أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

عزيزتي توكل "شجن " تبحث عنكِ في المسلسلات التركية

- معاذ راجح

نظرت إليها باستغراب وتعجبت من أمرها وحالها وعظمت دهشتي عندما علمت انها  تشاهد مسلسل وادي الذئاب وتتردد بين الفينة والأخرى على نفس المكان ، إنها "شجن" طفلة في السابعة من عمرها جذبت انتباهي  ذات يوم في احدى مقاهي الإنترنت  بشارع الدائري بالعاصمة صنعاء  .

حكيت استغرابي لأحد زملائي والذي بدوره حكا لي فصولاً من قصتها ، فهو يعرفها وشاهدها وتحدث معها أكثر من مرة ويعرف والدها ؛أخبرني بالذكاء والفطنة  المقيدة بالحالة المادية وعسر اليد ما جعلها لا ترتاد المدرسة وتبحث عن صدقات الناس ومخلفاتهم البلاستيكية  .

"شجن" نموذجاً مصغر لمهجري الجعاشن ، تلك القضية العادلة التي اقترن ذكرها مع اسم توكل عبد السلام منذ مطلع العام 2004 ....و لا زلت أتذكر اخبار التظاهرات في واجهة الصحف وصور المحتجين وهم يحملون لافتات ملونة تتوسطهم امرأة بألف رجل أسمها توكل ..إلا ان توكل اليوم هي نفسها توكل الأمس مع مسئوليات اكبر واوسع ، تتجاوز سفرياتها رئيس الجمهورية ووزير الخارجية ،و افتتحت مؤخراُ مركز توكل كرمان للديمقراطية والسلام العالمي بجامعة اسطنبول .

         
أنها توكل الحائزة على جائزة نوبل ؛ لديها مركز اعلامي وموظفين بالعشرات ، وشباب ثورة يدينون لها بالولاء يستلمون رواتب من مجلسها المسمى اعتباطاً "مجلس شباب الثورة " ومستعدين أن يقاتلوا من أجل اسمها النبيل ،وحدهم ابناء الجعاشن الذين بنت امبراطوريتها على أوجاعهم وظهرت للناس كزعيمة للحقوق والحريات على صراخهم ، وحدهم من يغيبون عن سفرياتها المكوكية وعن انسانيتها ورسالتها العالمية للسلام  .

الجعاشن "12 "أسرة تعيش في شقتين بمعدل أسرة في كل غرفة تحاصرهم نائبات متنفذ بغيض ، وامرأة رافقتهم الى منتصف الطريق وغادرت جوا وبرا وبحرا الى افخم فنادق العالم بينما يحاصرون في معقل الفقر والفاقة  ، مرميون ، مثخنون بالخيبة من شريكة خيمتهم وقائدتهم التي اضحى لها اهتمامات تتعدى الحكومات وزعامات الدول.

قد تكون اشغالك واعمالك وواجباتك كثيرة سيدتي الكريمة إلا ان اهل الجعاشن ينظرون اليك بنظرة الأمل الذي لم ينقطع ، فتداركي الفرصة وتبني القضية من جديد ، فكم من رضيع منهم ينتظر علبة نيدو يا صاحبة السمو ونوبل .

عبارتي هذه التي اكتبها ليس تجنياً او تشكيك في دور سيدة الثورة الأولى فأنا كغيري من شباب الثورة نكن لها الكثير من الاحترام ونحفظ لها تلك المواقف البطولية،  وقوت الجأش الذي تزعمت به بركان غضبنا الثوري وقادة المظاهرات في وقت خفت صوت الاحزاب وصمت الرجال بلا كلم  ، لتحظر توكل ويحضر التغيير معها  .


أي توكل ،  انه حرقة تنبعث من أبن او أخاً اصغر  يتمنى أن تصل كلماته اليك وأنت اهلاً لذلك ، "شجن "طفلة جعشنية تعاني من عسر اليد ،  تحلم بالدراسة كقريناتها من الفتيات ، إلا ان رحلت البحث عن الحياة بالنسبة لها اضحى اشد صعوبة من ذي قبل .

"شجن" في مقتبل عمرها تبحث عن الأمل ..عن  "توكل كرمان " ..عن صانعة السلام ؛.اعلم انك ستقولين لست أنا الحكومة ، لكن انتي لهم حكومة وقائد فلا تتخلي عن سفينة عبورك للعالم ولا تخذلي "شجن" التي تبحث عنك في المسلسلات التركية .

 

من حق "شجن " ، سيدتي أن تحلم بتركيا وان تتاح لها الفرصة  ، وبمقتضى الحال أنتِ في مكان من المسئولية التي تحتم عليك واجباً وليس فضلاً  ،، أن تكملي ما بداتيه وان تشكري الله بأن جعلك رائدة من وراد التغيير وحاملة لرايات السلام  .mthemen@gmail.com

 

Total time: 0.0509