يحيى كغيره من اليمنيين الذين أجبرتهم الظروف على الرحيل بعيدا عن الأهل والأصدقاء والأرض كرحاله بحثا عن أحلام مستحيلة التحقيق أن بقي في اليمن فاغترب بطريقه عشوائية وغير رسمية وكان حظ يحيى أن صادف ولقي عمل لدى أسرة سعودية في الحدود وانتقل من رعي الأغنام إلى سائق فبالرغم من امتلاك هذه الأسرة للأموال الطائلة إلا أنها لم يكن لديها من الذكور غير نايف الذي تزوج واستقل في منزل آخر أما بقية أفراد الأسرة والتي تتكون من سبع بنات غير الأم والأب والذي يعمل في إحدى الوزارات حيث كانت كل أعمال ومهام البيت موكله إلى يحيى السائق ويقوم بها على أكمل وجه ونظرا لإخلاصه في عمله وأخلاقه الطيبة فقد أعجبت به نوف البنت الكبيرة لهذه ، وكانت أجمل أخواتها وأرقهن وكان عند عودت يحيى بها من المدرسة تطلب منه أن يعمل لها دورة في السيارة خارج المدينة
وخلالا انفرادهما في إحدى المرات أفصحت ليحيى بما تُكن له من حب وإعجاب وهو الآخر عبر لها عن حبه وأكد لها أنه من المستحيل زواجه بها كونه يمني وهي سعودية ومع مرور الوقت زادت بينهما همسات الغرام وبات من الواضح اهتمام يحيى بنوف خلافا لأخواتها وكان كل من يتأمله ويتابع حركاته يوقن بأنه يحبها وبدأت الشكوك والتساؤلات حول خرجاتهما المتكررة وكان كلما يحدث في البيت لا يمكن أن يصل إلى مسامع الأب ويبقي تحت تصرف الأم وهي التي تدير شؤون البيت ورعايته،
ولاحظت الأم القلق الذي ساور نوف وحزنها في حال غياب السائق يحي اليمني أو تأخره في العودة ووصلت إلى الأم معلومات كثيرة من بنات أخريات عن وجود علاقة حميمة تجمع بين بنتها والسائق اليمني وقامت بتضييق الخناق عليهما ومنعت نوف من الركوب مع يحي وصادف أن خرج جميع أفراد الأسرة في عرس أحد الأقرباء للعائلة وعادت نوف إلى البيت والتقت بيحيى وتشاكيا وتباكيا ودارت في عقلهما فكرة الهروب إلى اليمن وبالفعل غادروا الأراضي السعودية وتشاور هو وأصدقائه وذهبوا إلى أحد الأمناء الشرعيين في إحدى القرى النائية وقام صديقة فؤاد بتقمص دور الأب وتم عقد القران بين نوف السعودية ويحيى اليمني وأصبح زواجهما شبه رسمي
وعندما علم شيخ المنطقة بالحادثة استدعاهما وقام بحبس يحيى وإيداع نوف لدى عائلته وبعدما يقارب شهر وصل أهل نوف من السعودية واستقبلهم الشيخ وقام بتهدئة الأوضاع وتم عقد القران من جديد وبطريقة شرعية خرج يحيى وأصدقاءه من الحبس وأعلنت الأفراح والليالي المالح وأقيم عرس بهيج لنوف ويحيى وبعد ثلاثة أيام غادر أهالي نوف اليمن عائدين إلى السعودية تاركين بنتهم في أمانة يحيى وقد وعدت الأسرة بأنها ستوفر له فيزة للعودة للعمل بالسعودية بطريقة قانونية