أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

"جيرالـد".. القافـز فوقنـا..!

- عاصم السادة


 اذا لم يكن هناك موقف وطني تحدده القيادة السياسية تجاه التدخل الذي يتعمد ممارسته السفير الامريكي "جيرالد" في شؤون البلد فان الامر سيكون له ابعاد كبيره وخطيره قد تصل الى التدخل في شؤون البيوت اليمنية خاصة وانه بدأ الآن يفرض تدخله في مسائل حزبية داخلية ليست من اختصاصه كدبلوماسي يمثل سفاره اجنبية فقط وليس اليمنيين برمتهم حيث صار يتصرف ويتحدث وكأنه امين عام حزب سياسي في اليمن..!
 والمثير للاستغراب هو اهتزاز رؤوس السياسيين المستمر امام  حديث "جيرالد" مبدين مسبقاً موافقتهم لما سيلقيه عليهم وتبعيتهم له كيفما كان الامر بعكس ما تقف تلك الرؤوس اهتزازاً امام خطاب رئيس الجمهورية..!!
 اليوم الشيخ "جيرالد" اصبح شريك في العملية السياسية بل ومؤثر على الاطراف اليمنية سياسياً وقبلياً وعسكرياً فلكل بات يعتمد عليه في فك العقد بيننا وهذا لأننا سلمناه المربط ليقودنا كيفما يشاء هو لا كما نشاء نحن..!
 صحيح انه طرف خارجي اُستعين به في بادئ الازمة لكي يساعد في تهدئة الوضع حتى لا ينفجر آنذاك لفترة زمنية معينة لكن ان يستمر في حشر انفه في كل صغيره وكبيره حتى في حركتنا وقيامنا وقعودنا فهذا ما لا يرضاه الجميع ..!
 وهنا اتحدى القيادات الحزبية في البلد بأمنائها العموم ورؤساء دوائرها وتنظيماتها السياسية ان تعترض وترفض لأمر واحد من اوامر "جيرالد" او قد فعلت ذلك من قبل ان لم يكن عكس ذلك..؟!
 اليوم اصبح "جيرالد" مهامه لا يقل عن قائد محور عسكري يدير الحرب على عناصر تنظيم القاعدة ويتحكم بقرار دخول الطيارات بدون طيار لقصف الارهابيين وكذا المدنيين هكذا بينما تتجاهل الحكومة اليمنية شيء كهذا بل تتجرأ وتقول انها لا تدري بشيء..!
 وما يبدو ان الجميع ولاسيما السياسيين ينظرون الى تمادي السفير الامريكي في خصوصيات كثيرة لدينا وكأنه لا يعنيهم ذلك في حين تذهب الى ما هو بعيد عنها وتثير ضجة في تدخل ايران في شؤون البلد وبالتالي فان التدخل بحد ذاته لأي طرف خارجي في شؤون اليمن مرفوض بشتى صوره

Total time: 0.0703