أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

الإخوان بمصر يواجهون خياراً صعباً.. بين العودة للاضطهاد والقمع أو الخوض في قتال مع العسكر

مؤيد للرئيس المصري المعزول محمد مرسي يهتف خلال مظاهرة في القاهرة
- ترجمة: طه ياسين

انضم يحيى حامد ذو الثانية والعشرين ربيعاً إلى التنظيم المحظور الذي غالباً ما ينتهي المطاف بأعضائه في السجن. بعد عقد واحد من انضمامه أصبح حامد المتحدث الرسمي باسم الحملة الانتخابية للمرشح الفائز بأول انتخابات ديمقراطية في مصر حيث انتقل (المرشح) من شخص يحاكم إلى السلطة بسرعة هائلة.

 

إلا أن السقوط كان كذلك سريعاً، ففي ليلة الأربعاء حيث جرى الانقلاب وانتشر الجيش وكان يسحب كل من يتواجد أمام المكتب الذي يترأسه حامد كوزير، فر حامد عن طريق مراب للسيارات.

 

يواجه حالياً حامد وبقية قادة جماعة الإخوان المسلمين ما يعتبرونه خياراً صعباً وهو إما العودة إلى القمع والاضطهاد أو الخوض في قتال دامٍ ضد العسكر الذين يحكمون قبضتهم على البلاد منذ ستة عقود.

 

وبالنسبة لجماعة بقت على مدى تاريخها بين المعارضة السلمية والعنف، فإن تعرض العشرات من أنصارها للقتل من قبل قوات الأمن، يوم الاثنين، ترك أعضاءها في حالة غضب وسخط كما وضعهم في خطر الاتجاه نحو مستقبل أكثر عسكرة وتشدد.

 

وفي رسالة بريدية (إيميل) بعث به حامد بعد عنف الاثنين الماضي، يقول فيها: «إن النظام الجديد أرسل رسالة واضحة أنه مصمم على القتل واحتجاز الشخصيات السياسية وكذلك إيقاف القنوات الإعلامية».

 

حيث تعهد حامد وعدد آخر من المسؤولين المعزولين بمزيدٍ من الاحتجاجات، وألقوا خطابات عاطفية، ويقول الضحايا المضرجون بالدماء في المستشفى الميداني وسط موجة حاشدة من الأنصار شرقي القاهرة: «إن المجزرة التي ارتكبتها قوات الأمن المصرية لم تزدهم إلا صلابة وعزماً». وطبقاً لأحد المحللين، فإن الجماعة التي تأسست في 1928 تقف اليوم في مفترق طرق حرج.

 

ففي الوقت الذي يبقى فيه الرئيس المعزول محمد مرسي ودائرته الداخلية وكل الموالين للإخوان في سجن ورئاسة الحرس الجمهوري، يقول قادة في جماعة الإخوان إن قوات الأمن المصرية احتجزت قادة آخرين من الجماعة، كما قامت بإغلاق قناتين فضائيتين تُوصف بأنها تتعاطف مع الإسلاميين، وتقول تقارير أمنية مسرّبة إن مكاتب الجماعة التي تم مداهمتها كانت تحوي أسلحةً مخزّنةً.

 

يقول الخبير بالجماعة في جامعة أوكلاهوما الأمريكية، سامر شحادة، إن السؤال الذي أصبح محورياً بشكل حاد هو فيما إذا كان سُيسمح للجماعة أن تعود إلى المرحلة السياسية الجديدة في مصر.

 

ويضيف شحادة قائلاً: «إذا ما تم إقصاؤك من العملية السياسية حينئذ أحد الاحتمالات هو اللجوء إلى السلاح». إلا أنه يرفض فكرة أن تتحول مصر إلى جزائر أخرى، حيث تدخل الجيش لإلغاء الانتخابات عشية فوز الإسلاميين في 1991، وهو ما شكّل بداية لحرب أهلية استمرت عقداً كاملاً.

 

وفي سؤال طرحته الصحيفة حول إمكانية أن تعود البلاد إلى ما برز في التسعينيات، حيث كان هناك نشاط إرهابي ضئيل ومستمر، وذلك في أفضل نصف عقد؟ أجاب شحادة: «نعم.. أعتقد بأن هذا ممكن».

 

وبالرغم من دعوة قادة الإخوان المسلمين مراراً في الأيام التي تلت عزل مرسي إلى التظاهر السلمي، إلا أنه في احتجاجات الإخوان كان صدى التوتر بين أولئك المناديين بالسلمية ومن يريدون أن يتجاوزوها مسموعاً من وسط الشعارات وسير الأقدام.

 

وقاد ثلاثة من الأعضاء الرئيسين لجماعة الإخوان مظاهرة راجلة من دلتا النيل، أكبر تجمع احتجاجي للجماعة خارج جامع رابعة العدوية شرق القاهرة، وذلك للاعتصام أمام وزارة الدفاع، في وقت الغروب يوم الأحد. يقول محسن راضي –عضو في البرلمان المنحل- إن الفكرة من هذا الاعتصام هي مضاعفة «الضغط».

 

 -------------------

*نشرت المادة في صحيفة واشنطن بوست (الأمريكية) – الثلاثاء 9 يوليو 2013.

كتب المادة من القاهرة: ابيجيل هاوسلنر.

المصدر : المصدر اونلاين

Total time: 0.0567