كل حادثة قتل أو تخريب أو خطف ما هي إلا جريمة منظمة لها أكثر من شريك ولسنا هنا في صدد الحديث عن المجرمين والمخربين فقد باتوا في غنى عن الشهرة والأضواء التي يتمتعون بها في وسائل إعلامنا الرسمية والحزبية والخاصة.. بل إنهم على ما يبدو يحظون بحصانة ومناعة طبيعية ومكتسبة كتلك التي اكتسبتها حشرة «توتا ابسلوتا» التي أتت على محصول الطماطم اليمني عن آخره ولم تزدها المكافحة بالمبيدات إلا قوة وعنفواناً إضافياً كما يقول مسؤولو وزارة الزراعة والري وأصبحت تسرح وتمرح في مزارع البلاد في أمان وسلام شأنها في ذلك شأن مفجري أبراج الكهرباء وأنابيب النفط الذين أضحوا يجاهرون بأفعالهم في وضح النهار وعدم محاولة التستر أو الهروب وإنما وبكل بجاحة يمنعون وصول الفرق الفنية والهندسية لإصلاح آثار ما اقترفته أيديهم واطلاق النار عليهم ومساومة الدولة على تأمين عملية دخول المختصين إلى موقع الجريمة مقابل المزيد والمزيد من التنازلات على حساب هيبة الدولة المترنحة وقوة القانون المتهاوي.
ولا بأس هنا أن نستدل ببعض الوقائع التي حدثت مؤخراً وما أكثر حوادث الانفلات الأمني هذه الأيام والتي تعكس مدى الحالة المزرية التي وصلت إليها الحكومة وأجهزتها الأمنية.. وعلى سبيل المثال وكما شاهد أحد الزملاء الصحفيين فقد اقدم مسلحون الأسبوع الماضي على قتل أحد جنود نقطة تفتيش في دارس شمالي العاصمة واصابة آخر بدون أي سبب إلا أنهما أخبرا المسلحين بأن هناك تعليمات بمنع دخول السلاح ولأنهم كما قالوا لجنود النقطة يتبعون شيخاً من العيار الثقيل أقدموا على فعلتهم الشنعاء على مرأى ومسمع من الجميع قبل أن تتوفر لهم الحماية المناسبة وينسحبوا بسلام من المكان مخلفين قتيلاً وجريحاً وآلافاً من علامات الاستفهام التي ارتسمت على وجوه الناس هناك.. والمصيبة الأعظم تلك الأنباء التي تحدثت عن تدخل مسؤول أمني كبير لضمان سلامة القتلة وعودتهم الآمنة المظفرة من معركة دارس التي قوبلت بتعتيم إعلامي كبير ومريب.
الشركاء في الجريمة
اخبار الساعة - حمدي دوبلة