تصدير البن إلى السعودية تكاليفه باهظة وخطة لتسويقه في أمريكا واليابان وأوروبا
الاسم والعراقة والتاريخ هي كل ما تبقى من محصول البن اليمني الذي ذاعت شهرته ووصل صيته إلى كل مكان خلال الفترات الزمنية السابقة قبل أن يتعرض لعملية التعرية والاجتثاث على حساب شجرة خبيثة اسمها القات.
يتحدث مسؤول أمريكي في هذا الصدد أن البن يحكي عادات وتقاليد وتاريخ اليمن وهي تمثل ركائز أساسية لعودته من جديد إلى الواجهة وإيجاد مكان مناسب وبارز له في الأسواق المحلية والخارجية بشكل خاص.
يمكن استعادة الصيت والعودة للمنافسة من خلال تحسين الجودة وهي عملية قد تكون سهله نظرياً لكن تبقى مسألة تحسين الإنتاج قضية صعبة نوعاً ما لأنها مرتبطة بعوامل تمثل تحديا كبيرا ومعضلة مزمنة تواجهها اليمن منذ سنوات والمتعلقة بقضايا شحة المياه وتدهور الأراضي الزراعية وسيطرة القات على مساحة شاسعة منها وكذا غياب الحافز لدى المزارع أو المنتج لتشجيعه على تخصيص أرضه لزراعة مثل هذا المحصول والاعتماد عليه كمصدر رئيسي للدخل.
من المقرر أن تستضيف ولاية بوسطن الأمريكية البن اليمني في مؤتمر عالمي يخصص ركنا بارزا لهذا المنتج اليمني للتعريف به وإيجاد أسواق جديدة لتصديره .
ويؤكد المستشار الزراعي الأمريكي في اليمن السيد مايكل ماكسي في حديث خاص لـ(الثورة) أن الإجراءات تسير بوتيرة عالية لعقد المؤتمر والترتيب لإرسال مجموعة من العاملين في مجال البن في اليمن إلى بوسطن في أمريكا للمشاركة في المؤتمر العالمي لجمعية البن الأمريكية والتي يشارك فيها مندوبون من كل دول العالم ويصل العدد إلى حوالي 8 آلاف مشارك وسيكون هناك ركن لليمن للمشاركة بفعالية في هذا المؤتمر.
ويقول السيد مايكل: في هذا الجناح الخاص باليمن سيكون هناك ممثلون من وزارة الزراعة والري وكذلك وزارة التجارة ومصدري ومنتجي البن اليمني.
ويشير إلى أن الهدف من ذلك يتمثل في توصيل رسالة هامة لوضعية هذا المنتج الهام في اليمن وطريقة تصديره ونوعيته والكمية المنتجة وكذلك جهود وزارة الزراعة من اجل العمل على تحسين النوعية والكمية الصالحة للتصدير.
ويوضح أن الإجراءات متواصلة لعقد المؤتمر في الولايات المتحدة الامريكية وهناك جهات تعمل على التنسيق لعقد هذا المؤتمر مثل الصندوق الاجتماعي للتنمية ومنظمة "الايفاد"
ويقول انه بعد انعقاد المؤتمر سيذهب الوفد اليمني المعني بهذا الأمر إلى العاصمة واشنطن ، وسيتم استضافته وعقد جلسة تعارف ومناقشات مع المعنيين الأمريكيين بهدف توضيح الرؤية الخاصة بالتغيير الذي سيشهده قطاع البن في اليمن .
ويرى أن هذا المؤتمر والاجتماع الذي سيعقبه في واشنطن سيتم من خلاله مناقشة بعض الأمور الهامة مثل نوعية جودة البن اليمني ومشكلة عدم ثباتها واختلافها من وقت لآخر ، لأن هناك شكوكا عند البعض في السوق الأمريكية مثلا حول نوعية البن هل هو يمني أو أثيوبي أو مخلط .
ويضيف : سيعمل الجانبان في الحكومة الأمريكية والحكومة اليمنية لحل هذه الإشكاليات المتعلقة بالنوعية لأنها مهمة جدا وخطوة ضرورية لتحسين نوعية وجودة البن اليمني.
كما سيتم العمل مع التجار العاملين في مجال الاستثمار بالبن اليمني أو مع الراغبين بالاستثمار بهذا المحصول بهدف إزالة المخاطر وزيادة الثقة بمنتج البن اليمني بالأسواق التصديرية وسيكون هناك استثمار كبير في هذا القطاع ولكن خلال الأعوام القليلة القادمة.
ويشير إلى أن الفعالية المتمثلة بهذا المؤتمر خطوة أولية في إطار خطة واسعة يتم العمل على تنفيذها بمراحل متعددة .
تصدير مكلف
ü بحسب أرقام وزارة الزراعة فإن معدل إنتاج البن يصل إلى 20 ألف طن من مساحة زراعية تقدر بحوالي 31 ألف هكتار
ويشدد المستشار الزراعي الأمريكي على أهمية ما تتمتع به اليمن بإنتاج سلعة نادرة من نوعية البن لكنه يذكر أرقاما أخرى لكمية الإنتاج التي يعتبرها قليلة مابين 10 إلى 11 ألف طن في العام.
ويؤكد على أن تصدير البن يواجهه إشكاليات عديدة وخصوصا إلى المملكة العربية السعودية والذي يكلف أثمانا باهظة وهناك جهود ومساع لخلق أسواق جديدة لهذا المنتج اليمني الهام في أمريكا واليابان وإلى أوروبا.
ويضيف : نعمل مع منتجي ومصدري البن للعمل على تحسين إنتاج البن وكذلك محاولة إقامة علاقة ما بين إنتاج البن والأسواق في الولايات المتحدة الأمريكية .
خطة خمسية
تقوم وكالة التنمية الأمريكية عبر برنامج تنمية معيشة المجتمع بتحسين إنتاج البن في 5 مناطق في اليمن ، ويتم العمل مع منظمات خاصة بهدف تحسين جودة إنتاج البن اليمني.
ويقول السيد مايكل انهم يهدفون من ذلك العمل كمنسقين بين المنتجين والمصدرين للبن هنا في اليمن وبين المشترين والمنظمات الأخرى المعنية بالبن لإمكانية حصولهم على نوعية جيدة من البن اليمني وبأسعار مناسبة.
ويرى أن اليمن هي مصدر تجارة البن في العالم ، ومعظم البن في العالم أصله من اليمن واتى من هنا ، والقضية الأساسية التي ينبغي التركيز عليها هي الارتقاء بهذا المنتج وإيصاله إلى جميع أنحاء العالم.
ويؤكد المستشار الزراعي الأمريكي أن إنتاج البن في اليمن يعتبر قليلا ولكنه ذو كفاءة فائقة ونوعية جيدة وهو أيضا يحكي عن عادات وتقاليد وتاريخ اليمن ، ولهذا فإن الهدف العام الذي يسعون لتحقيقه يتمثل بالعمل قدر المستطاع على بيع البن وان يحصل 90 ألف منتج له على أسعار جيدة ومناسبة ، ودعم المصدرين للحصول على بن مضمون بجودة عالية وأسعار تناسب منتجي البن.
ويكشف عن قيام وكالة التنمية الأمريكية بتنفيذ خطة خمسية لتطوير إنتاج البن في اليمن ، والعمل على إبراز أهمية قطاع البن لمستقبل اليمن ، واستغلال هذا المحصول الهام لتحسين القطاع الزراعي ووضعية المزارعين والأمن الغذائي .
وتتضمن الخطة وضع البن كمنافس للقات المنتشر بكثافة في بعض المناطق ، وقد بدأ تنفيذ ذلك في بعض المناطق في حراز بالعمل على استبدال نبتة القات بالبن.
أبحاث
هناك أنواع من البن ليست مصنفة ، وما يتم عمله بحسب السيد مايكل هو القيام بعملية بحث لنوعيات البن والأماكن والمناطق والمناخات المناسبة لزراعة هذه العينات أو الأصناف ، ونسعى لدعم مثل هذه الأبحاث الزراعية الهامة.
أيضا يقوم برنامج خاص تنفذه السفارة ويركز على تبادل الخبرات وإرسال خبراء أمريكيين إلى اليمن لهذا الغرض ، وبعد تحديد الأماكن أو المناطق الصالحة لزراعة البن نهدف للعمل مع جهات مانحة أخرى بهذا الخصوص وكذا مع جمعية البن في اليمن لتحديد المناطق الأفضل لزراعة هذا المحصول.
من أجل تحسين الإنتاج يدعو المسؤول الأمريكي إلى التركيز على ديمومة المياه وفي هذا الاتجاه يتم تنفيذ مشاريع خاصة بتجميع المياه والري الصحيح والحديث والاستفادة من تجربة الصندوق الاجتماعي والعمل معهم في هذا الخصوص ، وبشكل خاص في الأماكن الزراعية المعتمدة على مياه الآبار.
ويقول : نهدف لتوفير مياه دائمة ومستمرة لزراعة وري البن ، صحيح أن المسألة صعبة طبقاً للسيد مايكل لكن يبقى الدافع الرئيسي المؤمل منه أن يشكل تراجع منسوب المياه اختفاء لشجرة القات وانتعاش البن.
ويؤكد أن الحافز للمزارعين قضية هامة ولن تكون إلا من الأسواق نفسها ، لأن عملية تحسين الإنتاج والجودة وإيجاد أسواق مناسبة لتسويق منتج البن سيخلق عائداً مناسباً يحفز المزارعين.
تصدير البن إلى السعودية تكاليفه باهظة وخطة لتسويقه في أمريكا واليابان وأوروبا
اخبار الساعة - محمد راجح
المصدر : الثورة