاود البيزنطيون احتلالها مرةً أخرى ثم انتقلت إلى حكم الفاطميين وبني مرداس من بعدهم, فالسلاجقة ,حاصرها الصليبيون ولم يستطيعوا دخولها فبقوا خارج أسوارها فدمرواالقرى حولها واحرقوها وعاثوا فيها فساداً, وفي عام 1128 م استولى عليها الزنكيون ومن بعدهم الأيوبيون, حيث صارت في عام 1183م إلى حكم السلطان صلاح الدين الأيوبي الذي ولى عليها ابنه الظاهر غازي, وفي عام 1260 م غزاها المغول بقيادة هولاكو, ثم حررها المماليك ثم حاصرها التتار واستولى عليها تيمورلانك عام 1400م ونهبها, ثم حررها المماليك مرة أخرى, وفي عام 1516م, دخلها العثمانيون بعد هزيمة قانصوه الغوري سلطان المماليك في معركة مرج دابق الشهيرة, كما أصيبت بزلزال مدمر عام 1822م, في عام 1832م دخلها إبراهيم باشا بن محمد علي باشا حاكم مصرثم انسحب منها عام1840م, ثم حررتها الثورة العربية الكبرى عام 1918م, ثم دخلها الفرنسيون عام 1920 م, وفي عام 1946م تم جلاء الفرنسيين عنها. |
• جغرافية حلب: بنيت حلب على أرض زراعية يخترقها نهر قويق الذي ينبع من مدينة عنتاب حالياً وبعد أن تحول مجراه أصبح يتغذى من بعض الينابيع ومجاري السيول .وتتميز حلب بوجــود طبيعة متنوعة :حيث تتركز فيها الجبال في المناطق الغربية والشــمالية الغربية والسهول في مناطقها الشرقية والشمالية الشرقية والجنوبية . وإن كثرة الجبال أكسبت محافظة حلب شهرتها بأحجارها الكلسية والبازلتية . وتحوي محافظة حلب على بعض الأنهار والبحيرات والسدود واهمها كالتالي : أهم الأنهار : نهر قويق : طوله /98/ كم ضمن الأراضي السورية ويصب في سهول حلب الجنوبية ( منطقة المضخ ) ويتغذى من مياه السيول وبعض الينابيع الموسمية . نهر عفرين : طوله في الأراضي السورية بحدود /68/ كم ومعدل تصريفه : 1.3م3 / ثانية . نهر الساجور : نهر موسمي طوله ضمن الأراضي السورية بحدود /48/ كم يصب في نهر الفرات مخترقاً منطقة جرابلس . نهر الفرات : يمر ضمن محافظة حلب من جرابلس وحتى مسكنة حيث يفصل بين منطقتي منبج وجرابلس من جـــــهة وعين العرب من جهة ثانية ، ويبلغ طوله /2880/ كم منها : /680/ كم ضمن الأراضي السورية ، معدل تصريفه /825/ م2 في الثانية ، وقد أقيمت عليه بحيرة الأسد بمساحة : /674/ كم2 وثلاث سدود هي : سد البعث - سد الفرات – وسد تشرين ، والأخير يقع ضمن محافظة حلب . أهم السدود والبحيرات : - سد تشرين - سد الشهباء - سد راجو - سد أم جلود - سد /17/ نيسان على نهر عفرين - بحيرة الجبول أهم الينابيع : - نبع الباسوطة (عفرين ) - نبع أبو قلقل ( منبج ) - نبع حيلان ( سمعان ) - أهم الجبال في المحافظة : - جبل عفرين - جبل سمعان - جبل الحص ـ اما باقي أراضي المحافظة فهي سهلية تشكل أغلبها أراضي بعلية تربتها : 35 % أراضي صفراء و23 % أراضي سمراء و23 % أراضي جبسية و10% أراضي حمراء والباقي أراضي مختلفة . • الزراعة : تشتهر محافظة حلب بزراعة الحبوب والقطن والشوندر السكري والفستق الحلبي والزيتون . و من أهم ما يلاحظ في محافـظة حلب هو الكـثافة السكانية التي تتركز في الجهتين الشمالية والغربية منها : ( منطقة سمعان الغربية – عفرين – اعزاز ) . وهذه المناطق تتميز بشهرتها بزراعة الزيتون والحبوب والخضروات وتكثر فيها الأمطار الموسـمية نسبياً بينما تقل الكثافة السكانية في المناطق الشرقية والشمالية الشـرقية التي تشتهر بزراعتها البعلية وخاصة الحبوب بينما أصــبحت المناطـــق الجنوبية والشرقية ونتيجة مشاريع الري التي نــفذت فــيها تشتهر بزراعة القطن والشوندر السكري والذره .
|
• حلب في عيون من زارها : أحب حلب وهام بها كل من زارها وتعرف إليها. إذ استطاعت حلب الشهباء أن تحتضن أبرز مفكري العالم, واستجم فيها أرسطو, كما وردت في شعر شكسبير مرتين ذكرها دانتي في الكوميديا الإلهية, كما حظيت حلب بإعجاب الرحالة والباحثين الغربيين الذين زاروها أو أقاموا فيها منذ القرن السادس عشر للميلاد حتى القرن العشرين . فقد ألف عنها الطبيب الألماني بيشوف كتاباً باللغة العربية عنوانه ( تحف الأنباء في تاريخ حلب الشهباء ), وصفها الشاعر الفرنسي لامرتين الذي سكن فيها عام 1830 م بأنها أثينا الآسيوية , وله قصيدة يصف فيها فتاة حلبية تدخن النرجيلة بجانب بركة الدار . أما المستشرق الفرنسي ( جان سوفاجيه ) الذي زار حلب وألف عنها كتاباً اسمه (الآثار الإسلامية والتاريخية في حلب ) ,كما يذكر أن الكاتبة البريطانية المعروفة (أغاثا كريستي ) كتبت قصتها ا لشهيرة ( جريمة في قطار الشرق السريع ) وهي تجلس على شرفة غرفتها في فندق بارون بحلب . ووصفها قنصل البندقية في حلب ( داندولو) عام 1599م بقوله ( حلب الهند الصغيرة بخاناتها الواسعة وتجارها الأغنياء ومبانيها الجميلة ), كما ألف عنها الأخوان الطبيبان ( الكسندر وباتريك راسل ) كتاباً يسمى تاريخ حلب الطبيعي في القرن الثامن عشر وذلك عندما أقاما فيها في الفترة ( 1734 -1756 ) م. وورد ذكر حلب في أغلب كتب الرحالة الغربيين الذين زاروها و أعجبوا بها. مثل الرحالة الفرنسي فولني في القرن الثامن عشر والرحالة الإنكليزي رامبلز . |
• حلب من أقدم مراكز سك النقود : يذكر المؤرخون أن دورها بدأ كمركز لسك النقود في عهد السلوقيين واستمر كذلك في العهود الإسلامية المتلاحقة حيث اشتهرت في سك النقود الفضية ويوجد في متحفي دمشق وحلب وغيرها مجموعات من النقود المسكوكة في حلب. • منشآت المبيت: (أين تقيم ) تضم حلب فنادق ومطاعم كثيرة من كافة الدرجات, بحيث تلبي حاجات مختلف شرائح السائحين, وتقوم بعض هذه الفنادق بتقديم أنشطة مختلفة ومتنوعة ثقافيا وفنيا كما تقدم أشهى المأكولات الحلبية والسورية والأجنبية، كما يمكن للسائح الإقامة بإحدى الدور الحلبية التراثية المفروشة, والتي تم تحويلها إلى فنادق صغيرة وبهذا يتعرف السائح على الفن المعماري الحلبي ويشعر بمدى الراحة والهدوء. |