أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

القصة الكاملة لسعيد وتوماس مور واليوتوبيا

- هايل على المذابي
* فقط ..قلة هم أولئك الذين استطاعوا أن يمدوا جسورا بين الحضارات ما
يعجز البنأؤون عن تشييده ومده, وما كان ذلك ليكون لولا امتلاكهم لثقافتين
متضادتين , وجمعهم بين ما يستحيل الجمع والتوفيق بينه ، ثقافة القلب
والروح والأيمان وثقافة العقل والمادة والعلم وإن كان الفيلسوف الألماني
(هيجل) صاحب الصدارة في الجمع بين النقيضين نظرياً بيد أن نبينا الكريم
عليه الصلاة والسلام قد جمع بينهما عملياً إذ استطاع في غضون ثلاثة
وعشرين عاما -فقط- أن يشيد حضارة من لا شيء ويقيم دولة ويفتح بها
العالم..!
الشرق صاحب القلب والروح والإيمان والغرب ذو العقل والمادة والعلم ,
وقرآننا الكريم هو ما تبقى للعالم من بين كل الكتب السماوية وبين طياته
حوى الثقافتين وأكثر فخاطب العقل تارةً وخاطب العقل تارةً أخرى ولطالما
حث على استخدام هذا الأخير كثيراً مستخدماً ألفاظا شتى مثل البصيرة
والإدراك والفكر و....و,,,الخ مما توضحه وتوضح تباينه كتب أرباب اللغة
كالفروق في اللغة لأبي هلال العسكري وسواه...
ومثلما يتمايز الناس في أعمالهم وصفاتهم وأخلاقهم وأفعالهم تمايز رجال
العلم والدين في أساليب تأملاتهم وتفكيرهم وتمايزوا في فهمهم وتدبرهم
لآيات القران الكريم , ومن هناك نشأت المدارس ..ولعل أولها مدرسة عبد
الله بن عباس رضي الله عنهما الذي دعا له الرسول عليه الصلاة والسلام بأن
يعلمه الله تأويل القرآن فنشأت على يديه مدرسة الاستنباط ولها قصة إذ أتى
عثمان بن عفان رضي الله عنه بامرأة وضعت حملها بعد ستة أشهر فاتهمت
بالزنا فأمر عثمان برجمها ولولا تدارك ابن عباس لحدث ما يكره , فقال
مستشهداً بآيات الله "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن
وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير" لقمان (14) ثم ذكر
الآية الأخرى مستنبطا ما أنقذ المرأة من فضاعة الموقف قال تعالى :"
ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملتهُ أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله
وفصاله ثلاثون شهراً حتى إذا بلغ أشده ...الخ الآية.الأحقاف (15),
فاستنبط من الآية الأولى أن مدة الرضاعة عامين ومن الآية الأخرى أن الحمل
والرضاعة ثلاثون شهراً فأخرج العامين من الثلاثين شهراً فتبقى ستة أشهر
هي المدة الحقيقية لاكتمال نمو الجنين وإمكانية الوضع وهكذا نشأت مدرسة
الاستنباط وتفسير القرآن بالقرآن ...
ومن هذا المنطلق بدأت الرحلة , رحلة الرجل السعيد "سعيد" سعيد أحمد آل
لوتاه وله حكاية كان ما ذكر مقدمتها وقد كان من أمره أن قرأ متمعناً في
آيات سورة "الماعون" وحتى يصل إلى قوله "ولا يحض على طعام المسكين"
فيحتار في معرفة من هو المسكين الذي كان الحض على طعامه من سمات المكذب
للدين فيلجئ سعيد إلى البحث عما يبدد به حيرته ويدرك به معنى الآية وهدته
الثقافتين المتضادتين اللتين يملكهما، ثقافة القلب والروح والإيمان
وثقافة العقل والعلم والمادة إلى تدبر القرآن (بطريقة الاستنباط) فألهمته
قصة موسى والخضر عليهما السلام في سورة الكهف, وألفى في قوله تعالى على
لسان الخضر "أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها
وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا " الكهف(78) وتأمل سعيد بين كلمة
المسكين في سورة الماعون والمساكين في قصة موسى في سورة الكهف وأعمل
النظر فيها جيداً حتى اهتدى ببصيرته النافذة إلى أن المسكين هو من يعمل
بالإجارة شبه المُمَلكَة, وقد كان دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام "
اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين" وقال في
حديث مؤكداً على ذلك " من بات آمناً في سربه معافى في بدنه معه قوته وقوت
يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " واستلهاما من هذا وحكمة كونفشيوس
" لا تعطني في كل يوم سمكة ولكن علمني كيف اصطاد" استلهم سعيد أن يخصص
ثلث ثروته في سبيل الخير واهتدى بعناية إلهية إلى المشروع الإنساني
الخيري المحض " السكن المنتج " الذي يشبه في تفاصيله قصة " سفينة
المساكين " التي خرقها الخضر ولكن بطريقة معاصرة وارتقى بالفقراء إلى أن
يصيروا مساكين لهم قوتهم وقوت يومهم معافين آمنين وهكذا ضمن "سعيد " أطال
الله عمره ألا ينقطع عمله حتى بعد مماته فطوبى لهُ أطال الله عمره ,
وبدأت الرحلة ولكن الدرب لن ينتهي , وهذه هي فلسفة مشروع "السكن المنتج"
..
أما فلسفتي فلم يسبق لي الحديث عن شيء إلا وكانت دهشتي به وراء حديثي عنه
ولأن ما يدهشني قليل ونادر في هذا العالم أجدني لا أتحدث كثيرا, ولان
الرجل السعيد "سعيد" الذي هرب البهجة والفرح إلى قلوب الجماهير المطرودة
من المسرح من الأشياء الأكثر إدهاشاً وندرةً في تاريخ البشرية الذي لا
ضفاف له من الابتذال فقد أفردت له هذه المساحة الخضراء التي لن تفيه حقهُ
وتصف إنسانيته مهما كبرت...!!!
يوتوبيا المساكين
((يوتوبيا)) تـعني : اللآمـكان . او المكان الخيالي المثالي وهي كلمة
استخدمها كثير من الحكماء والفلاسفه كوصف لتصوراتهم عن العالم الذي
يحلمون به ، أو العالم الذي يرون انه ينبغى ان يكون لأنه – في نظرهم –
العالم المثالي الذي يجب على المجتمع البشري أن يواصل كماله ورقيه لكي
يصل إليه وعلى مر التاريخ ظهرت الكثير من تلك التصورات أهمها جمهورية
افلاطون ثم كتاب أرسطو "السياسة" وكتاب الفارابي "أراء أهل المدينه
الفاضله" وكتاب "مدينـة الله " للقديس أوغسطين ثم كتاب " الفردوس
المفقود " لجون ميلتون ثم مدينة الشمس لكلامبا نيللا ويوتوبيا توماس مور
..
وأهمية هذه المؤلفات ليست في أنها أعمالا أدبية فحسب بل لأنها حوت رؤى
فلسفيه واجتماعية وسياسية واقتصادية خاصة بكاتبها تدور في فلك ما يجدر
بالمجتمع المثالي أن يكونه وكذلك نظامه وحكومته وطريق حياته بالتفصيل،
خلا ذلك رؤية الكاتب الفنية والأخلاقية والسياسية والنظام الاجتماعي
والاقتصادي والعادات والتقاليد وسائر أنشطة الحياه الاجتماعية ..
رغم ذلك فقد تعذر على كل تلك اليوتيوبيات أن تتحقق بل وأستحال ذلك تماماً ..
في الحلقة الاولى ذكرنا حكاية الرجل السعيد سعيد مع المساكين وأنبثاق
فكرة السكن المنتج المشروع الخيري التنموي العملاق ولعل أهم مايمكن
ذكره والربط بينه وبين ماسبق هو أن سعيد استطاع بحول من الله وقوة بتحقيق
ماعجز فلاسفة التاريخ عن تحقيقه "المدينه المثاليه " أو "يوتويبا
المساكين" ولعل أهم مايجعلني أن اط لق عليها هذا المسمى وربطها
باليوتوبيا هو الشبه الكبير بين هذا المشروع الخيري السكن المنتج
ويوتوبيا توماس مور التي ألفها عام 1516م بيـد ان الاعجازالحقيقي هو أن
يوتوبيا سعيد تحققت ويوتوبيا مور استحال تحقيقها وبقيت مجرد أوراق ادهشت
العالم ورغم ذلك فنحن نعرف الفرق الشاسع بين الفعل والكلام .. بين
الاحتمالية والحتمية وهي الحالة التي صبغها سعيد ووصل اليها انتقالآ من
الحاله الاولى بصبغه دينيه وايمانا بالله وبالذات وحبً للخير واصبح
اللآمكان والعالم المثالي الخيالي حقيقه وواقع معاش .
وليس علينا الان سوى المقارنه لالشئ إلا لإثبات فعالية يوتوبيا المساكين
التي لايراها البعض كما ينبغى ولأن المحاسن لاتتبدى الا بلغة الاضداد ..
وقبل المقارنه نذكر شيئاً من سيرة الرجلين انصافاً لأحـدهما ولتصبح
الرؤية أوضح وأشمل وأعمق....
توماس مور وسعيد لوتاه : سيرة حياة ..!!
توماس مور موجز حياته :
كان توماس مور 1477 - 1535 من ابرز الشخصيات في عهد الملك هنري الثامن
1509- 1547 إذ لم يكن مور مجرد روائي مبدع من ابرز كتاب عصره فحسب
بل كان إلى جانب ذالك محاميا بارعا ذائع الصيت ولم تلبث شهرته أن
دفعته إلى تقلد المناصب العليا فدخل بذلك ميدان الحياة العامة وشارك في
الحياة السياسية وارتقى في مناصب الدولة حتى أصبح الوزير الأول للملك
هنري الثامن ملك انجلترا .
تلقى توماس مور تعليمه الأول في لندن ثم قضى الفترة بين 1490- 1492
وصيفاً في منزل الكارد ينال جون مورتون الذي كان من ابرز رجال عصره وكان
بيته يجع يوميا بكبار رجال الدولة في الأدب والقانون والسياسة ولهذا
الكارد نيال الفضل في توجيه حياة توماس مور نحو الجامعة
التحق مور بجامعة أكسفورد وهو في الرابعة عشرة من عمرة وظل لمدة عامين
1492- 1493 ثم عاد إلى لندن عام 1494 ليلتحق بجمعية " بينوإن" ثم ينتقل
منها الي جمعية اليسكو نزان عام 1496 وهما من الجمعيات القانونية المخول
لها منح إجازة ممارسة مهنة الحقوق ثم عين توماس مور محاضرا ف القانون
عام 1501 في جمعية فير نفالزان وأحس في تلك الفترة بميله الي حياة
الرهبنة فنزل ضيفاً على رهبان " تشارتر هاوس" لمدة أربع سنوات لم ينقطع
خلالها عن العمل لكنه عدل في نهايتها عن فكرة تكريس حياته للرهبنة.
عاد مور إلى الحياة العامة فدخل البرلمان عام 1504 وهو في السادسة
والعشرين من عمرة وتزوج بعد ذلك بعام واحد من زوجته الأولى التي توفيت
عام 1511 وبعد زواجه الأول قام برحلته إلى أوروبا عام 1508 بعد ذلك
عين نائبا الرئيس شرطة لندن عام 1510 وفي عام 1515 اختير للذهاب في
بعثة دبلوماسية وفي عام 1518 ترك منصب الشرطة وانضم إلى البلاط الملكي
وأصبح عضوا في مجلس الملك ثم عين نائبا لوزير المالية عام 1521 ومنحة
الملك لقب فارس وفي نفس هذا العام عاون مور الملك في تأليف كتاب "برهان
الأسرار المقدسة السبعة" ليعارض به كتاب وسجن الكنيسة البابولني ولمارتن
لوثر وفي هذا العام أيضا أحرقت كتب لوثر في فنا كنيسة القديس بولس في
لندن بعد ذلك عين مور رئيسا لمجلس العموم في عام 15323 وضل ينتقل بين
المناصب الي أن ظهرت بوادر الأزمة بينة وبين الملك عام 1529
ومنحة ا الملك لقب لورد وفي عام 1534 اصدر الملك قرار بفصل الكنيسة
الانجليزية عن كنيسة روما وذلك السباب شخصية جدا تخص رغبة الملك في تطليق
زوجته الملكة كاترين وعين الملك نفسه رئيسا لكنيسة انجلترا وطلب من رجال
الدين والدولة الاعتراف به رئيسا للكنيسة ورفض مور فيمن رفضوا الإقرار
برئاسة الملك للكنيسة ولم يمضِ على هذا المواقف بضعة شهور حتى كان مور
متهما بالخيانة وأمر الملك رسميا بالقبض عليه وسجنه عام 1535 وبعد أشهر
قليلة قضاها توماس مور في السجن صدر الحكم بإعدامه وحدد طريقة الإعدام
بقطع الرأس ثم شق الجسد وإخراج الأحشاء وبعد محاولات كثيرة لاستعطاف
الملك اكتفى بتنفيذ حكم الإعدام فقط وعد نفذ الحكم في 6 من يوليو 1353 .
لقد مات توماس مور شهيدا من اجل رؤية أو من أجل جملة من المبادئ ولعله
وهو يختار طريق الشهادة كان يريد أن يدفع ثمن الخطأ الذي أوقع فيه نفسه
حتى يترك العالم سعيدا مستريح الضمير ماذا لو كسب الإنسان العالم كله
وخسر نفسه ؟


• أهم مؤلفات توماس مور:

- الأبجرامات أو المقطوعات اللازمة 1505
- ترجمة لبعض أعمال لوكيانيس الكاتب الإغريقي الساخر 1506


- سيرة حياة جون بيكو ديلا ميراندولا 1510

- تاريخ ريتشارد الثالث 1513
- اليوتوبيا 1515
- الأشياء الأربعة الأخيرة 1522
- محاورة الراحة ضد المحنة 1534
- تأملات 1534
- صلوات لمور ومر جريت 1535




* لماذا كتب توماس مور اليوتوبيا ؟
إن إجابة هذا السؤال تتضمن إجابة سؤال آخر عن القيمة الحقيقية لليوتوبيا
ومؤلفا وهي قيمة واضحة كل الوضوح ولقد كتب مور اليوتوبيا لمعارضة كتاب
الأمير لميكافيلي ومعنى هذا أن مور كان ضد فلسفة ميكا فيلي وكان مور
يساند الفقراء ويدعو الي العدل والمساواة والسلم ونبذ الحرب وكافة أساليب
الظلم وتلك أسباب عظمة شخصية توماس مور الذي خلد نفسه بأعماله التي تدل
على نفس العظمة وخلد التاريخ بكر اسمه وكرمته الكنيسة التي مات شهيدا من
أجلها بمنحهِ لقب قديس عام 1935 أي بعد مرور أربعة قرون ونصف على وفاته .
كما خلده معصم المؤرخين الذين اتفقوا ا على أن إعدام توماس مور كان من
أحلك النقاط السوداء في تاريخ القضاء الانجليزي وان إعدام مور كان
أيضا من أبشع الجرائم التي ارتكبها هنري الثامن في حق الإنسانية .


كان توماس مور شخصية عظيمة لها مواقفها العظيمة وأفكارها العظيمة فكانت
حياة مور بذالك حياة حافلة بكل ما هو عظيم وملهم ولذلك لم يكن من الغريب
أن تظهر قصة حياة توماس مور في أكثر من عمل أدبي أو فني منها على سبيل
المثال مسرحية روبرت بولت " رجل الكل العصور" وعنوان المسرحية نفسه يشير
إلى أن مور كان عظيما في شخصه وفكره لأنه كان داعية لأعظم الأفكار التي
تصلح لكل العصور كشأن كافة الأفكار العبقرية الملهمة لكل الأجيال والعصور
وهي الأفكار التي دافع من اجلها الكبار عظماء التاريخ .


سعيد لوتاه : موجز سيرة :

بدأ حياته العملية مساعداً لوالده الكريم في تجارة اللؤلؤ، إذ عمل في
اختياره، وإصلاحه وشرائه وبيعه، وهو لم يبلغ الثانية عشرة من عمره.
- حج بيت الله الحرام مع والده الكريم عام 1358هـ على ظهور الجمال،
عابراً صحراء الربع الخالي، وراجعاً بالسفينة الشراعية، وهو لم يتجاوز
السادسة عشرة من عمره. تزوج وهو يافع في سن التكليف في السادسة عشرة من
عمره.
- رشح قائداً وتاجراً في البحر ليقود سفينة شراعية في غمار بحر الخليج
العربي والمحيط الهندي، والبحر العربي. وكان معلماً للاتجاهات وحركة
النجوم وهو شاب لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره.

- عمل مقاولاً ومهندساً مدنياً ومعمارياً بالخبرة العملية، والفكر
الهندسي الثاقب، وقد أسس أول شركة إنشائية في دبي عام 1956م باسم (س. س.
لوتاه للمقاولات) وهي مستمرة وناجحة حتى الآن.

- أصبح مشاركاً في مجالس بلدية دبي لسنين عديدة، مرشداً، ومفكراً،
وناصحاً أميناً، ومهندساً عاملاً في عمران بلده.

- أصبح رئيساً ومؤسساً لمجلس الاعمار لتعمير بلده، وتحريك سوقه بالحركة
والنشاط والبناء والعمران لأكثر من عشرين سنة.

وفي عام 1956م أسس منطقة بورسعيد، مخلداً انتصارات حرب بورسعيد ، ومنطقة
بدر مخلداً ذكرى غزوة بدر الكبرى في 17 رمضان سنة 2 هجرية، ومدينة لوتاه
حباً وتخليداً لاسم أسرته ولقب عشيرته، ومبتكراً وزارعاً شوارعها المتجهة
نحو القبلة بالنخيل عام 1978م.

- أسس أول جمعية تعاونية استهلاكية في منطقة الإمارات ودول الخليج باسم
جمعية دبي التعاونية لتوفير اللحوم الإسلامية، وذلك عام 1972م وهي مستمرة
حتى الآن.

- أسس ولأول مرة بنك دبي الإسلامي عام 1975م، ليكون بذلك أول بنك إسلامي
في العالم الإسلامي والعربي والغربي، وكان رئيساً لمجلس إدارته لسنين
عديدة.

- أسس أول شركة للتأمين الإسلامي باسم الشركة العربية الإسلامية للتأمين
(إياك) وذلك عام 1979م.

- أسس أول مدرسة إسلامية رائدة في العالم العربي والإسلامي باسم المدرسة
الإسلامية للتربية والتعليم بمراحلها الثلاث: المرحلة التأسيسية (لعمر
5-9 سنوات)، والمرحلة التوجيهية (لعمر 9-12 سنة)، والمرحلة التخصصية
(لعمر 12-15 سنة) وذلك عام 1983م، لتخرج الطلاب (بنين وبنات) في سن
التكليف (أي عمر 15 سنة) ودخولهم إلى ميدان العمل بتخصصات مختلفة بدراية
ومهارة وخُلق، مع تشجيعهم على مواصلة الدراسات العليا.

- أسس أول كلية طبية في الإمارات ودول الخليج العربي باسم كلية دبي
الطبية للبنات تقديراً لمكانة المرأة وقدرتها على العمل، وذلك عام 1986م.

- أسس ولأول مرة في دبي كلية دبي للصيدلة للبنات عام 1992م.

- أسس أول مركز للبحوث البيئية في دبي عام 1992م في مدينة لوتاه بدبي.

- أسس مركز دبي الطبي التخصصي ومختبرات الأبحاث الطبية وذلك عام 1992م.

- أسس "المعهد التقني" لتخريج المهنيين في مختلف مجالات الصناعة
والكهرباء والنجارة والفايبرجلاس، والسيارات، وتدريب طلاب المدرسة
الإسلامية فيها، وطرح شعاراً تشجيعياً في التوجه الصناعي واحترام المهن
والعمل اليدوي: "تعلم مهنة واملك ورشة" وذلك عام 1992م في دبي.

- أسس مصانع عديدة: مصنع بولي باك 1993م، ومصنع الأسلاك (1994م)، ومصنع
تعليب اللحوم (1990م)، وأقسام الصناعات في الفيبرجلاس والنجارة والحدادة
والكهرباء، والتكييف، وتصليح السيارات.

- أسس "مؤسسة تربية للأيتام" عام 1982م، وتولى تربيتهم ورعايتهم
ومسؤوليتهم من عمر (5 سنوات) وإلى تخرجهم في سن التكليف (أي في عمر خمس
عشرة سنة)، وتشغيلهم بعد ذلك في مؤسساته وشركاته ثم تزويجهم، ليعيشوا
معززين مكرمين، ويؤدوا واجبهم تجاه أسرهم ومجتمعهم.

- أسس أول جامعة بالاتصالات الحديثة عبر الإنترنت، وهي جامعة آل لوتاه
العالمية وذلك عام 2000م، بكلياتها الخمس وهي: كلية المصارف الإسلامية،
كلية الإدارة والقيادة، كلية الاقتصاد والتجارة، كلية المحاسبة، كلية
علوم الحاسوب وتقنية المعلومات.

- أسس المستشفى التعليمي ليكون ميداناً طبياً عالمياً في التطبيق والعلاج
والبحوث الطبية عام 2003م (تحت الإنشاء).

- انشأ أول دورة في إعداد وتأهيل المعلم الشامل عبر شبكة الإنترنت، حيث
تم تخريج الدفعة الأولى بنجاح عام 2004م، ولا زالت الدورة تتواصل مع
المعلمين في كل مكان.

- أسس على شبكة الإنترنت موقع تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها،
وذلك باللغات (الإنكليزية والتركية، والأردية، والصينية، والروسية) على
مدار 24 ساعة ومجاناً.

- أسس ولأول مرة "المدرسة الصفية الشاملة"، حيث يديرها المعلم الشامل في
مناطق عديدة، ويتخرج الطلاب منها في سن التكليف، وأقام منها نموذجاً في
دبي عام 2004-2005م.

- أسس نظاماً شاملاً للوقف الغذائي حيث تستثمر الأرض، والمال، والإدارة
والتسويق لإنتاج غذاء رخيص وذلك عام 2005م.

- ابتدأ فكرة جديدة في تحويل المعهد التقني إلى "جامعة الجامعة" للعلوم
النظرية والتطبيقية، بأسلوب جديد وفعال عبر نظرية متطورة: تعليم، تدريب،
تطبيق. وذلك عام 2005م.



شارك في الكثير من المؤتمرات والندوات العلمية العربية والإسلامية
والدولية في مجال الاقتصاد الإسلامي والبنوك الإسلامية، وساهم في حل
المشكلات المصرفية والإدارية والمالية في العديد من المؤسسات المالية
الإسلامية.

و تقديراً لجهوده الاقتصادية والتربوية، فقد مُنح الدكتوراه الفخرية من
جامعة باركتون في أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1999م.

كما حصل على جائزة تقديرية عن كتابه الموسوم "لماذا نتعلم ؟" من جمعية
المعلمين بدولة الإمارات العربية المتحدة – الشارقة وذلك عام 1996م.

و حصل أيضاً على "الدرع الذهبي" للمنظمة العربية للتربية والثقافة
والعلوم بتونس، عرفاناً منها لدوره البارز في خدمة الثقافة العربية
والإسلامية، وخدمة التربية والتعليم في الإمارات العربية المتحدة والخليج
العربي، وتوقيعه الاتفاقية الثقافية معها وذلك عام 2004م. وتقديراً
لمكانته العلمية والتربوية والاقتصادية منح له الدكتوراه الفخرية من
الأكاديمية الدولية للمعلوماتية في روسيا بالاتفاق مع هيئة الأمم المتحدة
وذلك عام 2003م.

كما حصل على لقب رجل الاقتصاد الأول في دولة الإمارات العربية المتحدة
عام 1999م. و كُرِّم من قبل مجلس التعاون الخليجي لخدماته الجليلة في
مجال العلم والتعليم والاقتصاد في دول مجلس التعاون الخليجي والوطن
العربي.

وحصل على شهادة شكر وتقدير من "مركز نداء الفطرة" لتحفيظ القرآن الكريم
والسُنّة عام 1425هـ.

- كُرِّم من قبل جائزة حمدان بن راشد للعلوم الطبية عام 2004م، لجهوده
المتميزة في إنشاء كلية دبي الطبية للبنات وكلية الصيدلة للبنات.

أهم مؤلفات سعيد لوتاه :

1. "لماذا نتعلم ؟" باللغتين العربية والإنكليزية، مطبعة المعهد التقني –
دبي 1996م.

2. "الأهداف من تأسيس البنوك: مقارنة بين النظام المصرفي الإسلامي
والنظام المصرفي الربوي"، باللغتين العربية والإنكليزية، مطبعة المعهد
التقني– دبي 1999م.

3. "تأملات في سورة الطلاق"، باللغات العربية والإنكليزية والأردية،
مطبعة المعهد التقني – دبي 2000م.

4. "تأملات في سورة الماعون"، باللغتين العربية والإنكليزية، مطبعة
المعهد التقني – دبي 2000م.

5. "الزواج في الإسلام عبادة"، باللغتين العربية والإنكليزية، مطبعة
المعهد التقني – دبي 2005م.

6. "أوتار .. وأفكار: همسات من قوافي الشعر النبطي"، دار لوتاه للطباعة
والنشر والتوزيع – دبي 2005م.

7. "تأملات وخواطر في سورة الفاتحة وأول سورة البقرة"، باللغتين العربية
والإنكليزية.




* اليوتوبيا بكل أنواعها تعبر عن أحلام البشرية وعن مخوفها وآمالها
ورفضها واحتجاجها كما تعبر عن نبوءات مستقبلية وإشكاليات فكرية ورؤيا
أخلاقية ونقدية لكافة ميادين الحياة البشرية والاجتماعية وقد كانت
اليوتوبيا في العصور الماضية وسيلة أو أداة من أدوات الفلاسفة يعبرون من
خلالها عن أفكار هم ومواقفهم من العالم ومستقبلة ولكن الفلسفة المعاصرة
أعلنت حاليا نهاية اليوتوبيا في مختلف ميادين الاجتماع والسياسة
والاقتصاد والعلوم المختلفة معارف وخبرات متراكمة جدا إلى الدرجة
الكافية لتقليص مساحة الحلم بعالم مثالي يستحيل أن يتحقق على ارض الواقع
وقد يكون الفيلسوف المعاصر محقا بعض الشيء في أن اليوتوبيا مستحيلة
التحقق ولكنه بكل تأكيد يجانبه الصواب عندما يعلن أن معارفنا وخبراتنا
تعمل على تقليص مساحة الحلم في حياتنا إذ الذي يعمل على تقليص هذه
المساحة ليس العلم وليست الخبرات والتجارب وإنما هو الغرور الذي يدفعنا
إلى الاعتقاد بان منجزات الحضارة الحديثة وهي أفضل ما توصلت إليه البشرية
وهي قمة الإبداع التي ليس بعد ها قمم أخرى .
والواقع أن هذا الغرور ليس من الصعب تحطيمه بل انه يتحطم فعلا عندما
يصطدم بلا واقع مع تجدد تفجر الآمال والبشرية وتزايد احتياجاتها وشعورها
بوطأة العصر الحديث والحياة الحديثة وما يشوبها من مساوئ وأخطاء وأمراض
واقلها الاغتراب بأنواعه المختلفة.
وقديما كانت اليوتوبيا هي التعبير عن اعتراض الحلم البشري على الواقع
ولكن حاليا فان التمرد العملي قد حل محل اليوتوبيا وهو ما نلفاه لدى سعيد
لوتاه والتمرد يقود الي تحقيق الحلم بينما تضل اليوتوبيا حلما يعجز عن
تحقيق نفسه في الواقع العملي المعاش
ومع ذالك تبقى اليوتوبيا بأنواعها المختلفة جزاء من تراث البشرية
وخبرتها بل الجزء الأكبر قدر على التعبير عن آمال وأحلام أو أفكار من
سبقونا من البشر لذ ينبغي علينا أن نتمثل هذا التراث وان نتجاوز فعالية
التمثل إلى النقد لان النقد هو الجسر الذي يعبر علية إنسان الحاضر إلى
المستقبل دون أن يفق د صلته بالماضي وخبراته وتراثه
وأيا كان الأمر فان نهاية اليوتوبيا لا تعني حتما نهاية التاريخ وما دامت
الحياة مستمرة فا البشر لا يمكن هم التوقف عن الحلم بعالم أفضل


* إن النظر العميق يهدي إلى أن ثمة ارتباط وثيق بين غاية المدن الفاضلة
وهي " الفضيلة " و" الكمال " باعتبار أن الكمال الدنيوي ممكن التحقق في
ظل العالم طالما أن الطبيعة البشرية تسعى إلى أن تحقق هذا الكمال في
أشكاله وصوره المختلفة الموزعة بين الأفراد والمجتمعات .

واليوتوبيا التي نجدها عن سعيد لوتاه ضمنية بيد أنها أفصحت عن إمكانية
وتمثيل الحلم البشري " المثالية الكاملة " وهي تجسيد مباشر لرد فعل
الإنسان على الحياة وموقفه من العالم والمجتمع ولكن بارتباط ديني متواشج
.
وهو ديدن الفلاسفة إذ لا يقنعون بحال المجتمع الذي يعيشون فيه وهم مضطرون
للحلم بمجتمع أفضل، وهم يتخذون من " اليوتوبيا " أداة للتعبير عن رفض
الوضع البشري والاجتماعي الراهن، ويقدمون البديل لهذا الوضع من خلال
اليوتوبيا، ولكن يظل التعبير عن الرفض ضمنياً غير مباشر تماماً مثلما
كانت المقارنة بين سيرة الرجلين والفروق بينهما ضمنياً هنا ..
 

Total time: 0.044