أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

تهريب خيول عربية أصيلة من مزرعة رُصابة بعد منتصف ليل القرارات

- متابعات

علم «المصدر أونلاين» من مصادر محلية خاصة في محافظة ذمار بأن مزرعة رصابة في جهران تعرضت للنهب عشية صدور القرارات الرئاسية الأخيرة.

 

وأكدت المصادر أن إدارة المزرعة التابعة للمؤسسة الاقتصادية «هربت بعد منتصف ليلة القرارات 12 خيلاً من الخيول العربية الأصيلة والنادرة وأوصلتها في ظلام الليل إلى بيت مسؤول كبير في الدولة من محافظة ذمار ينتمي إلى النظام السابق، ويقع بيته في قاع جهران».

 

وأفادت شخصيات محلية من جهران بأن المواطنين في قرية رصابة أحبطوا في اليوم التالي «تهريب الدفعة الثانية من الخيول وكانت محملة على ظهر دينة وعددها تسعة، وأوقفوها أبناء رصابة بالقوة ثم أعادوها إلى المزرعة، وأخذوا تعهداً شفهياً من مدير المزرعة فيصل الرصاص بعدم تهريب أي شيء من أملاك الدولة».

 

وتبلغ عدد الخيول التي تم تهريبها من هذه المزرعة الشهيرة، 12 خيل عربي أصيل ونادر، من إجمالي 30 خيلا. وقال أحد المواطنين من أبناء رُصابة لـ«المصدر أونلاين» إن هذه الخيول التي هربوها «مدربة على الرقص والمصافحة وعلى مهارات فنية أخرى، وتصل قيمة الخيل الواحد إلى 5 ملايين دولار، وربما أكثر خصوصا لدى عشاق وهواة الخيول العربية الأصيلة».

 

 ويشعر المواطنون في «رصابة»، وهي قرية شهيرة سميت المزرعة باسمها، بالقهر والحزن على تلك الخيول، التي ألفوها وكان العرسان من مدينة ذمار، يأتون إلى المزرعة ليتصورا مع هذه الخيول «التي تصافحهم وتلقي التحية للعريس برأسها وبيدها، ثم ترقص بمهارة عالية».

 

وتبلغ عدد الخيول الموجودة داخل مزرعة رُصابة 30 خيلاً عربياً أصيلاً «لكن التي هربت هي النطبة، المدربة وغالية الثمن وأشهرهن؛ خيلة شهيرة اسمها عروسة الكوكب، كان علي عبد الله صالح يأتي ويسأل عنها: أين هي عروسة الكوكب، فتأتي لتبرك أمامه ثم تمد يدها اليمنى لمصافحته، وأيضا نهبوا خيلاً اسمه: البراق، يا أسفاه»، يحكي (م. أ. الرصابي)، بقهر، ويطالب الرئيس والقيادة السياسية باستعادة هذه الخيول إلى المزرعة «لأنها ملك للدولة، ويجب أن يحافظوا على بقية الخيول والأبقار من النهب».

 

وبحسب، قوله، فإن أهالي رصابة «الخيول سهل تهريبها؛ لأنها تمشي، وعندما أوقفنا الدفعة الثانية من الخيول في اليوم الثاني وهي محمّلة على متن دينّة وعددهن تسع، أنزلناها، وأعدناها إلى داخل المزرعة، وعندما سألنا مدير المزرعة: كيف تجرأت وهربت 12 خيلاً من المزرعة؟ أفاد بأن تلك الـ 12 خيلاً، التي هربت عشية صدور القرارات الأخيرة، ليست مسجلة في السجل، وبالتالي لن تستطيع لجان الحصر والتسليم أن تدينني بشيء، وبعد تعهدٍ لنا بعدم التفريط في بقية الخيول، ولكن تعهد شفهي، ولدينا مخاوف من تهريب بقية الخيول، ونحن نحذر، ونطالب الدولة بتحمل مسؤوليتها تجاه هذه الجريمة؛ لأن مزرعة رصابة تتبع الدولة».

 

يشاع أن الـ 12 خيلا، التي تم تهريبها، موجودة حاليا لدى مسؤول كبير في الدولة، ويقع منزله إلى الجنوب من المزرعة، كما أن هناك مخاوف من أن تكون مزرعة «حمام علي»، الواقعة إلى الغرب من رصابة تعرّضت للنهب أيضا، حيث وفيها أيضا خيول أصيلة وشهيرة ومدربة وغالية القيمة، حسب قولهم.

 

ومزرعة حمام علي، التي تنتج أفضل أنواع الحبوب وأجود أنواع البرتقال، كانت مملوكة لبيت الإمام، ثم أصبحت بعد ثورة سبتمبر ضمن أملاك الدولة، ومؤخرا، كما تفيد المعلومات المؤكدة، قام الرئيس صالح بتأجيرها من يحيى الراعي لمدة 99 سنة، بمقابل رمزي وزهيد للغاية، إضافة إلى أرضية كبيرة جدا في مدينة ذمار كانت تابعة للمؤسسة الاقتصادية، وهبها صالح ليحيى الراعي، في 2010.  

 

مزرعة «رصابة» تتبع المؤسسة الاقتصادية وهي تنتج الألبان والحليب «وفيها حوالي 400 بقرة هولندية من أفضل الأبقار. والمزرعة مؤلفة من مزرعتين، تقعان إلى جوار بعض، وتعرف برصابة، تنتج الحبوب أيضا، ومساحتها كبيرة وواسعة في قاع جهران».

 

وتعتبر «رصابة» من أقدم مزارع اليمن، حيث تأسست أيام الإمام، وكانت في السبعينيات تحت تصرف لواء العمالقة، قبل أن يتم تسليمها، بتوجيه من الرئيس السابق عام 1984 إلى دائرة التموين العسكري، ثم توسعت المزرعة أكثر، وفي عام 2000 استلمتها المؤسسة الاقتصادية، التي كان صالح يعتبرها واحدة من أملاكه الخاصة.

 

ورغم أن أولى قرارات هادي الرئاسية، تركزت أولاً باتجاه استعادة المؤسسة الاقتصادية العسكرية والقطاعات الإيرادية التابعة لها، إلا أن مزرعة «رصابة» بقيت على حالها إلى اليوم.

Total time: 0.0651