*كيف ترى الأفكار والمقترحات المقدمة لفريق عمل قضية صعدة؟
- جذور المشكلة الحالية في صعدة تتصل بما قبلها ثم بما قبلها.
والشيء الآخر أن الجهود الجارية لحل قضية صعدة يوظفها الفرقاء في الحوارات لأجل إدانة بعضهم البعض، وليس من أجل دراستها والانطلاق من خلالها إلى حلول مقبولة ومنطقية، ولهذا يجب أن نجمل في قضية الجذور ونتتبع القضايا التي نريد لها بألا تعود مرة أخرى.
أما أن نتحدث عن كل المفردات.. الصغيرة والكبيرة منها، وعن ما يمكن ان يدين هذا او ذاك.. كل واحد من فرقاء الأمس- سواء كانوا المتحاربين او المختلفين او المتخاصمين- ينطلق من رؤية هو مقتنع بها قد تكون في زمن او في وقت سابق مبررة، لكنها الآن لم تعد كذلك . لدينا الآن حوار وبما أننا قد قررنا أن نعبر من خلاله إلى المستقبل، فعلينا ان نقبل بالآخر كما هو ونراه وفق قواسم مشتركة.
تاريخ المشكلة
* أنت أحد أبرز مؤسسي تنظيم الشباب المؤمن.. هل جذور المشكلة مع الحوثيين في صعدة تعود الى تاريخ تأسيس هذا التنظيم ؟.
- جماعة الحوثيين عكس تنظيم الشباب المؤمن، فالشباب المؤمن له جذور لا نزال نتمسك بها، وله اهداف ومبادئ نعتز بها الى الآن.. اما الحوثي كان له رؤية خاصة، حيث خرج من تنظيم الشباب المؤمن وأنا كتبت في ورقة يمكن ان ترجعوا اليها، قلت فيها: إن الحوثي خرج عن الجماعة وأسس فكرًا آخر وتيارًا آخر يختلف تمامًا عن كل المبادئ التي أعلناها في تنظيم الشباب المؤمن- المبادئ الحياتية وليس المبادئ الدنيوية والدينية، لأننا في مجال الحياة والقيم والدين نرى انه من حق كل شخص ان يفكر بالطريقة التي يريدها.. لكن في قضايا السلوكيات التي انا وهو شركاء فيها عليه ان ينضبط وأنا سأنضبط.
حضور شرعي
*تحدثت في محاضرتك التي القيتها على اعضاء فريق عمل قضية صعدة ان الحوثيين هم من بدأوا الحرب مع الدولة عام2004 م؟.
- انا لم اتحدث في هذا المضمون بالضبط، ولكنني سُئلت من قبل فريق قضية صعدة عن من الذي بدأ الحرب عام 2004م، بإطلاق الرصاصة الاولى بالضبط- الدولة ام الحوثيين ؟- فقلت لهم ان هذا امر لا يعلمه إلا الله- ولكن الذي حصل ان الدولة حضرت الى منطقة مران في صعدة باعتبارها دولة تطبق النظام والقانون وتفرض سيطرتها- حيث وصلت الى هناك فوقعت اشتباكات وتطورت الامور الى مواجهات وحرب.. فحضور الدولة الى منطقة مران مبرر بنظر الدولة وفي نظر كثير من الناس، وعند الحوثي وأصحابه ان دفاعهم او صدهم لجنود الدولة مبرر باعتباره ان الجنود اتوا الى ديارهم(مران).. وهذه المسألة يمكن ان يفصل فيها أي عاقل بعيدًا عن ادعاءات هذا الطرف او ذاك .
فرض سيطرة الدولة
*لكن الواقع على ارض صعدة والمحافظات الشمالية تقريبا.. لا يبرر للحوثيين ان يحلوا محل الدولة في السيطرة عليها؟.
- الآن الوضع في صعدة غير طبيعي على كل حال، وأنا تكلمت ايضًا عن وجود السلاح وسيطرة الجماعة المسلحة بما هي عليه اليوم في صعدة وهو وجود غير شرعي، ويجب ان يغير تماما.. فليحكم الحوثي او غيره، لكن عن طريق الشرعية الدستورية والقانونية
مشكلة صعدة
*ما طبيعة الصراع في صعدة- هل فعلا هو عقائدي ام انه صراع مصالح؟.
- هذه هي المشكلة ينبغي إلا يكون الصراع العقائدي حاضرا وألا يستغل حتى وان اختلف الناس في هذا الجانب، فهو من الحرية الفردية التي من حق كل شخص ان يفعل ما يشاء.
*لكن ما طبيعته ؟.
-هو صراع يستغل ولكنه ليس صراعا عقائديا.. ولا تقل عنه إنه صراع عقائدي وإذا اردت ان تسميه بشكل دقيق فهو صراع في الفكر الديني السياسي وليس في الفكر العقائدي لأن العقائد تتعلق بالله والنبي عليه افضل الصلاة والسلام.. لذلك تستطيع القول عنه انه صراع في الفكر الديني السياسي الذي يتعلق بولاية الامر وبمن يرى انه احق في ادارة شأن الامة لأنه هو الخيار الأفضل.. الى آخر هذه الاشياء والأسباب.
التهريب.. والصراع
*الم يكن نشاط التهريب وراء هذا الصراع الجارى حتى الآن في صعدة؟.
-مشكلتي انني اميل الى «الموضوعات الاخبارية اكثر من التحليلية،» ولذلك كثير من التحليلات قد أتأثر بها ولكن لا أصدقها، فلا يعجبني الخوض في التحليلات، لذا اعتقد ان قضية التهريب انها سبب الصراع مبالغ فيها..
هناك عملية تهريب لكن لا استطيع الجزم انها سبب الصراع.
رؤى إدانة
*هل ترى ان الرؤى المقدمة من المكونات السياسية عن جذور قضية صعدة واقعية؟.
- في مجموعها يمكن ان تشكل اطارًا صحيحًا، لان كل فريق اراد من خلال هذه الجذور ان يدين الفريق الآخر.. لكن اذا جمعنا هذه الرؤية مع تلك نستطيع ان نقول ان في مجموعها له حظ لتكون جذورًا للقضية وان تفاوتت في مستواها- قوة وضعفا.
يجب ان تعود صعدة
*ما رؤيتكم لحل قضية صعدة ؟.
- ننتظر مخرجات الحوار الوطني ونثق بأنها يمكن ان توصلنا الى نتيجة ولا نستبق الأحداث، وأنا كتبت مقترحات ومعالجات للوضع القائم والعبور الى المستقبل وهي تصور للحلول في الوقت الراهن بأن صعدة يجب ان تعود كأي محافظة من محافظات اليمن تحتكم للدستور والقانون اليمني والنظام وتحت سلطة وسيطرة الدولة، وإذا اردنا ان نغير شيئًا فلنغيره من خلال القوانين. خارج السيطرة
*محافظة صعدة الآن.. هل يمكن القول عنها انها خارج سيطرت الدولة ؟.
- نعم صعدة خارج سيطرت الدولة فمن خلال معرفتي، وأما مسألة ان هذا واقع فهذا شيء آخر.
*.. لكن هناك من يتحدث أن المحافظة آمنة ومستقرة؟
- الناس ثلاثة انواع: واحد مع الحوثي يراها كذلك بأنها الافضل والاحسن، وينبغي ان يكون الآخرون مثلهم وهذا موقف طبيعي، وآخر معارض يرى انه بالعكس فيها ظلم وفيها استبداد وقهر وفيها مصادرة للحريات وفيها كبت للناس وكل شيء مذموم من الاوصاف، وهنالك الفريق الثالث يقول انا غير معني بالامر، وهم الناس العاديون الذين يقولون لا الدولة نفعتني ولا الحوثيون نفعوني.. فالدولة تتسلم مني ضرائب وزكاة والحوثيون يتسلمون مني ضرائب وزكاوات.
*من خلال معرفتك بجماعة الحوثيين هل تعتقد انها ستقبل بعودة سيطرة الدولة على صعدة ؟.
-انا اعتقد انه ليس لديها خيار آخر مقبول، لأن حركة الحوثي لديها مشروع تريد له ان يتمدد، فإذا لم تستجب لهذه النتيجة فمعنى ذلك انها حاصرت نفسها في نقطة ضيقة، خاصة وأنهم يرون انصارهم خارج محافظة صعدة اكثر من انصارهم داخل صعدة.
*ألا يكفي من ان مشاركتهم في مؤتمر الحوار تعكس موافقتهم بما سيخرج به مؤتمر الحوار من نتائج حول صعدة ام انه تكتيك سياسي؟.
- اعتقد انه ليس لديهم خيار آخر مقبول ويعبر بهم الى ما يريدون، ولا بد لهم أن يقبلوا بالحوار وبمخرجاته وأن يكونوا جزءًا من الشعب اليمني.. لان المجتمع في صعدة لم يكن حاضنا لهم الى الأبد، بل ان مجتمع صعدة الآن ربما بدأ يشعر بحالة من التململ من الحوثيين.
*لكن هناك من يقول ان الرعاية الخارجية للحوثيين تعقد حل المشكلة؟.
- نعم التدخل الخارجي صار واضحًا، وبالذات التدخل الاقليمي، وأنا اقول ان التدخل الامريكي غير سلبى واهون من التدخل الإقليمي، وأعرف ان كثيرًا من الأمريكيين هم من ضغطوا لوقف الحرب في صعدة وعلى عدم استخدام أي سلاح مدمر ومؤذٍ للناس