تعد ظاهرة زواج اليمنيات بأجانب إحدى الوسائل التي تتخذها الفتيات اليمنيات للفوز بـ (فارس الأحلام)، في ظل عجز الشباب اليمنيين من الطبقة الوسطى أو محدودي الدخل من الزواج بهن، حيث أصبح الوضع المعيشي لهذه الطبقات لا يقوى على الإنفاق الإضافي على أسر جديدة، فيما تشير الإحصائيات السنوية الرسمية إلى ارتفاع هذه الظاهرة مع سوء الأحوال الاقتصادية وتزايد البطالة لدى الشباب الذين لا يجدون وظائف تساعدهم على فتح بيوت آمنة..
الفــقـــــر
تعتقد رمزية الإرياني ـ رئيسة اتحاد نساء اليمن، أن الفقر واحد من أهم الأسباب التي جعلت اليمنيين يقبلون بتزويج بناتهم من عرب وأجانب. وتضيف: قد يتخوف بعض نساء اليمن من معاملة الرجل اليمني فيوافقن بالزواج من عربي أو أجنبي، والإنسان صاحب أحاسيس ومشاعر يمتلك الغضب والفرح والسعادة, وهذا لا يعني أن اليمنيين اكثر عنفا ضد المرأة واقل احتراما لها، والموضوع هنا يختلف فلكل دولة مفاهيم ثقافية اجتماعية تلعب دورا مهما جداً, ومجتمعنا اغلبه أميين 60 % لم يفهموا ما ذكره الله عز وجل في كتابه العزيز وفي الأحاديث النبوية حتى وإن فهموه لا يطبقوه.
- فيما يرى كامل الخوداني أن أكثر ما يدفع الزيجات خصوص زواج اليمنيات من أجانب يطغى عليها الجانب المادي اكثر؛ ونسبة نجاحها بسيطة جداً وغير مضمونة الاستمرارية, كون الكثير من الأجانب يتزوجون للمتعة ولفترة قصيرة وليس للاستقرار أو لتميز الفتاة اليمنية عن سواها.
الأولاد ضحية
تقول الدكتورة عايدة السياغي: المشكلة ليست أن اليمني يتزوج بأجنبية المشكلة تكون على حساب الأطفال الذين يولدون منهم, الأولاد يصبحون ضائعين بين مجتمعين ولا ينتمون لا لليمن ولا للدولة الأجنبية, القوانين تختلف أيضا من ناحيه حضانة الأطفال أو الطلاق وأيضاً الإرث, وحسب ما رأيت بعض الزملاء والأصدقاء في اليمن الأهل يزوجوهم و هم صغار من بنات العم أو الخال و ينجبوا الأطفال و بعد سنوات الأب يشعر بانه يريد شريكة أخرى لحياته و ليس شغاله أو أم أولاد فقط.
- تضيف السياغي: وهنا يبدأ البحث عن الحب الضائع و تكون الأجنبية أسهل لأنه لن يدفع مهر ولا عليه شيء, ومتى ما أراد تركها يتركها, لأنه لن يعمل حساب لأهلها كما يعمل لأهل اليمنيات, وبعد سنوات يكتشف انه يفضل اليمنية؛ لأن فيها صفات أقرب له من الأجنبية.
موضوع معقد
ميادة هادي، تقول: الموضوع معقد من ناحية الأسباب, لا أستطيع الجزم بأن الأسباب المادية قد تكون هي العامل المؤثر فقط, ولكن بلا شك ونتيجة للأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلد والفقر ستجد هناك ترابطا قويا لفكرة الزواج من خارج الجنسية لليمنية خاصة بالنسبة للفتيات.
وتضيف: أعتقد بالنسبة للشباب قد لا يكون هذا العامل الرئيسي من وجهة نظري من ناحية نجاح مثل تلك العلاقات, نجحت تجارب، وفشلت أخرى؛ لذلك قد لا أؤيد ذلك خاصة إذا حدثت مشاكل أدت للانفصال وقد حدثت كثيراً من ناحية الأطفال والحضانة ووضعهم القانوني وتوفير النفقة المعيشية لهم والالتزام بها.
- تضيف ميادة: أحياناً وهذه قضايا رأيتها بأم عيني لا يستطيعون رؤيتهم مطلقا, ولا ننسى أن القانون اليمني في هذا الجانب ضعيف جداً من ناحية التطبيق الملزم لضعف هيبة الدولة ككل, وسنجد في أدراج كثير من السفارات والقنصليات اليمنية في الخارج ملفات لمشاكل تتعلق بهذا الجانب, من الجميل أن ننظر للمستقبل قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة من كافة الجوانب, غالباً العواقب المترتبة أكثر من المنفعة في مثل هذه الزيجات.
زادت في الفترة الأخيرة
يرى عبدالوهاب المعيطي، أن الأسباب الرئيسية هي غلاء المهور والطمع من الأهل وعدم استقرار الوضع المعيشي وقلّة الدخل وزيادة أسعار المعيشة، كل هذا ساعد على قابلية تزويج اليمنيان بعرب وأجانب.
- فيما تقول رجاء الشرجبي أن هذه الظاهرة موجودة، لكنها ازدادت في الفترة الأخيرة لأسباب منها غلاء المهور التي لا يقدر عليها الشاب اليمني عكس الأجنبي أو العربي الغني وأكثر الزيجات من خليجيين أو من غربيين اسلموا.
- أما عبد المنعم الصريمي فقد أردف: تجتمع أسباب عدة أهمها الرغبة بالخروج للخارج بالنسبة لنا ذكورا وإناث بسبب الأوضاع المادية الصعبة وكذا الأمنية, إضافة إلى البيئة لدينا طاردة بعكس البيئة لدى الدول الأجنبية التي تبعث فيك حب الاستمرار.
توفيق الله
تعتقد أسماء معياد أن هذا الموضوع غريب لأنه ليس معقول أن أهل البنت يقبلون زواج بناتهم من غير يمني، خاصة وهناك احتمال كبير بأنها لن تتأقلم مع أجنبي, وطلاق البنت يصبح عيب يرافقها حتى أخر يوم في عمرها، وبالنادر ما تقدر ترجع تتزوج مره ثانية، بس الرجل لو تزوج بأجنبية فحتى لو لم يتأقلم معها ما رح يضره أنه يكون مطلقا لأنه رجال والرجال ما يعيبه الطلاق.
- نزار العبادي مدير مركز الإعلام التقدمي، يقول: يوجد في العراق من هم متزوجون بيمنيات وكذلك يمنيين متزوجين عراقيات، لكن اشعر أن بعضهم يواجهون صعوبات من الحالات التي رايتها عراقية متزوجة من يمني طلقها ومعها طفلين، يمنعها من اصطحابهما معها للعراق وهي أيضاً ترفض السفر بدونهما. يضيف العبادي:أصدقائي اليمنيين جميعهم يعاملون زوجاتهم بطريقة جيدة, هناك شبه اتفاق رأي حول تدني أعداد الرجال المتزوجين بغير يمنيات حيث تم إرجاعه إلى البيئة الصعبة والخوف من عدم قدرتها على التكيف وكذلك الظروف المادية, لكن بالنسبة لزواج الإناث تنوعت الأسباب بين الرغبة في حياة افضل والشكوى من عدم اهتمام بعض الرجال بزوجاتهم وبين التقليد، وقد لاحظت وجود نسبة أكبر من المشككين بإمكانية نجاح مثل هذه الزيجات أو لنقل إن هناك إشكاليات تترتب عنها، وبالمقابل كان هناك من يرجع كل شيء إلى توفيق الله سبحانه وتعالى.
الزوجة الخادمة
تقول نور مهند: بالنسبة لبنات اليمن في الغالب يكون حلمها أن تتزوج بغير يمني؛ لأن اليمنيين بطبعهم قاسون في المعاملة, حيث إن معظمهم لا يرون بأن هناك فرقا بين الزوجة والخادمة, وبما أن الثقافة السائدة هي ثقافة أفلام ومسلسلات سوري ومصري وتركي وأدوار حب ورومانسية فتكون الصورة لدى المراهقة اليمنية بأن هؤلاء العرب أو الأجانب سيكونون تماما كما تراهم بالتلفزيون.
- بينما تعتقد رؤى الصوفي أن الوضع الاقتصادي هو السبب الرئيسي في زواج اليمنية بأجنبي, لكن بالنسبة لقلة عدد اليمنيين المتزوجين بأجنبيات أعتقد يرجع السبب للبيئة المختلفة الموجودة في اليمن يعني المرأة الأجنبية من الصعب عليها التأقلم مع البيئة المحافظة في اليمن خصوصا لو أنها من دولة غربية أكثر انفتاحا، أيضاً مستوى الحياة و الرفاهية هنا متدن جداً أي إن الامتيازات التي تخسرها بزواجها من رجل يمني مقابل بقائها في بلدها أو زواجها برجل أجنبي تكون أكثر.
بــلا كــــرامــة
ادهم عادل، يقول: من الممكن أن ينجع زواج العرب والأجانب بيمنيات؛ لأن الأساس هو الدين والأخلاق, ولكن الذين يزوجون بناتهم لأجانب وخصوصا الخليجيين هي لأسباب مادية ولهذا فهي تعكس سقوط المروءة من الأب إن كان لم يأخذ في الاعتبار الأخلاق ومدى التزامه بدينه؛ لأنها أساس صيانة كرامة ابنته التي تعكس كرامته.
- الدكتور عبد الرحمن الصعفاني ـ أستاذ الأدب والنقد المساعد، يرى أن نسبة اليمنيين المتزوجين من خارج البلاد يعود لأسباب مادية وأسباب ترتبط بمحدودية تعرفهم على إناث من جنسيات أخرى, كما أن اليمنيين المؤهلين لنيل رضا غير اليمنيات ربما ليسوا كثرا, معتقدا أن السبب الذي دعا بعض الأهالي لقبول تزويج بناتهم بعرب وأجانب هو عدم استشعار المخاطر نتيجة قلة الوعي وغالبا الطمع.