اخبار الساعة - عبد الكريم الحزمي
وقالت مصادر عسكرية في كوريا الجنوبية، إن 200 قذيفة سقطت على أراضيها حتى الآن، بينما عقد اجتماع أمني طارئ في مخبأ بالقصر الرئاسي لبحث تداعيات الموقف بعد القصف المفاجئ، وسط تهديدات من سيول برد أقوى إذا استمرت بيونج يانج في إطلاق القذائف المدفعية على أراضيها.
وأفاد تلفزيون يونهاب الكوري الجنوبي، أن عددًا من المدنيين والجنود الجنوبيين أصيبوا وتم إجلاء عدد كبير آخر إلى المخابيء في الجزيرة التي تعرضت لعشرات من القذائف المدفعية أطلقتها كوريا الشمالية.
ونقل التلفزيون عن شاهد قوله، إن التيار الكهربائي انقطع في جزيرة يونبيونج، بالقرب من الحدود مع كوريا الشمالية بعد القصف، كما ذكر أن عددًا من المنازل انهار بفعل قذائف المدفعية التي تطلقها بيونج يانج.
ويأتي هذا التطور بعد أن أثار كشف كوريا الشمالية أمام عالم أمريكي عن وجود مصنع قيد العمل لتخصيب اليورانيوم ما يمكن أن يخولها صنع قنبلة نووية ثانية، موجة ردود فعل غاضبة يوم الاثنين في واشنطن وسيول وطوكيو.
وكشف العالم الأمريكي، سيجفريد هيكر أنه قام بجولة في مصنع حديث وجديد لتخصيب اليورانيوم مجهز بنحو ألف جهاز طرد مركزي على الأقل في 12 نوفمبر الجاري في مجمع يونجبيون النووي في كوريا الشمالية.
واعتبر المبعوث الأمريكي الخاص المكلف الملف الكوري الشمالي، ستيفن بوسوورث الاثنين أن المنشأة النووية الكورية الشمالية الجديدة المخصصة لتخصيب اليورانيوم تعتبر "مؤسفة" لكنها لا تشكل "أزمة"، كما أكد في تصريح خلال توقفه في سيول في طريقه إلى اليابان.
وفي سيول، أعلن وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تاي يونج أنه سيدرس جميع الخيارات المتاحة للتصدي لمساعي بيونجيانج لأن يكون لديها برنامجها لتخصيب اليورانيوم بما في ذلك إعادة الأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية التي أزيلت من البلاد قبل حوالي 20 عامًا.
لكن رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الكوري الجنوبي أعرب الثلاثاء عن معارضته الخطوة، وقال إن إعادة نشر اسلحة نووية تكتيكية أمريكية في كوريا الجنوبية سيكون مناقضًا لكل ما فعلته سول والمجتمع الدولي لمحاولة إنهاء الطموحات النووية لكوريا الشمالية.
وأضاف وون يو تشول رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان "إذا سمحنا بإعادة نشر اسلحة نووية تكتيكية (في كوريا الجنوبية) فإنها ستكون ضربة خطيرة لهدف أعظم بكثير"، وأضاف "جهود حكومتنا والمجتمع الدولي لجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية كلها ستضيع سدى"، وفق ما نقلت عنه وكالة "رويترز".
غير أن وون -وهو عضو بارز بالحزب الحاكم- قال إنه تحدث في وقت متأخر يوم الاثنين إلى كيم الذي أبلغه أن تعليقاته انتزعت من سياقها وأنه كان يعني أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تجريان مشاورات بشأن مختلف الخيارات المتاحة للتصدي للتهديد النووي لكوريا الشمالية.
وأضاف قائلاً "لم تكن هناك قط أي مناقشات بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لإعادة أسلحة نووية تكتيكية ولم تكن هناك أيضا أي دراسة لذلك الخيار."
وفي 1992 وقعت كوريا الجنوبية اتفاقية مع كوريا الشمالية تعهد فيها البلدان بعدم التسلح باسلحة نووية بعد أن أعلنت الولايات المتحدة إزالة الأسلحة النووية التكتيكية من الجنوب.