الجميع يدرك حقيقة ان فخامة الرئيس هادي تولى رئاسة الجمهورية في ظروف استثنائية صعبه بالغة التعقيد وفي وقت كانت فيه الدولة بجميع مؤسساتها المدنية والعسكرية والامنية تلفظ انفاسها الأخيرة وفي وقت كانت فيه الحرب الأهلية قد بداءت شرارتها في نهم وارحب والحصبة وابين وفي اكثر من منطقة اي نعم الشعب اليمني يدرك هذا جيدا ويدرك ايضا حقيقة ان الرئيس هادي تولى رئاسة الجمهورية في وقت كانت فيه القوات المسلحة والامن بجميع مكوناتها المادية والبشرية والمالية في متناول خصوم الازمة حتى ان الرئيس هادي في ذلك الوقت وعند تولية رئاسة الجمهورية لم يكن يمتلك كتيبة عسكرية تأتمر بأمره يستطيع من خلالها على الاقل حماية نفسه من اي اعتداء او اغتيال قد يتعرض له لاسمح الله.
بالاضافة الى ماسبق فان الشعب اليمني يدرك جيدا ان الرئيس هادي تولى منصب رئيس الجمهورية في وقت كان فيه الشارع اليمني يغلي ويشتعل نتيجة هيجان الربيع العربي فكان شارع الستين والجامعه مليئ بالخيام و التجمعات والهتافات والشعارات والمسيرات والآلآف المولفة تحتشد في كل جمعة ولهم اهدافهم الخاصة بهم وفي المقابل كان السبعين والتحرير هو الآخر مليئ بالخيام والتجمعات والهتافات والشعارات والمسيرات والآلآف المولفة المحتشدة في كل جمعة ولهم اهدافهم الخاصة بهم.
الا ان الوضع اليوم قد تغير واختلف عما كان عليه بالامس القريب فالجيش المنقسم وقادته لم يعد لهم اي دور او سلطة على الجيش اليمني حيث تمت هيكلة القوات المسلحة والامن وتم تغيير القادة السابقين ( اطراف النزاع ) وبموجب هيكلة الجيش تم حل الفرقة الاولى مدرع والحرس الجمهوري وتم اعادة توزيع تلك القوات على عدد من الالوية العسكرية وتم تعيين قادة جدد للقوات المسلحة والامن ، كما ان الشارع اليمني هو الآخر توقف من الغليان الى حد كبير جدا بعد ان تم رفع الخيام من التحرير والجامعة ،اي نعم لقد تغير الوضع واختلف عما كان عليه بالامس القريب وتم تطبيق معظم بنود المبادرة الخليجية وهاهي البلد اليوم تعيش المرحلة الثانية من انعقاد مؤتمر الحوار الوطني .
الا انه وبالرغم من كل تلك التغييرات التي شهدتها البلد ورغم كل تلك التطورات والمستجدات على الساحة السياسية ورغم تلك التحولات الهامة والمفصلية التي طرأت على البلد والتي كان من المفترض ان يتغير ويتحول معها الواقع المأساوي والمرير الذي نعيشه الى الافضل ليستتب الامن والاستقرار وتفرض هيبة النظام والقانون لننعم بحياة كريمة تتوفر فيها جميع الخدمات الاساسية من كهرباء وماء وتعليم وصحة وغيرها ،الا ان حالة المواطن اليمني وحياته ومعيشته وللاسف الشديد لم تتغير وليت الامر توقف عند هذا فحسب بل ان حال الوطن والمواطن يوميا يتدهور ويزداد سواء من يوم الى آخر.
لطالما ردد فخامة الرئيس هادي في جميع خطاباته ان عجلة التغيير تحركت ولن تعود الى الوراء وان من يعتقد ان عجلة التغيير سوف تعود الى الوراء فهو واهم ولا يقراء الواقع قراءة صحيحة ، عبارات رائعة تلك التي يرددها ويكررها على مسامعنا فخامة الرئيس لكن الواقع للأسف ليس رائع كما انه ليس جميل فعجلة التغيير نعم تحركت يافخامة الرئيس لكنها تحركت بصوره عكسية اذ تحركت الى الخلف وليس الى الامام كما كنا نريد نحن وانت وجميع ابناء هذا الوطن الشرفاء .
عدد من المقالات السابقة التي كتبتها وتم نشرها في عدد من الصحف الرسمية والحزبية والمستقلة والمواقع الأخبارية اكدت من خلالها ان فخامة الرئيس يمضي بنا وبالوطن الى بر الامان وقد كتبت تلك المقالات ليس مديح في شخص الرئيس او لغرض الحصول على منفعه او مصلحة ما فانا والعياذ بالله من كلمة ( انا ) لا اجيد فن المديح كما لااجيد تقمص دور المادح المنافق ولله الحمد على هذه النعمة نعم فانا لست بجاحه الى مديح الرئيس او غيره لان ربي الله سبحانه وتعالى الذي خلقني هو وحده من اطمع في رضاه واتوسل اليه وارجوه واتضرع اليه بالدعاء بان يعطيني ويرزقني فهو وحده الرزاق والنافع الضار لكني في حقيقة الامر كنت اكتب تلك المقالات بحماس لامتناهي ابان اصدار فخامة الرئيس لعدد من القرارات التي طالما انتظرها الشعب اليمني بفارغ الصبر لكن ومع مرور الايام تبين لي وللمواطن اليمني المغلوب على امره جليا ان كل ماحولنا ليس سوى سراب اي نعم فاحلامنا وآمالنا التي عقدناها على الرئيس عبدربة منصور هادي وللأسف الشديد تبخرت وسرعان ما تحولت الى سراب فالمواطن اليمني يعيش حياة تلظى تحاصرها الهموم والمأسي والأحزان من كل اتجاه ومن كل حدب وصوب فمن انعدام الامن والاستقرار الى انعدام الكهرباء الى فشل ذريع في التعليم والخدمات الصحية الى سحل وقتل المواطن اليمني امام مرئ ومسمع من الجميع وما قصة امان والخطيب وشيخ الفتوة الا شاهد على الحالة المزرية التي وصلت اليها البلد !
وفي حقيقة الامر الشعب اليمني محتار ويعيش حالة من الذهول والاستغراب ويتسأل هل يعقل ان تقف الدولة بجميع مؤسساتها وبما تمتلكه من قوات مسلحة وامن وعده وعتاد عاجزة عن القيام بدورها واتخاذ موقف جاد تجاه عناصر تخريبية اجرامية عاثت بالوطن الفساد والدمار والخراب فاهلكت الحرث والنسل ودمرت كل ماتبقى من جميل ورائع في هذا الوطن !؟ فانابيب النفط والغاز وابراج الكهرباء وخطوط نقل الطاقة الكهربائية في مأرب ونهم وغيرها من المناطق تتعرض يوميا للاعمال التخريبية وفي الغالب تتكرر تلك الهجمات والاعمال الاجرامية اكثر من مره في اليوم الواحد ومع هذا نجد الدولة وللأسف الشديد عاجزه عن القيام بأي دور يوقف مثل هكذا عصابات واعمال اجرامية بحق الوطن والمواطن .
الامن والاستقرار هو الاخر حدث ولاحرج حيث لم يشهد اي تحسن بل هو من سيئ الى اسواء ولايكاد يمر يوم الا ونسمع فيه مايؤلم القلب ويجرح مشاعرنا والاحاسيس اي نعم فكل يوم تغتال تلك الايادي الاجرامية والآلة القاتلة ارواح اليمنيين ولايكاد يمر يوم الا ونسمع فيه عن مقتل ظباط او مسئولين اومواطنيين ابرياء لاذنب لهم سوى انهم يمنيين يعيشون على الأرض اليمنية فالآلة الاجرامية وعناصرها التخريبية تتربص باروح اليمنيين في كل مكان وتحاصرهم من كل اتجاه ففي حضرموت عصابات اجرامية تنفذ الاغتيالات وفي لحج نفس العصابات لذات الغرض نفسه وفي الظالع ايضا وفي مأرب وفي الجوف وفي تعز وفي اغلب محافظات الجمهورية توجد تلك العصابات التخريبية وتلك الآلة الاجرامية ولذات الغرض الدنيئ والهدف الحقير والمتمثل في زعزة الامن والاستقرار في ربوع الوطن الغالي !
ما تشهده الجمهورية اليمنية من مأسي واحزان في شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه وبمختلف المجالات والاصعدة وما صاحبها من موقف سلبي ومخزي ومتخاذل من قبل الدولة والتي وقفت عاجزة عن القيام بدورها وواجبها ومسئوليتها امام الله والوطن والشعب ولانكم يا فخامة الرئيس الرجل الاول في البلد باعتباركم رئيسه وولي أمر الشعب كان لزاما عليكم تحمل واجباتكم الملقاة على عاتقكم باقتدار ومسئولية لايقاف ما يجري في البلد من مهزلة واستهتار وعبث و فوضى وخراب ودمار اهلك الحرث والنسل ، نعم كنا ننتظر منكم الوفاء بالوعد الذي قطعتموه على انفسكم امام الله والوطن والشعب ومازلنا كذلك حتى اللحظة رغم جور المآسي وثقل الاحزان ننتظر منكم يا فخامة الرئيس تحقيق امال وطموحات واحلام وتطلعات الشعب اليمني في العيش بحياة كريمة لامذلة فيها من احد ولافضل فيها من احد على احد والله المستعان يا فخامة الرئيس !
*رئيس المنتدى اليمني للتعليم العالي