وداعا أيها الحبيب ( أبي ) فحروفي تبكيك
ياعين ابكي ولاتسأمي****وحق البكاء على السيد
أحبك(أبي)ولكن لست أعلم أي معنى أكتبه أو أي حرف أشكلّه ولكن أراك بمحتواها سوف تدري..
فيا موت زر ان الحياة ذميمة.... ويا نفس جدي ان دهرك هازل
أيها الرجل العظيم ماذا اكتب عنك وماذا أقول وجميع اقلام العالم لو كتبت عنك وبكت أحبارها ما أوفتك ولو الجزء اليسير(العين تدمع والقلب يخشع وإنا لفراقك ياأبتي لمحزونون).
الكل يبكي فراقك الكبير والصغير الشاب والطفل القريب والغريب كل من مسه منك طفرات خير وكرم,كل من انقذته من ديونه كل من مسحت على راسه بحنان ورضا,كل من عرفك عن قرب وكل من سمع عنك مجرد اخبار,كل من حادثك وتحدث عنك ,كل من حنوت عليه بابتساماتك التي يلين لها الصخر القاسي,من صدقها وطيبتها حفرت بروعة اخلاقك ناقوسا للذكرى الطيبة في كل مكان وزمان,اشراقة وجهك الملائكية كانت تعني الكثير من المعاني الطيبة التي يفتقر اليها هذا الزمن الاجوف في ابناءه...
صحبته عند المساء فقال لي....ماذا الصباح وظن ذاك مزاحا
فأجبته اشراق وجهك غرني....حتى تبينت المساء صباحا
كنت لنا جميعا نعم الأب ونعم الأخ ونعم الصديق,كنا نجتمع إليك فننسى الهموم والأحزان فكنت تحوي آلامنا وتبث لنا الخير,تفرح لفرحنا كأنما نحن نحل حول يعسوب نشيط يحب صنع شهد الأمل لأفراد خليته. كونك تمتلك رقة الطبع وحنون تمزق قلبك على أحباءك, شمعة البيت النشيطة التي انطفأت,ثم الرحيل المفاجئ لفلذة كبدك(عصام الحيمي) الذي عقد الألسنة بصمته وطيبته ثم وداعه دون سابق انذار,ثم غياب الطفولة البريئة عن جوارك الى جوار ربك بموت حفيدك(سهيل الحيمي) وبنفس العام وبشكل مفاجئ ومربك للجميع دونما انذار مسبق,ثم وبنفس الاسلوب غادر شرخ الشباب ورقة الطبع وثناء الجميع صاحب الأخلاق الرفيعه رحل (هشام النزيلي) مبكيا لقلوب الناس جميعا برحيله الذي أذهل من حوله,فكنت اصبرنا واجلدنا على المصائب جميعا,تنظر اليها بصمت وفؤادك يقطر دما عليهم تشكو بثك وروعك الى الله مستغربا رحيلهم الصامت والفجائي دون كلمة وداع,شامخا بقوة ايمانك بقضاء الله وقدره واثقا من |ان الدنيا لاتنال الا من العظماء.
قال تعالى(الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا)
كنت بالروح لا بالجسم انسان فمشاعرك وعواطفك كانت فيض على من حولك ترحمهم وتتمنى لهم الخير لمن عرفت ومن لم تعرف دون استثناء لاتفرق بين احد فالكل عندك طيبون لأنك طيب القلب .
رحلت فكم باك باجفان شادن...علي وكم باك بأجفان ضيغم
· رغم حصار الهموم والمصائب لك لم تكن لتستسلم لمنغصاتها وإنما تغيظها بأن ترسم ابتسامة رضا وحمد كبيرة على وجهك كاتما حزنك في قلبك الكبير حتى لايتاذى من حولك بحزنك.ولسان حالك يقول:
لاتحسبوا رقصي بينكم طربا...فالطير يرقص مذبوحا من الالم
كان صمتك يحوي الاف الكلمات الراكزة المتمدنه المعاصرة الحنونة والتي لايفهمها سوى من كان له مثل عقليتك الفذه والراقية,كنت كما الطبيعة خضراء وارفة تبهج الناس وتسرهم .
لما عفوت ولم احقد على احد....ارحت نفسي من هم العداوات
تغدق الخير لكل الناس ولا تنتظر من احد شكرا,كنت كالجبل الراسخ في عنفوانك وشخصيتك وتفهمك تقدم الاعذار لكل من يخطئ وكأنك تقول:
لاتقطعن عادة الاحسان عن احد***مادمت تقدر والايام تارات
واذكر فضيلة صنع الله اذ جعلك***اليك لا لك عند الناس حاجات
لذا حزن لفراقك الجميع لأنك خلدت في ذاكرتنا شموخ امجاد الرجل العظيم المحب ,فكم نتمنى ان نكون مثلك او اننا حظينا برفقتك لوقت اكثر من هذه الحياة,يجلك الكبير والصغير.
وهل رجل له لب وعقل يراك تسير اليه ولايقوم
************
كان صمتك معبرا وكلامك معبرا وكل نظرة لك معبرة فلسفية فاهمة للحياة تحمل رموز الخير في مجملها وتفصيلها,وغالبا ما كانت نظرات ساخرة لمواقف الحياة رغم سرقتها لأحبائك امام ناظريك كنت تتألم ولكنك لاتظهر ألمك حتى تستطيع امتصاص احزان من حولك بقلبك المتسامح الكبيرلاتشكو حتى من مرض ألمّ بك ,كنت تنظر الى الكون مودعا يوما بعد آخر ولسان حالك يقول لمن ذهبوا لمن الدور الأن ياترى ؟؟اللهم لا تفجعني في أحبائي انا فداء لهم..
كنت تعلم انها الدنيا اذا اعطت اخذت وان اضحكت ابكت واذا افرحت احزنت وان فراقها لسريع وعندما غادرتنا فجأة تصحرت قلوبنا من دموعها لبكاءنا عليك فلن ننساك ايها الرجل المعطاء,فنسيانك صعب وفراقك مؤلم والبعد عن مجلسك عذاب.
قد كنت أشفق من دمعي على بصري**فاليوم كل عزيز بعدكم هانا
فاستمسك الحب من ينبوعه الصافي ..فكنت انشد اشواقي والطافي
كنت تتوقع الخير دوما ترى مسرح الحياة كميدان لعب الكرة إن كسبت اللعب تضحك وإن خسرت تنتظر الغلبة.
من كان فوق الشمس موضعه****فليس يرفعه شيئا ولا يضع
كنت تخلق من البكاء سرور ومن الالم لذة ومن الحزن مسرة متسامح, باعث للسعادة باش مستبشر.
انت كالبحر في السماحة...والشمس علوا والبدر في الاشراق
قلبك ابيض بلون الثلج,تمارس دور حمامة السلام في نشر الوئام والتفاهم عند الاخرين,تجبر القلوب المنكسرة,عيناك مراة نقية لأعماقك,مخلص,وفي,لاتخذل أحدا ابدافحياتك نذرتها لغيرك وجعلتها طوق نجاة لمن حولك,حسن النية دائما’فلست ممن يتوقع الغدر ممن مددت يديك اليهم .
مازلنا نحاول ان نمشي على خطاك الخيره ونتعلم منك الرضا .
أنت نجم في رفعة وضياء*****تجتليك العيون شرقا وغربا
فلم تكن صفتك الانهزام او التأسف لحال الدنيا بل كنت جلدا صابرا واثقا بان الله لن يتركك:
لاتأسفن على الدنيا ومافيها****فالموت لاشك يفنينا ويفنيها
دع الايام تغدر كل حين......فما يغني عن الموت الدواء
وكذلك كان....
رحلت..فشُل لساني عن التعبير عما هو يعنيه موتك فكأنما هي صاعقة ماحقة احاقت بنا فدمرت سلام ارواحنا في هذه الحياة الخائنة التي لاتدوم بأفراحها المغتالة لأحد رغم رضاءنا بقدر الله..
خيالك في عقلي وذكراك في فمي ...ومثواك في قلبي فاين تغيب
رحلت بصمت وأنت مبتسم تودعنا برضا وجهك ويديك على صدرك وكأنك تضحك على لعبة القدر.
علو في الحياة وفي الممات بحق انت احدى المكرمات
نعم لقد توارى قمرنا خلف ظلام الغياب واتشح الكون من حولنا بالسواد حزنا عليك
كنت السواد لمقلتي.....فبكى عليك الناظر
من شاء بعدك فليمت.....فعليك كنت أحاذر
ومازلنا غير مصدقين رحيلك النهائي عنا فرحيلك مثل لنا فجيعة إذ كنت الخير والبركة والملجا بعد الله سبحانه...
هذي المنازل والأثار والطلل***مخبرات بأن القوم قد رحلوا
ساروا وقد بعدت عنا منازلهم***فالان لاعوض منهم ولابدل
فسرت شرقا وغربا في تطلبهم***وكلما جئت ربعا قيل لي ارتحلوا
رجعت والعين عبرى والفؤاد شجً*** والحزن بي نازل والصبرمرتحل
وعاينت عيني الاصحاب في وجل***والعين منهم بميل الحزن مكتحل
فقلت مالكم لاخاب فالكم*** قدحال حالكم والضر مشتمل
هل نالكم غيرالأحبة من مضى***قالوا فجعنا بابن الحيمي يارجل
مضار حزني انيس والبكا سكني***والنوح دأبي ودمع العين ينهمل
ومازلنا نراك تحوم من حولنا كالنحلة الوقور تحاول ان تمنحنا السعادة رغم انك في الحياة الابدية مازلنا نستشعر نبضات حنان قلبك بجانبنا تمسح عنا عناء الدنيا الغرارة.
والله ماطلعت شمس ولاغربت***الا وانت من قلبي ووسواسي
ولاجلست الى قوم احدثهم *** الا وانت حديثي بين جلاسي
ولاهممت بشرب الماء من عطش**الا رأيت خيالا منك في الكاس
مازلنا ننظر الى نافذتك التي كنت دوما تنظر الينا منها في الذهاب والاياب مودعا لنا داعيا الله بان يحفظنا بحفظه ويمنحنا بركاته الخيرة فتقر عيناك شكرا وحمدا لله ,وعندما لانجدك فيها تحزن قلوبنا ونذرف دموع الفراق.
والله مالمحت عيني منازلكم***الا توقد جمر الشوق في خلدي
ولاتذكرت صحبتكم وبسمتكم*** الا كأن فؤادي طار من جسدي
**********
أحن لهم ودونهمو فلاة****كأن فسيحها صدر الحليم
اه لو تعلم كم نشتاق اليك, الى ينبوع أفضالك اللامنتهية,إلى كلماتك الحانية المشفقة, الى جواهر نصائحك الغالية الى بلسم ابتساماتك الانسانية الشافية لنا من تعنت الحياة القاسية.
عليك تحية الرحمن تغدو**** لما اسديت من نفع العباد
كم نشتاق الى نظراتك الملائكية التي تمنحنا اياها بسخاء دون تذمر او ملل او تعب من تكرارها الى ادبك وحلمك وعلمك وشعرك وثقافتك, فكل نظرة لك هي فكر وكل كلمة لك علم وكل ابتسامة لك صدقة وشكر.
ما للكواكب لانخر بأرصفها****حزنا وماللشم لاتتصدع
فاهنأ فانت لدى الاله منعم****حي ومن ألطافه متمتع
لو كنت ذا قبر يزار ودونه****بيض المواضي والعوالي شرع
لقصدته ولثمت ترب ضريحه****وقطعت بيدا مثلها لايقطع
فلن نقول له وداعا يانجما يماني اطل علينا بحبه وحنكته وخيره ,ولن ندعي قدرتنا على نسيانه كما علمتنا وكنت تقولها دوما ياقمر الزمان لأن القمر يغيب ويعود ومادمت في قلوبنا فلن تنطفئ جذوة حبك في اعماقنا ولن تغيب عن سماء ذكرانا فكلنا لك وكلنا نتلو اسمك حتى في اعماق صحوتنا ويقضاتنا ومنامنا وافراحنا واحزاننا فانت واثق من انك وضعت لنا حبا كبيرا يكفينا ارثا منك أسرنا وهز وجداننا.ولذا نقول لك:
الى الديان يوم الحشر نمضي.....وعند الله تلتقي الاحبه
فلو حرمنا الزمن من لقياك فلن يحرمنا من ذكراك...
ان كان قد عز في الدنيا اللقاء ففي****مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا
بتم وبتنا فما ابلت جوانحنا*****شوقا اليكم ولاجفت مآقينا
نستودعك الله الذي لاتضيع ودائعه,ونسأله ان يدخلك جنات الفردوس فجوار الله اعظم واكرم...
ياكوكبا ماكان اقصر عمره وكذا تكون كواكب الاسحار
جاورت اعداءي وجاور ربه شتان بين جواره وجواري
حيث ستنتظرك ملائكة الرحمن:
(ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).
أما نحن فلنا رب هو يكفينا وسنعيش نصبر أنفسنا للقياك في الجنه بإذن الله. فرحيلك اعظم من ان يفسر بكلمة او دمعه او رمز او معنى.
فصبرا ال حيمي الف صبرا.....فمانيل الخلود بمستطاع
0
رحمك الله.....
إعداد الاستاذه
امة الصبور الحيمي