تشهد مدينة نيويورك الأمريكية جدلاً واسعاً أعاد ذكريات هجمات سبتمبر 2001، وذلك بعد تقديم مشروع لبناء مسجد يقع على بعد أمتار ممّا يُعرف بـ (الموقع صفر) الذي كان يضم مركز التجارة العالمي الذي استهدفته الهجمات.
وذكرت (سي إن إن) فجر السبت 8 مايو 2010 أن المسجد جزء من مشروع متكامل يحمل اسم
(مساكن قرطبة) ويتألف من 15 طابقاً، ويضم أيضاً معارض فنية ومسابح ومراكز رياضية، ولكن الإعلان عنه أطلق العنان لمشاعر متباينة بين سكان المنطقة، عائلات قتلى الهجوم ممن كانوا في برجي مركز التجارة.
وقدم المشروع من قبل (مبادرة قرطبة) و(الجمعية الأمريكية لتقدم المسلمين) وهما جهتان مستقلتان تعملان على تحسين التفاهم وزيادة الحوار بين الأديان المختلفة، وجرى عرض جانب منه على لجنة استشارية ببلدية منهاتن.
وقال رو شيفي، أحد أعضاء اللجنة ممن حضروا الاجتماع لـ (سي إن إن): "الأرض ملك أصحاب المشروع والبناء لن يؤثر في طبيعة (المنطقة صفر) وقد عرضوا المشروع أمامنا بشكل طوعي لإطلاعنا على خططهم وأخذ رأينا بالموضوع".
وكشف شيفي أن المشروع حظي بموافقة جماعية من قبل أعضاء اللجنة، خاصة أن المنطقة بحاجة لمراكز اجتماعية.
أما ديزي خان، إحدى العاملات على المشروع، فقد وصفت المبنى بأنه مركز يديره المسلمون، لكن خدماته ستشمل كل السكان بصرف النظر عن دينهم.
وأضافت خان: "هذا المركز سيكون مكاناً يُكرّم فيه الدين الإسلامي والتعددية الموجودة في الولايات المتحدة بوقت واحد.. كما سيكون منصة تعبر من خلالها الأغلبية الساحقة من المسلمين عن أفكارهم المعادية للمبادئ المتطرفة".
أما مشاعر عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر فكانت متباينة للغاية، وقال مارفن بيثا، الذي عمل ضمن فرق الإسعاف بعد الهجوم: "لقد خسرت 16 من أصدقائي في المبنى، ولكن كان هناك ضحايا من بين المسلمين أيضاً، وقد يكون المركز المقترح والمسجد إشارة إيجابية إلى أننا لا ندين كل المسلمين، بل المتطرفين فقط".
ولكن الفكرة لم ترق لميشال فالنتين، وهو محقق سبق له العمل في المركز بعد الهجوم، إذ قال:
"يجب أن تكون المنطقة نصباً تذكارياً لتخليد ذكرى الضحايا، والمشروع يجعل قلبي ينفطر حيال عائلات القتلى، أعلم أنهم سيبنونه بطريقة محترمة، ولكن يجب ألان يكون في هذه المنطقة".
ووافقه باري زيلمان، شقيق أحد القتلى، الذي قال إن ظهور مسجد قرب موقع الهجوم سيكون
"ذكرى أليمة لعائلات الضحايا الذين سقطوا".