أخبار الساعة » فنون وثقافة » جدد معلوماتك

شالينا محمد تسرد سيرة «حُبّ بالحجاب»

- عبد الكريم الحزمي

اتبة بريطانية مسلمة استضافها معرض الشارقة للكتاب

شالينا محمد تسرد سيرة «حُبّ بالحجاب»

قالت الكاتبة شالينا جان محمد، إن كثيراً من القصص تصوغ رؤية الإنسان الحياة والحب والزواج، مضيفة أن «حكايات خرافية وأسطورية شهيرة في العالم تتضمن نظرة سلبية للمرأة، خصوصاً أنها تخاطب البنات في مراحل الطفولة، ما يكرس تلك النظرة عن ذواتهن»، مشيرة إلى قصة «ساندريلا» التي قالت إنها «تحتوي على رسائل خفية بين طياتها، تتمثل في جعل الفتاة تهتم بأن تكون جميلة من أجل الفوز بما يسمى فارس الأحلام، وأن الحب ما هو إلا وسيلة للهرب من الملل والكآبة إلى الزواج». كما أوردت مثالاً آخر عبر تحليل الرسائل السلبية المتوارية في قصة «الأميرة النائمة» أيضاً.

وأكدت مؤلفة رواية «حب بالحجاب» في محاضرة لها، أول من أمس، ضمن فعاليات معرض الشارقة للكتاب الذي اختتم أمس، أن «النساء يقعن تحت ضغوط متعددة، خصوصاً في ظل ترويج مقولات تربط بين جمال المرأة ونجاحها»، موضحة أن روايتها هي «رواية نسوية بامتياز». وسردت قصصاً شخصية في تجربتها البحث عن الحب، مشيرة إلى أن الزواج الشرقي تتداخل فيه أطراف عدة مؤثرة، تشمل شبكة العائلة والخطّابة والمحيط المسلم من إمام المسجد إلى صديقات والدتها.

وأوردت اقتباسات من الرواية التي يتداخل فيها الخاص والعام، في صيغة تتعلق بالمجتمعات الإسلامية ومفهومها للحب والزواج. وقالت شالينا البريطانية المسلمة ذات الجذور التنزانية والهندية، في روايتها المطعمة بروح الفكاهة «عندما كنت في الـ13 من عمري، كنت أحلم بأنني سأتزوج من الممثل الأميركي الوسيم جون ترافولتا. ويوماً ما سيصل إلى عتبة منزلنا في لندن، ويقع في غرامي، ثم يطلب مني أن أتزوجه. وبعدها يعتنق الإسلام، ويصبح مسلماً ملتزماً».

روح مرحة

تحدثت شالينا التي تعيش في لندن عن «النظرة المتبادلة المغلوطة» بين الشرق والغرب، مبينة أن صوراً نمطية تحكم النظرتين، مضيفة عن الرواية «عندما كتبت الرواية، تصورت نفسي أتحدث إلى صديقة حميمة، وكتبت المقدمة والختام بطريقة مباشرة تحاور القارئ، لأنني أريد أن أحاور القارئ مباشرة»، موضحة أن هدف الرواية «إعطاء صورة مختلفة عن المرأة المسلمة، بعيداً عن الصورة النمطية التي تكرست لدى الغربيين، عن امرأة مضطهدة وحزينة».

وأهدت شالينا روايتها «إلى كل المسلمات، كي تصبح الفكاهة والأمل والإنسانية مرة أخرى جزءاً من سيرتنا».

وضمنت الكاتبة روايتها قصصاً بروح مرحة، تمكنت من خلالها تبيان أوجه التشابه والاختلاف بين النساء البريطانيات من مرجعيات ثقافية ودينية متعددة، وخصوصاً تصوراتهن عن الحب، إذ قالت شالينا إن «الحب إنساني شامل، ولا يختلف إحساس المسلمة عن غيرها في حالة الحب».

وكانت رواية «حب بالحجاب» منذ صدورها، العام الماضي، حظيت باهتمام واسع في وسائل الإعلام البريطانية، من بينها هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي)، وصحيفة الـ«غارديان» ومجلة «هاربرز بازار»، وغيرها.

وكانت شالينا تحدثت عن بداية كتابة روايتها، إذ إن أصدقاء لها طلبوا منها أن تسرد حكايتها في كتاب، خصوصاً بعدما لاقت مدونتها على الإنترنت اهتماماً متزايداً، وقالت «كنت أرغب في طريقة مختلفة لسرد سيرتي».

وتحدثت الكاتبة خلال اللقاء في منتدى معرض الكتاب في الشارقة لجمهور معظمه من النساء، عن تقاليد الزواج الإجباري «المرتب مسبقاً»، وقالت إن «الشرق ينظر إلى الزواج باعتباره إجراء، وأن الحب يأتي بعد الزواج»، منتقدة وضع المرأة في «المقعد الخلفي» في المجتمع، ومشيرة إلى مشكلات عدة تطرأ على حياة الزوجين، داعية الى تنظيم دورات لتعريف المقبلين على الزواج بأسسه وتفاصيله وكيفية تدارك مشكلاته.

قصص غريبة

روت الكاتبة شالينا محمد قصصاً غريبة حدثت معها شخصياً، خلال تجربة البحث عن الحب. وقالت «في إحدى المرات اتصلت خطّابة بوالدي تخبره أن لديها عريساً (كامل الأوصاف) لي، لكن أهل العريس اتصلوا في ما بعد يستفسرون عن سنة ميلادي، وبعد أيام استفسروا عن الشهر الذي ولدت فيه، ثم عن اليوم بالتحديد»، مضيفة أنها كانت مستغربة من تلك الأسئلة، «لكن جاء إلينا جواب أهل العريس، بأنهم يعتذرون عن إتمام الزواج، والغريب في الأمر، أن السبب في ذلك يعود إلى كوني أكبر من العريس المنتظر بيومين فقط».

وأوضحت أن تلك الحادثة شكلت «صدمة» لديها، ولدى أهلها، مضيفة أن «والدي رد على أهل العريس، بقوله إن ابنتي ليست للبيع».

وقالت عن قصة أخرى، إن عريساً مسلماً تقدم إليها للزواج، وكان شرطه ان تخلع الحجاب لمدة سنة فقط، ثم تعود إلى ارتدائه، بحجة انه «مسلم في طريقه الى الالتزام».

وأضافت شالينا في قصة ثالثة أن عريساً آخر تقدم للزواج منها، «لكن عندما التقينا، تراجع عن خطوته، والسبب، حسب رأيه، هو أن حجمي صغير، مع أنه لا يفوقني من الناحية الجسمانية».

Total time: 0.0545