أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

سقوط صنم ثورة يناير في مصر

- عمرو محمد ناجي الرياشي

لم تقم شعوب الربيع العربي بإسقاط الإنظمه المستبدة الا لتحصل على حريتها والعيش بكرامة عبر وضع قرارها بيدها تحت معيار الإنتخابات وصندوق الاقتراعات الذي يُعبر عن رغبة الجماهير في اختيار من يقوم برعاية مصالحها وحماية حقوقها .


حقيقة ما نراه من عدم استقرار سياسي لدول الربيع العربي تسبب في تهالك الحياة الاقتصاديه والامنيه... لكن ما يجب معرفته بأن عدم الاستقرار امر مفتعل ولم يكن  مجرد صدفه او محطة اخفاق غير متوقعه الحدوث .


بل امر مدروس ومخطط له بعناية فائقه فبعد فترة غير قصيرة على سقوط رأس الهرم للأنظمه القديمة نرى ان مؤسسات دول  الربيع العربي تعكس تراجع مخيف بل اسوء مما كانت عليه وخالفت طموحات الجماهير التي احتشدت وناضلت من اجل القرار السياسي الذي يخلق الإستقرار .


 لو أخذنا الأحداث الواقعه في مصر نجد ان القوى الثورية التي نجحت في اسقاط نظام مبارك فشلت في ترويض أدائها السياسي لوضع اسس جديدة لتكون منطلقا لخلق عقد اجتماعي يوضع من خلاله ملامح الدولة التي ينظم ويُفعل فيه دستور الدولة المصرية .


فعدم التأقلم على الخطوط العريضه للديمقراطيه والحنيين الى حلبة الصراعات السياسية له اسبابه الداخليه والخارجيه بسبب تدفق المال السياسي لمنع أي تقدم قد يحدث اثر ايجابي في معنى التغيير للإنظمة الفاسدة المستبده .


فما قام به الجيش المصري في 3 يوليو 2013 من انقلاب عسكري وتجميله بملامح جماهير غاضبه خرجت للشارع لبضعة ايام يجعلنا نحمل سلاح سؤ الظن خصوصا ان الولايات المتحده الامريكيه لها اهدافها الاستراتيجيه  بإشغال المؤسسة العسكرية المصرية في وحل الصراعات السياسية الداخليه بشكل مباشر لتمرير عدد من المشاريع الاخرى مثل اكمال مسلسل تهاوي الجنيه المصري وضرب الاقتصاد المصري وتنفيذ مشروع اسرائيل المتمثل بسد النهضه في الحبشه الذي من شأنه تهديد مستقبل تواجد الكيان المصري عبر انقاص حصة مصر من مياه النيل وغيره من مشاريع تفتيت للدولة المصرية التي لن ترى النور الا بخلق حالة انفلات وازمة سياسية طويلة المدى إضافة الى تعطيل مشروع انعاش قناة السويس ذلك الكابوس المرعب لبعض دول المنطقة العربية  مع الأسف .


 انا لست مدافعا عن سياسية الاخوان بل لقد وقعت جماعة الاخوان في اخطاء استراتيجيه قاتله سهلت من خروجها مبكرا من حلبة الساحه السياسيه بسبب استفرادها وعدم افساح مجال الشراكه السياسية التي كانت احد الاسباب لسقوطها ولكن ليست السبب الرئيسي .     

ما حصل في مصر من قبل العسكر لا يعد سوى التفاف على الإنتخابات التنافسية التي جرت وتم الإستقواء بأدوات تضليليه خداعيه.  فكان ينبغي ان يتم انهاء حكم الإخوان بالإنتخابات حتى تكتمل ملامح التداول السلمي للسلطه عبر صندوق الإنتخابات  .

وسأكون صريحا بأن تصرف الجيش المصري قد يدخله في دور نظيره الجيش الجزائري سابقا بسبب إنحراف المؤسسة العسكرية عن دورها وخروجها من ثكناتها ومواقعها في المعسكرات الى لعب دور إلغاء نتائج عملية انتخابية شارك فيها الجميع وربحها الإسلاميين .

 اخيرا ... الجيش المصري والاخوان هل تكون الغلبة للغة السلاح وتكسير كل منهم للأخر ام  للقضاء على حالة عدم الاستقرار والخروج من الازمة السياسية

ام ان حكم صناديق الاقتراع في مصر مرهون بمدى  توفير الحماية المقدمة لاسرائيل .

و التسائل المطروح في حال إقيمت انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة وقبلت بها جمــيع الاطـــراف ... ماهي  الضمانات الكافية لاحترام نتائجها وعدم تكرار ما حدث ؟

Total time: 0.028