أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين الاثنين "قلق" الولايات المتحدة بشأن الأسلحة الكيمياوية التي يملكها النظام السوري، في حين دعت الأمم المتحدة دمشق إلى السماح لفريقها بالتحقيق في الاتهامات بشأن استخدام هذه الأسلحة في المعارك الدائرة بسوريا.
فقد ذكر بيان للبيت الأبيض أن "الرئيس أوباما والرئيس بوتين استعرضا في اتصال هاتفي الاثنين الوضع في سوريا، مع تأكيد الرئيس أوباما على القلق بشأن الأسلحة الكيمياوية السورية".
وأضاف أن الرئيسين وافقا على مواصلة التشاور الوثيق بينهما، وطلبا من وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف مواصلة التباحث بشأن سوريا.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الولايات المتحدة ستمضي بخطى ثابتة في محاولتها التحقق لمعرفة هل استخدمت قوات موالية لبشار الأسد أسلحة كيمياوية ضد شعبه.
وأضاف "من الضروري أن نأخذ المعلومات التي تجمعت حتى الآن وأن نبني عليها، لأن تقييما بدرجات متفاوتة من الثقة ليس كافيا ليكون أساسا يقوم عليه رد فعل من السياسات". وقال إن فريقا أمميا مستعد للذهاب إلى سوريا خلال 24 إلى 48 ساعة للتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيمياوية إذا وافقت الحكومة السورية على دخوله.
وكان ناشطون سوريون قالوا إن شخصين قتلا وأصيب عشرون آخرون في مدينة سراقب بإدلب الاثنين بعدما ألقت طائرات حربية أكياساً تحوي مواد غريبة, وأظهرت صور بثها الناشطون حالات اختناق بين المواطنين هناك.
وقد أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري بالإنابة جورج صبرة أن استخدام النظام السوري السلاح الكيمياوي لم يعد احتمالا، بل أصبح حقيقة. وفي لقاء مع الجزيرة اعتبر صبرة أن عدم وجود ردود فعل دولية ذات شأن هو ما شجع النظام السوري على استخدام الكيمياوي مجددا.
دعوة أممية
في هذه الأثناء دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجددا السلطات السورية إلى السماح "بدون تأخير أو شروط" لفريق الأمم المتحدة بالتحقيق في الاتهامات بشأن استخدام الأسلحة الكيمياوية في المعارك الدائرة في البلاد، وقال إنه ينظر "بجدية" إلى تقرير الاستخبارات الأميركية الأخير بهذا الشأن.
والتقى بان الاثنين في مقر المنظمة الدولية بنيويورك رئيس لجنة التحقيق العالم السويدي آكي سيلستروم الذي كلفته الأمم المتحدة نهاية مارس/آذار الماضي بقيادة فريق خبراء للتحقق من استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا.
وقال للصحفيين إن طلائع لجنة التحقيق الأممية مستعدة للانتشار في سوريا خلال 24 إلى 48 ساعة القادمة، مشيرا إلى أنها تنتظر الضوء الأخضر من دمشق.
وأكد بان أن الفريق يقوم بجمع وتحليل المعلومات وقد تتضمن أنشطته زيارة لبعض العواصم، مشيرا إلى أن التحقيق على الأرض أساسي لتتمكن الأمم المتحدة من "إثبات الحقائق وإزالة أية شكوك".
ورأى أن إجراء "تحقيق شامل وذي مصداقية يتطلب الوصول الكامل إلى المواقع التي يدّعى استخدام الأسلحة الكيمياوية فيها".
واعتبر بان أنها لحظة حاسمة في جهود الأمم المتحدة لنشر الفريق على الأرض من أجل القيام بعمله المهم، وقال "إنني أنظر بجدية إلى تقرير الاستخبارات الأخير من الولايات المتحدة بشأن استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا".
وكشف البيت الأبيض الأسبوع الماضي عن معلومات استخباراتية أميركية تشير إلى أن سوريا استخدمت على الأرجح أسلحة كيمياوية، وهي خطوة قال الرئيس أوباما إنها يمكن أن تؤدي إلى عواقب لم يحددها، لكن تم تفسيرها على نطاق واسع بأنها ستشمل عملا عسكريا أميركيا محتملا.
وكانت فرنسا وبريطانيا قد طلبتا من الأمم المتحدة التحقق من الاتهامات التي وجهتها المعارضة السورية إلى نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام سلاح كيمياوي في حمص، وقرب كل من حلب والعاصمة دمشق، بينما اتهمت دمشق يوم 19 مارس/آذار الماضي مقاتلي المعارضة باستخدام السلاح الكيمياوي قرب حلب.