الفوائد المجموعة في الكهرباء المقطوعة .... الجزء الأول
قال وبينما أنا أسير في بلاد الورور الرائعة ، وأشعة الشمس ساطعة ، وحرارتها لاذعة ، حين قصر ظلي وانكمش ، وقد اشتد بي العطش ، وانتكش الشعر وانتفش ، وزاد الوصب والنصب ، وكدت أسقط من التعب ، بفكر شارد ، يحلم بجرعة ماء البارد ، حيث أدركتها بعد عناء ، في حانوتٍ قصير البناء ، ضيق الفناء ، غير أني وجدتها دافية ، فقيل : مسألة غير خافية ، فالثلاجة طافية ، أو ما وصلت إليك الأنباء المسموعة ، بأن الكهرباء مقطوعة ، بأجور مدفوعة ، من أجل حمران العيون ، الذين أصابهم الجنون ، وساءت بهم الظنون ، من ثورة التغيير المنشود ، ضد الفساد الموجود ، والتطور المحدود ، والبلاد شاهدة وناطقة ، بجرائم العصابة المارقة ، والشلة الفاسقة
فألهب مشاعري ، وجالت الأفكار بخاطري ، وقمت إلى الله العزيز مناجياً ، وعلى العصابة داعياً ،
اللهم عليك بمن قطع خطوط النقل والطاقة ، فما لنا به من طاقة ، اللهم قطع أوصاله ، ويتّم أطفاله ، وبدد أمواله ، وعظم أهواله ، واجعل جهنم بيته ومآله
اللهم أبطل بأسه ، ونكس رأسه ، واجعل النار لباسه ، وشرد بالخوف نعاسه ،
وبينما أنا كذلك ، أدعو بالمهالك ، إذا قطعني قاطع ، بصوت فاجع : مهلاً أيها الضجور ، يا صاحب الويل والثبور ، وعظائم الأمور، ألا تدري أنك تدعو بالإثم والقطيعة، والنقمة السريعة، وشدة الفجيعة ، وحسبك يا ( مدلوز)، أن هذا في الدعاء لا يجوز ، وشيء آخر خذه مني تذكرة ، لمن أراد التبصرة ، فأنتم شلة زائغة ، لا تنظرون إلا من الجهة الفارغة.
أو ما علمت يا مسود الوجه والقفا ، بالفوائد الجلية بلا خفا ، لانقطاع الضوء والانطفا
فقلت بكلمات مريرة ، أعمى الله لك البصيرة ، يا سيء الطباع والسيرة ، وأي ثمار تجنى ، وأي فوائد تعنى ، يا سيد القول والمعنى ، وأنت تدرك الآثار الخطيرة ، في الأوضاع المريرة ، والشدة والبلاء ، بانقطاع الكهرباء ، مصالح تعطلت ، وأعمال توقفت ،وأموال استنزفت ، وأجهزة أصابها التلف ، ومصائب لا ينكرها سلف ٌ ولا خلف ، وحسرة وحسرات ، من خير لأمة قد فات و خديج في الحضانة قد مات ، ومريض قد صار رفات وهات يا صاحبي هات من نبأ مسموع ، في حرائق الشموع ، ودموع مسكوبة ، على الأسر المنكوبة ، التي ماتت مختنقة ، بالأدخنة المحترقة ، وذهاب العائلة ، بالمواطير القاتلة ،
فقال: صبراً جميلاً ، قتلني بكاءً وعويلاً ، أما عاش الناس زمناً طويلاً ، مع الجمل والناقة ، في الشدة والفاقة ، والأعمال الشاقة ، بلا ضوء ولا طاقة ، يسلك أحدهم أينما سلك ، فما مات ولا هلك ، سوى من وفاه الأجل ، ونزل به الخطب الجلل ، وإلا فللظلام فوائد لا تحصى ، وأهمية لا تنسى،